بسم الله الرحمن الرحيم
التباعد بين المصلين

أخذ البعض ينسب إليّ أني أحذّر من التباعد بين مصلٍ وأخر مطلقاً.
والواقع أن الأمر هو كما يأتي:
في أول أزمة كورونا أغلقت المساجد وينادي المؤذنون ألا صلوا في البيوت، صلى البعض في المساجد مع التباعد فقلت هذا خطأ، عليهم أن يصلوا في البيوت ولا يصلوا في المساجد مع التباعد لأنه مكروه، وأي مكروه في صلاة الجماعة يفقدهم فضيلة الجماعة مع صحة الصلاة، وإنه من يذهب فهو آثم؛ لأنه يؤذي أو يتأذى، ولكن بعد إن فتحت المساجد صار التباعد واجباً خشية العدوى التي حذر الإسلام منها للضرورة ؛ لأن الواجب يقضي على الكراهية التي هي في الحالات العادية.
أما وأن التراص في الصفوف وكون الكتف على الكتف والقدم ملصق بالقدم ما دام قد يؤدي إلى الضرر والإسلام يقول: ( لا ضرر ولا ضرار)، وفر من المجذوم فرارك من الأسد ـ فلا مانع الآن من فتح المساجد مع التباعد بين مصلٍ وآخر بمسافة تحمي من العدوى التي يراها المختصون بذلك.
ارجو التنبه لذلك وعدم اختزال الفتوى.
واخيراً ادعوا الله أن يرفع هذا الداء عن عباده، ويشفي المرضى به، ويرحم الأموات به .
إنه سميع مجيب


أ.د.عبدالملك عبدالرحمن السعدي
28/محرم/1442هـ
16/9/2020م