صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
الموضوع:

الحضارة الأوكسيتانية

الزوار من محركات البحث: 39 المشاهدات : 1497 الردود: 10
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: على سطح القمر
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,008 المواضيع: 316
    التقييم: 968
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: logistic company
    أكلتي المفضلة: Healthy Food
    آخر نشاط: 27/March/2015

    8 الحضارة الأوكسيتانية

    كان الجنوب الغربى لفرنسا، فى القرن الثانى عشر ميلادى، منطقة تختلف كثيراً عن المناطق الواقعة شمال نهر اللوار، لغتها مميزة - هى لغة أوك، ومنها أسم المنطقة
    " لانجدوك " - وقد أزدهرت فيها حضارة لامعة.
    وكان الشعراء الجوالون، التروبادور، ينتقلون من قصر إلى قصر، ويغنون قصائد الحب و الشرف و الدعوة إلى الألفة. وكان لهذه القيم حضور كبير فى المناطق التى حافظ فيها المثقفون، وخصوصاً فى المدن، على ذكرى الحضارة الرومانية. كان هناك قوانين و شرائع و دساتير تحدد سلطة الكبار، وتسير العلاقات التى تربطهم بأتباعهم و رعاياهم. وفى حين كان الملك، فى أيل - دو - فرانس هو الرابح مهما حصل، والفارض نفسه، بشتى الطرق، على الأتباع الناقمين، كان السكان فى مدن لانجدوك و أيتان الجنوبية ينتخبون قناصل أو نواباً يحكمون و يتحدثون نداً إلى ند مع الإقطاعيين الذين يخضع لهم هؤلاء السكان.
    وكانت مدن الجنوب، إلى جانب أمتيازها بالتحرر، تمتاز أيضاً بتقبلها للأفكار الغربية.

    فى القرن الثالث عشر، كانت كونتية تولوز تمتد من الرون إلى غويان و إلى البيرينيه، وكانت، وهى مقسمة إلى إقطاعات، من أغنى دول أوروبا الغربية، وكان أقوى الإقطاعيين فى كونتيه تولوز
    و بموجب معاهدة ( لوريس )، التى وقعت عام 1243 م، وضعت منطقتا ( أكيتان ) و ( لانجدوك )، فى الجنوب الغربى تحت سيطرة ملك فرنسا، كما وضع حد لحرب كانت تدور رحاها 40 سنة، فبرغم ذلك بقيت قلعة واحدة صامدة فى وجه الجيش الملكى : ألا وهى قلعة ( مونسيغور )، التى ألتجاء إليها أربعماية مؤمن من أتباع الديانة الكاتارية المانويين. وكان موقع القلعة الحصين - وهو قمة مطلة ترتفع أكثر من مئة متر عن الأراضى المجاورة - أعطى المحاصرين ثقة عظيمة بالنفس.
    وهكذا تحدوا، طيلة عام، سلطة الملك و البابا. وما كان للجيش المنخرط فى الحصار، والذى يعد عشرة آلاف جندى. وفى عام 1244 م، و بفضل مساندة جماعة من الجبليين المتدربين على التسلق و الذين يعرفوا المواقع حق المعرفة، توصل المحاصرون إلى دخول الحصن على حين غرة، وحصلوا على الأستسلام الكامل، هكذا سقط أحد المعاقل الأخيرة للمقاومين الكاتار.

    أزدهار الكاتارية :

    فى هذه البيئة أنتشر مذهب جديد كان نجاحه سريعاً إلى درجة أنه أخاف الكنيسة الكاثولوليكية. منذ القرن الحادى عشر ميلادى، أى قبل ظهور الكاتارية، وعظ بعض الرهبان بالثورة الصريحة ضد الكنيسة و كهنتها و اسرارها : وكانت أكثر المطالب أنتشاراً فى تلك الفترة، هى المطالبة ببساطة أكبر فى العلاقة بين الناس و رجال الكنيسة، و بالعودة إلى إيمان أقل خضوعاً للأطار الباذخ.
    ولكن الكاتارية كانت أكثر من مجرد حركة أنتقاد، لقد كانت مذهباً مختلفاً عن الكاثوليكية الرومانية, وكانت تنهل من تقاليد عريقة فى القدم، نشأت منذ القرن السابع قبل الميلاد، حول شخصية مهمة جداً فى العصور القديمة، هى النبى الفارسى زرادشت. و كان لأفكاره تأثير كبير خلال العصور القديمة، وقد أخذها عنه فى خطوطها العريضة، فى القرن الثالث بعد الميلاد، " مانى "، مؤسس العقيدة المانوية. وفى القرن العاشر، أطلق أسم البوجوميليين على كافة البلغاريين الذين كانت أفكارهم مستمدة من المعتقدات المانوية.
    وقد أخذ الجنوب اللانجدوكى عن البوجوميليين البلغار هذه التيارات الفكرية المتناقضة مع التقاليد المسيحية. الكاتارية مشتقة من الكلمة اليونانية " كاثاروس " أى الطاهر، لأنها تجعل هدف الإنسان أن يجهد، خلال حياته الأرضية التى تعد تجربة له، لكى يتوصل، عبر سلوك معين، إلى الأنقطاع عن المادة و العالم الجسدى، ففى عرف الكاتار، الذين يطلق عليهم كذلك أسم الالبيجيين، أن كل هذا يمثل الشر الذى يجب أن يقابله الخير، وهو النفس المطهرة، التى لا تعرف حاجات الجسد.
    وهكذا فإن الذين يتوصلون إلى تطهير نفوسهم بشكل كامل يستربحون إلى الأبد فى الخير بعد مماتهم. أما الآخرون فيجب أن يتقمصوا إلى ما لا نهاية. و الموت ليس مخيفاً بالنسبة إلى الكاتار لأنه قد يؤدى إلى الخلاص.
    وقد منحهم هذا الأزدراء للموت الطاقة الضرورية لكى يحاربوا بعنف ملك فرنسا و البابا. وقد أرسل، أبتداء من عام 1147م عدداً من الرهبان لكى يناقشوا الكاتار، ولكنهم باؤوا جميعاً بالفشل، وقام بالمحاولة الاخيرة راهب أسبانى، وهو القديس دومينيك، غير أنه لم يحصل إلا على نجاح محدود. ولم يجد البابا بدا من شن حرب مقدسة ضدهم. وخاصة بعد أغتيال السفير البابوى بيار دى كاستلناو عام 1208م.

