أعلنت أبل رسمياً أنها قامت بتغيير قواعد متجر التطبيقات الخاص بها للسماح بخدمات بث الألعاب والتي تُتيح للأشخاص تشغيل ألعاب الفيديو عبر الإنترنت بطريقة تشبه طريقة بث الأفلام على Netflix وهذا يعني أن الشركة عكست بشكل فعال موقفها السابق ضد السماح بخدمات بث الألعاب على أجهزة الآيفون والآيباد وبخاصة بعد أن انتقدت مايكروسوفت هذا المنع لكن الآن بدأت الشركة في الاستجابة. فما الجديد الذي قدمته أبل ولماذا تواصل مايكروسوفت الاعتراض؟
أبل تغير قوانين متجر البرامج
تقول شركة أبل قالت أن القواعد الجديدة ستسمح بالتطبيقات التي تتصل بخدمات بث الألعاب مثل PlayStation Now المُقدَمة من طرف Sony وكذلك Xbox xCloud المُقدَمة من طرف Microsoft و Google’s Stadia و Nvidia’s GeForce Now.
لكن هُناك مُلاحظة وهي أن أبل لن تسمح لشركات الألعاب بنشر التطبيقات مثل شركات الأفلام والتلفزيون، بل سيُطلب من شركات بث الألعاب تقديم تطبيق لكل لعبة فردية على خدمتها وستقوم أبل بعد ذلك بمُراجعته تماماً مثل أي من التطبيقات الأخرى البالغ عددها 1.8 مليون في متجر التطبيقات.
ونتيجة لذلك فإن الأشخاص الذين يرغبون في استخدام خدمة بث الألعاب سيجدون الألعاب المرتبطة بهذه الخدمات في متجر تطبيقات أبل بجانب مُراجعات وتقييمات مثل أي تطبيق آخر وبالتالي عندما يفتحون تطبيق اللعبة فمن المحتمل أن يتصلوا بخدمة البث ويُسمح لهم ببدء اللعب، لكن هذا يعني أيضاً أنه إذا كانت خدمة الاشتراك تُقدم مئات الألعاب فستحتاج كُل واحدة إلى تطبيق مُنفصل يتصل بتلك الخدمة.
جدير بالذكر أن شركة آبل قالت في إرشاداتها الجديدة أنه: “يجب تنزيل الألعاب المعروضة في اشتراك خدمة البث المباشر مُباشرة من متجر التطبيقات ويجب تصميمها لتجنب الدفع المكرر من قبل المُشترك ويجب ألا تضر بالعملاء غير المشتركين”.
مع العلم أن هذه الخطوة تُعتبر اعتراف من أبل بالطريقة التي يُغير بها الأشخاص من طريقة تفاعلهم مع الترفيه، فمثلاً قبل عدة سنوات كانت اشتراكات الألعاب تُمثل جُزء صغير من الصناعة وكانت تُقدمها شركات قليلة ولكن في الوقت الحالي ومع التطور الذي صرنا فيه يقول صانعو الألعاب إنهم أدركوا فرصة لمساعدة الأشخاص على الوصول إلى الألعاب القديمة بطرق جديدة بما في ذلك من خلال الاشتراكات أو بث الألعاب أو بعض المجموعات وفي نفس الوقت تحقيق عائد كبير.
وبطبيعة الحال تُؤكد هذه الخطوة على قوة أبل في صناعة الألعاب فعلى الرغم من أن أجهزة الآيفون والآيباد لا تُعتبر عادةً من أجهزة ألعاب الفيديو التقليدية إلا أن هذه الأجهزة يستخدمها أكثر من مليار شخص في 175 دولة ولا شك أن الألعاب تُعد من أكثر الأشياء شيوعاً التي يقوم بها الأشخاص على الأجهزة وهذا يجعل أجهزة أبل وكذلك الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد فرصة جذابة لصانعي وحدات التحكم مثل Microsoft و Sony و Nintendo.
وللإشارة فهذه القواعد الجديدة من أبل هي قيد التنفيذ قبل أن تُطلق الشركة برنامجي iOS 14 و iPadOS 14 لأجهزة الآي فون والآي باد بشكل رسمي، ومن المُتوقع أن تُعلن شركة أبل عن مجموعة جديدة من أجهزة الآيفون قريباً والتي تتميز بتصميم جديد وسُرعات لاسلكية فائقة السرعة 5G وهذا شيء رائع حيث يقول المطورون وشركات التكنولوجيا أن سرعات 5G الموعودة تجعل بث الألعاب أثناء التنقل مُمكناً بشكل أفضل.
مايكروسوفت: هذا ليس حل عملي
ومن جانبه قال المتحدث الرسمي لشركة مايكروسوفت أن قرار أبل ليس كافياً ولا يؤدي إلى تغيير التجربة السيئة لمستخدميها لأنه ببساطة فكره تطبيقات الألعاب “البث” أنه يمكنك التنقل بين عشرات ومئات الألعاب مباشرة من داخل نفس التطبيق تماماً كما يحدث في الأغاني والأفلام فلا أحد يطلب منهم تحميل تطبيق مستقل لكل فيلم مثلاً؛ وأضاف المتحدث بأن أبل مثلاً تطلب من المستخدم تحميل 100 تطبيق مثلاً لـ 100 لعبة موجودة في السحابة؛ وهذه ليست التجربة الجيدة للمستخدمين “بأن يحصلوا على مئات وآلاف الأيقونات بدلاً من أيقونة واحدة”.
تاريخ ظهور خدمات بث الألعاب:
ظهرت خدمات بث الألعاب لأول مرة في عام 2010 عندما أثبتت خدمات مثل OnLive و Gaikai أنها تستطيع بث لعبة عبر الإنترنت، وفي وقتٍ لاحق تم شراء كلا الشركتين من طرف شركة Sony التي بدأت خدمة PlayStation Now في عام 2014 ومنذ ذلك الحين نمت لتقدم العديد من الخدمات في هذا الشأن.
وفي الآونة الأخيرة عرضت مايكروسوفت وجوجل و Nvidia لصناعة الرقائق آرائهم في التكنولوجيا مدعومة بالاشتراكات أو مشتريات الألعاب الفردية أو مزيج من الاثنين، حيث تُخطط مايكروسوفت على سبيل المثال أن تُقدم تقنية البث من خلال خدمة Xbox Games Pass Ultimate التي تبلغ 14.99 دولار شهري والتي تُتيح للأشخاص الوصول إلى أكثر من 100 لعبة على Xbox أو الكمبيوتر الشخصي ، بالإضافة إلى شبكة ألعاب Xbox Live الاجتماعية.
وبالفعل أطلقت الشركة الوصول المُبكر إلى الخدمة لأجهزة الأندرويد ولكن في أغسطس الماضي قالت مايكروسوفت إن قواعد متجر تطبيقات أبل تمنع خدمات بث الألعاب وبالتالي لا يُمكن تشغيلها على أجهزة الآيفون أو الآيباد، وقالت مايكروسوفت بالنص أن “أبل هي المنصة العامة الوحيدة التي تحرم المستهلكين من الألعاب السحابية وخدمات الاشتراك في الألعاب مثل Xbox Game Pass” لكن كما ترى فاليوم بدأت أبل تُغير من قواعدها.
أخبرنا برأيك في هذا الموضوع، وهل ترى أن هذه خطوة جيدة من أبل؟ وبرأيك ما سبب التأخير في السماح بهذه الخدمة؟