..
مساء يشبه وجهك الذي ينمو بشكل عجيب في الأماكن الفارغة إلا من وجهي ..!
تحية طيبة ، وحسب
أكتب إليك لأن ما من جهة أخرى تثق بأحد فقد السيطرة على صوته ، وحتما لن تتكفل بتمرير رسائل مجعدة من فتحة البريد الذي يضج بقصص آخرين .. في الحقيقة أخشى أن ينقلب الأمر إلى فضيحة يصعب لملمتها في قادم الأيام التي أجهلها ..!
.. ربما أنك تظن بعد هذا الصمت الطويل .. أنني فارغة من الأحاديث ، والحقيقة أنني ينقبض صدري كلما مر صوتك في ذاكرتي ، فأنت لا تتخيل صعوبة أن تكون مدججا بالحكايا التي لا تجد لها مكانا جيدا ، وهي تتدحرج إلى حنجرتك لتسدها قصدا ، وأنت تحاول بصعوبة أن تخطف رشفة ماء واحدة من الكأس الماثل صوبك لوقت طويل .. قبل أن تكتشف أنه فارغ ببساطة ..!
كنت قادرة على أن أبصقك في ورقة ، وأطويك ببطء كما تفعل أمي مع شطائرها اللذيذة .. ببطء شديد للحد الذي تلتصق فيه أصابعك بحرفية تامة ثم أدسك في أحد الكتب العلمية المعرضة للقراءة لمرة واحدة .. واحدة فقط، وبهدوء أحشرك في الخزانة مع الكثير من الأشياء حتى لا تصلك يدي فيما لو دهسني صوتك مرة أخرى ..!
.. أردتك أن تختفي ، وحسب .. أن تتداخل فيك كل قضايا العالم العقيمة ، وتصيبك بالزهايمر .. أن يمتصك ثقب ما .. تبتلعك أرض بعيدة .. تبقى محشورا في حفرة ضيقة .. وحيدا .. باكيا ، وتشعر بعجز واضح ..!
.. أردتك أن لا تعود ، ولا أعود لأفتش عنك مطلقا ..!
ماريا