أول دراسة أترابية عن الولادة في الشرق الأوسط تهدف لفهم أصل الأمراض في مراحل النمو لدى المواليد الجدد
أجرى قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر، أول دراسة أترابية عن الولادة، تشمل الأم والطفل في دولة قطر، حيث تم التركيز على 216 امرأة حامل، بهدف فحص تأثير عوامل مثل البيئة، علم الوراثة، التغذية، والجوانب الاجتماعية على صحة أطفالهم.
أظهرت النتائج الأولية لهذه الدراسة التي وُصفت بأنها الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، أن 70 في المائة من النساء يعانين من زيادة الوزن؛ 37 في المائة مصابات بسكري الحمل. 20 في المائة لديهم خلل في الغدة الدرقية، 10 في المائة أبلغوا عن اضطرابات نفسية؛ وتم تشخيص 9 في المائة بارتفاع ضغط الدم.
يأتي تفرد هذه الدراسة من البروتوكولات البيئية التي تم وضعها لفهم تفاعلات البيئة الجينية المرتبطة بالتأثيرات الصحية. تقول الدكتورة إليني فثينو، عالمة في قطر بيوبنك:" "لم يتم إجراء هذه الدراسة على هذا المستوى في المنطقة، وتحديدًا لدراسات الأتراب عند الولادة. أُنجزت دراسات مصغرة وأخرى ما تزال جارية في منطقة الشرق الأوسط مع عدد محدود من المشاركين ولكن لا توجد دراسة شاملة مثل دراستنا".
تعدّ هذه الدراسة في قطر في مرحلتها التجريبية الآن، وقد شملت 216 امرأة حامل و76 من الآباء حتى الآن، وهي تهدف إلى تغطية 3000 أسرة، أمهات وآباء وأطفال، ومتابعة رحلة الطفل حتى سن الخامسة. وستكون إحدى نقاط القوة الرئيسية في الدراسة هي العدد الكبير من المشاركين، وستسمح البيانات التي تم جمعها من عينة الدراسة الكبيرة هذه بالبحث عن نتائج متعددة.
تقول الدكتورة فثينو:"على عكس الدراسات الأترابية الأخرى التي أجريت في منطقة الشرق الأوسط والتي بُنيت على فرضية بحثية محددة، ستوفر هذه الدراسة في قطر فرصة ممتازة لمعالجة مجموعة واسعة من الأسئلة البحثية باستخدام أساليب مبتكرة".
تتابع: "يهدف هذا المشروع إلى التحقيق المتعمق في تأثير التآزر في التعرض للجينوم في تحديد نتائج الولادة السلبية وتطور الأمراض المزمنة. وبسبب هذا، يمكننا تغطية نتائج متعددة".
وقد طوّر فريق البحث في قطر بيوبنك، بروتوكولات مصممة جيدًا لجمع البيانات مع التركيز على الحصول على بيانات منسقة للتعاون المستقبلي مع مجموعات الولادات الدولية الأخرى. وعلى الرغم من وجود دراسات أترابية متعددة للمواليد في أوروبا أو الولايات المتحدة أو أستراليا، فإن السكان العرب يمثلون أقلية في هذه الدراسات. لسوء الحظ، فإن الجينوم العربي غير ممثل بشكل كبير في الدراسات الجينية على مستوى العالم، لكن قطر من خلال مبادراتها المختلفة، تضع الجينوم العربي على خريطة البحث والعلوم الجينية، وبالتالي فإن مجموعة دراسة الولادة في قطر تضم عينة سكانية عربية كبيرة.
تقول الدكتورة فثنيو:" في مجموعة دراسة الولادة في قطر، لدينا 31 جنسية في الوقت الحالي. نقوم بتضمين القطريين والمقيمين الذين يعيشون في قطر منذ 15 عامًا أو أكثر. يمثل القطريون 28 في المائة من العينة، بينما يشكل العرب المقيمون على المدى الطويل 54 في المائة، والجنسيات الأخرى تبلغ 18 في المائة".
بينما كانت مجموعة دراسة الولادة في قطر جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، تسبب جائحة كوفيد-19 في إحداث تأخير. في المرحلة الثانية، من المتوقع أن يقوم الفريق بجمع البيانات من حديثي الولادة والأطفال الصغار مع متابعة الأمهات مع أطفالهن في الشهر الأول بعد الولادة.
تقول الدكتورة فثنيو:" سوف نحصل على بيانات مرتبطة بالرضاعة على سبيل المثال من خلال دراسة أي نوع من الرضاعة الطبيعية (حصرية أم سائدة)؛ وإجراء فحص اكتئاب ما بعد الولادة للأم؛ ومتابعة الطفل في عُمر ستة أشهر، سنة واحدة، سنتين، وأخيرًا في عمر الأربع سنوات".
سيتم ربط جميع البيانات التي تم جمعها بنتائج صحية متعددة في نقاط زمنية مختلفة. توضح الدكتورة فثنيو أنها "دراسة وبائية فريدة من نوعها ستسمح لنا بتقييم كيفية تعايش أنواع مختلفة من التعرض للعوامل البيئية. وتنفيذ أدوات وطرق جديدة للحصول على تقديرات للتعرض للعوامل البيئية الفردية، بما في ذلك تلوث الهواء الداخلي والخارجي.
لقد مهدت مجموعات الولادة المختلفة في أجزاء مختلفة من العالم الطريق لفهم أفضل للأسباب الكامنة وراء اضطرابات الطفولة النادرة والمهمة مثل التوحد. على الرغم من أنه قد يبدو واضحًا أن النساء الحوامل والأطفال يخضعون لفحص الأطباء بانتظام، فإن مثل هذه الدراسة تمهد الطريق لنموذج طبي ناشئ، الطب الدقيق، حيث يتم توفير رعاية صحية مخصصة من خلال التنبؤ بكيفية استجابة الفرد لدواء أو علاج قائم على العلاج على أساس الجينوم الخاص بهم.