    كان من المؤمنين الكاتار، و خصوصاً من يسمون أنفسهم " بالكاملين"، و الذين كانوا يأخذون نوعاً من دور الكهنة، أن يطبقوا قوانين حياتية صارمة. فقد كانوا ملزمين بالصوم فى أوقات كثيرة، وفى الأوقات العادية كان ممنوعاً عنهم منعاً باتاً أن يأكلوا أصناف عديدة : كاللحم و الزبدة و البيض و الجبن ... و ما كانوا يستهلكون إلا المحاصيل النباتية و السمك المتبل بالزيت، ولكن كان يسمح لهم بالقليل من الخمر. لم يبنوا معابد مخصصة لممارسة عبادتهم، بل كانوا يصلون و يعظون فى أى مكان، وكلما أمكن لهم ذلك.
    كانوا يرفضون كافة الأسرار، بما فيها سر الزواج. و الأحتفال الوحيد الذى يبدو أنهم مارسوه يسمى الكونسولامنتوم. وهو خاص بالمؤمنين الذين يريدون أن يصبحوا " كاميلن "، وكان يحدث أن يجرى هذا الأحتفال كذلك للمحتضرين. وكان يقوم على قسم علنى يلتزم عبره المؤمن بأحترام القوانين الغذائية الخاصة بالكاملين : و أن لا يكذب و لا يحلف و لا يقيم علاقات جنسية مع أى كان، أبتداء من وقف الحلفان، و أن يكون وفياً - حتى الموت إذا تطلب الأمر - لجماعة الكاتار، و عندئذ يعانقه معلموه و من ثم يركعون أمامه، و من المفترض أن يحس هذه " الكامل " الجديد، بهبوط الروح القدس عليه.
    حين كان الكاتار يستطيعون أن يعبروا علناً على أرائهم، كانوا يفضلون أن يلبسوا الاسود، و فى أوقات القمع و الأضطهاد كانوا يخفون تحت ثيابهم العادية حزاماً أسود.

    قرر رجال الكنيسة أن يسحقوا الكاتار، و كونت تولوز، ريمون السادس، مع إنه قد أتهم بالتشجيع على أغتيال السفير البابوى، أيد الكنيسة فى نهاية المطاف، و ألتحق بالحملة ضد رعاياه. وبعد أن غادر الجيش المحارب و عبر منطقة نزح عنها سكانها خائفين، وصل هذا الجيش على مشارف بيزيه فى 21 تموز ( يوليو ) عام 1209م.
    كانت المدينة محصنة جيداً، وكان سكانها وراء أسوارهم يحسون بالأمان. وبفضل هذه الشعور، و رغبتهم فى تأكيد أستقلاليتهم، رفضوا ان يسلموا الهراطقة و أستعدوا للصمود فى وجه الحملة.
    وكانت قلة حذرهم سبب هزيمتهم : ففى حين كان جنود الحملة يركزون معسكراتهم قرب الأسوار، خرج بعض السكان من المدينة لكى ينكلوا بهم. و عندئذ بدأ أحراق اللانجدوك : فأحرقت المدينة و ذبح سكانها.
    كان ذلك أول عمل قامت به هذه الحملة الشنيعة التى جردها الشماليون ضد الجنوبيين. ووصل الجيش فى نهاية شهر تموز ( يوليو ) عام 1209م. ومع أن السكان لم يكونوا يجهلون شيئاً عن شراسة الأعداء، فقد قرروا أن يصمدوا. وكان روح المقاومة هو الفيكونت الشاب روجيه دو ترنكافيل. وقد دام الحصار ثلاثة أسابيع، توصل المحاصرون على أثرها، بفضل الجفاف، إلى حرمان المدينة من الماء، فأضطر المحاصرون إلى التفاوض. وضرب المحاصرون الذين جاء ترنكافيل يفاوضهم كل فصول الفروسية بعرض الحائط، فاحتجزوه أسيراً، و أدى غدرهم إلى أنهيار المقاومة.
    ثم مات ترنكافيل فى ظروف غامضة، فأستغل الظرف لكى تنهب الأراضى التى يملكها. وقد أختير سيمون دو مون فور، وهو فارس أبدى الشجاعة ملحوظة خلال أسابيع سابقة، لكى يخلف ترنكافيل، و مع ذلك، بقى عليه أن يفرض سلطته على أراضيه، لأن المواطينين و الأقطاعيين كانوا ضده. وهكذا ظل حتى وفاته، عام 1218م، فى صراع مستمر مع رعاياه الجدد الذين قاوموا بضراوة و ما كانوا يستسلمون إلا حين يفقدون الأمل.

