حَسْمٌ خاص في مقام تخفيض الثمن لا خصم
أ.د عبد الله الدايل
يشيع في الإعلانات التجارية استعمال كلمة "خَصْم" بالصاد عند الإعلام عن تخفيض سِعْر سِلْعة مُعَيّنة - إذ يقال مثلاً : هناك خَصْمٌ خاصٌ يصل إلى كذا وكذا ـ وهذا خطأ، لأن الخصم هو العدوّ المخاصم والصواب أن يقال: هناك حَسْمٌ خاصٌ يصل إلى كذا وكذا ـ لأنَّ الحَسْم يعني قطع شيءٍ أو إزالته أي تخفيض السعر وهو الذي يناسب هذا المقام -كما في المعاجم اللغوية، فهكذا نطقت العرب، ففي المعجم الوسيط: «حَسَمَ الشيء: قطعه ، ويقال حَسَمَ الداء: أزاله بالدواء، والعِرْق: قَطَعَهُ وكواه لئلا يسيل دمه، وحَسَمَ عنه الأَمْرَ: أَبَعَدَه، وحَسَمَ على فلانٍ غرضه: منعه من الوصول إليه ، وحَسَمَت الأم طفلها: منعته من الرضاع». في حين أنَّ (الخَصْم) هو المُخاصِم والمنازع والمجادل ـ كما في المعاجم اللغويَّة. ففي المعجم الوسيط: «خَصَمَه: خَصْماً، وخِصاما، وخُصومَة: غلبه في الخِصام ... وجادَلَه، ونازعه ... والخَصْم: المُخاصِم أي العدوّ - قال تعالى: «وهَلْ أتَاكَ نبأ الخصم إذْ تَسَوَّرُوا المِحْرَاب» سورة (ص)، آية (21). فهو في الآية يستوي فيه المفرد والمثنّى والجمع والمذكر والمؤنث .وقد يُثَنَّى ويجمع وفي التنزيل العزيز: «هَذَانِ خَصْمانِ اْختَصَمُوا في رَبِّهِمْ» سورة الحج، من الآية 19 والجمع "خُصُوم" يتبيَّن أنَّ الصواب: حَسْم لا خَصْم ، إذ لم يرد من معاني "خصم" إنقاص السعر .