TODAY - 14 October, 2010
المالكي والأسد يتفقان في دمشق على تشكيل حكومة عراقية تمثل «جميع الاطياف» ويؤكدان على اتفاقيات مشتركة لنقل النفط والغاز
دمشق - ريم حداد
اكدت سوريا والعراق أمس الاربعاء خلال زيارة لرئيس الحكومة نوري المالكي الى سوريا، ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تشمل جميع اطياف الشعب العراقي وتطوير التعاون بين البلدين، لينهيا بذلك قطيعة دامت اكثر من عام.
وجاء هذا التأكيد خلال زيارة عمل ليوم واحد قام بها المالكي الى دمشق والتقى خلالها الرئيس بشار الاسد ونظيره السوري محمد ناجي عطري.
واكد الرئيس السوري خلال استقباله المالكي اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي، حسب ما ذكر مصدر رسمي.
وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الاسد جدد للمالكي "موقف سوريا الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي".
واكد الاسد خلال اللقاء "وقوف سوريا على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه ابناء العراق".
واستقبل الاسد المالكي بعيد وصوله الى دمشق في زيارته الاولى بعد ازمة دبلوماسية حادة بين البلدين دامت اكثر من عام.
وقالت وكالة الانباء السورية ان المالكي عبر عن شكره للاسد على "مواقف سوريا تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الامن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته ارضا وشعبا".
وفي بغداد، اكد مكتب المالكي في بيان ان الاسد رحب برئيس الوزراء. وقال "نحن سعداء بعودة العلاقات بيننا التي ستتعزز وتكتمل بتشكيل الحكومة العراقية قريبا".
ونقل البيان عن الاسد ان "موقفنا من تشكيل الحكومة واضح"، موضحا ان "الحل يجب ان يكون عراقيا، والعراق بلد له تاريخ عريق ولا احد يملي عليه والعراقيون هم اصحاب القرار".
واوضح رئيس الوزراء العراقي "قطعنا شوطا مهما في القضاء على الطائفية ولم يتبق امامنا امور كثيرة في هذا الجانب".
واضاف ان "الحكومة لا بد ان تتشكل على اسس صحيحة ونحن نسعى الى ان تكون حكومة متوازنه يشعر الجميع بانتمائه اليها".
وتابع المالكي ان "الامور بدأت تسير باتجاه المشاركة الحقيقية لجميع الكتل والتحالفات بدأت تنفتح في حواراتها مع الآخرين"، مؤكدا ان "العراقيين هم وحدهم المسؤولون عن قرار تشكيل الحكومة ومطلبنا من الاشقاء الدعم والمساندة في هذه المرحلة".
وتأتي زيارة المالكي بينما لا يزال تشكيل الحكومة متعثرا بعد حوالى سبعة اشهر من الانتخابات.
واسفرت الانتخابات التشريعية في السابع من آذار (مارس) الماضي عن فوز رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدا، والائتلاف الوطني 70 مقعدا.
وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.
من جهة اخرى، قالت الوكالة ان المالكي اكد "حرص القيادة العراقية على اقامة افضل وأمتن العلاقات مع سوريا وعلى جميع الصعد بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والاخوية التى تربط ابناء سوريا والعراق".
ونقل البيان الذي صدر في بغداد عن المالكي تأكيده ان ما بين العراق وسوريا "متميز" وهما "لا يستغنيان عن بعضهما وعلاقات البلدين يجب ان تسير بانسيابية وثبات حتى تبلغ مرحلة التكامل".
وشدد المالكي على ان "ما يربط العراق وسوريا متميز عن العلاقات مع بقية الدول".
واوضحت وكالة الانباء السورية ان الاسد والمالكي اكدا "اهمية البعد الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولا الى تكتل اقتصادي اقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم امنها واستقرارها".
من جهة اخرى، بحث المالكي مع نظيره السوري محمد ناجي عطري بعد لقائه الاسد افاق التعاون "في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية".
وقد ناقشا تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين "بما يؤدي الى توسيع افاق التعاون بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة وتسهيل انسياب السلع وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين".
وكان بيان حكومي عراقي اشار في ايلول (سبتمبر) الماضي الى "تعاون استراتيجي وفني واقتصادي في مجال نقل وتصدير النفط الخام بين العراق وسوريا".
واوضح هذا البيان ان التعاون "يتضمن مشروعا لنقل النفط الخام وتصديره عبر سوريا الى موانىء التصدير في البحر الابيض المتوسط".
ويتضمن المشروع الذي اقترح العراق تنفيذه باسلوب "البناء والتشغيل ونقل الملكية" انبوبا بطاقة 1,250 مليون برميل يوميا وانبوبا بطاقة 1,5 مليون برميل يوميا للنفط الثقيل.
كما يتضمن خطا للغاز بطاقة مناسبة مرافقا للخطين لضمان الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ في كلا البلدين.
واتفق العراق وسوريا في ايلول (سبتمبر) الماضي على انهاء الازمة الدبلوماسية بينهما باعادة سفيري البلدين الى مقر عملهما بعد اكثر من عام على استدعائهما، اثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد صيف العام 2009.
واستأنف البلدان العلاقات الدبلوماسية بينهما في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 بعد قطيعة استمرت 26 عاما، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية وليد المعلم الى بغداد.
alalem