    وهكذا بالحديد و النار و الدم أستمرت هذه الحرب، ولكنها لم تعد مجرد حرب دينية، لأنه بدا من الواضح، يوماً بعد يوم، أن الرهان فى هذا الصراع كان على سيطرة إقطاعى الشمال على جنوب فرنسا. ملك آرغوان، وفى عام 1213م، وحدا قواهما لمحرابة سيمون دو مون فور عند قصر " موريه". و بالرغم من تفوقهم العددى فقد دارت الدوائر عليهم : إذ تل بيار الثانى ملك آرغوان و اضطر ريمون السادس إلى الأنكفاء إلى عاصمته التى ما لبثت أن أجتاحتها جيوش سيمون فى حزيران عام 1215م.
    وحين عاد ريمون السادس و ابنه ريمون السابع، اللذان ألتجأ إلى إنجلترا، أستقبلتهما رعاياهما بحماس شديد. وفى عام 1217م، دخلا منتصرين إلى عاصمتهما، بعد أن قامت الجماهير المحتشدة بطرد الخيالة الفرنسيين الذين كانوا يحتلونها، وفور سماع هذا النبأ هب سيمون لفرض الحصار على المدينة، وهنا كان مقتله فى عام 1218م. وقد قوبل خبر وفاته بهتافات الفرح : فقد رأى الجنوبيين و الكاتار بموته أندثار أشرس أعدائهم.


    عام 1243م، وقعت فى لوريس معاهدة سلام، نهائية هذه المرة، بين ملك فرنسا و كونت تولوز. وكانت هذه المعاهدة تكرار لأهم المعاهدات المتخذة فى " مو " منذ أربعة عشر عاماً. وكانت تلك نهاية المطاف بالنسبة إلى أوكسيتانيا المستقلة، و خصوصاً بالنسبة إلى الكاتارية. وكانت الطعنة القاضية هى أحتلال حصن مون سيغور.
    حينما أستسلم المدافعون على هذا الحصن، نصبت محرقة إعدام عليها فى 16 ىذار ( مارس) عام 1244م، 210 هراطقة رفضوا التراجع عن مبادئهم. وبعدئذ سقط الحصن البيرنى الرهيب، أخر معاقل الكاتار، ولم يعد لهم أى ملجأ آمن مع ملاحقة قضاة محكمة التفتيش.

  2. #2
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,944 المواضيع: 10,515
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87260
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ 32 دقيقة
    مقالات المدونة: 18
    تسلميين

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Suzana مشاهدة المشاركة
    تسلميين
    نورتى قلبى

  4. #4
    من أهل الدار
    لكبريائي رواية
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق العظيم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,479 المواضيع: 364
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1146
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: ما احب الأكل اصلا
    موبايلي: N8 & LG
    آخر نشاط: 18/December/2016
    مقالات المدونة: 3
    شكراا

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7la.bzona مشاهدة المشاركة
    شكراا
    هلا حبيبتى نورتى

  6. #6
    من أهل الدار
    المتفائل
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Basraha
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,893 المواضيع: 1,015
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 1392
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: في طاعة الله
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: سامسونج
    آخر نشاط: 8/February/2021
    مقالات المدونة: 5
    يسلمووو

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة husaam مشاهدة المشاركة
    يسلمووو
    هلا حسام نورت

  8. #8
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 667 المواضيع: 39
    التقييم: 139
    آخر نشاط: 30/March/2013
    يسلموووووو

  9. #9
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lion Heart مشاهدة المشاركة
    يسلموووووو
    هلا نورت

  10. #10
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: September-2012
    الدولة: Babylon, United States
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,601 المواضيع: 158
    التقييم: 218
    مزاجي: لله الحمد
    أكلتي المفضلة: المشويات
    آخر نشاط: 27/November/2018
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى انمار الوائلي
    مقالات المدونة: 2
    شكرااااااااااا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال