ظاهرة الحُبّ في المدارس ..
.......
قَدَّمْتُمُ كُلَّ العَصَائرِ حُلْوةً
*** لِشفاهِ شُبَّانٍ بِقلبٍ صادِي
هذي رياحينٌ تفوحُ مِنْ الهوى
*** و هناك مَن قد يشتكي بِفؤادِ
و لقد لبسن مِنَ الثياب مفاتنًا
*** ما قد يُحرّكُ شهوةَ الزُّهّادِ
أصواتُهن و هُنّ يقرأن الهُدَى
*** كأناملٍ يضربن بِالأعوادِ
يسمعن في طول الطريق معازفًا
*** يتراقصُ القلبُ الخليُّ لِشادِ
كان القوارير التي في خدرِها
*** يُخشَى عليها مِنْ غِنَاءِ الحادِي
و تمرُّ حوراءُ العيون و أُذْنُها
*** طبلٌ و زمْرٌ بالغرامِ ينادي
و زحامهم و حرير ملمسِ جلدِها
*** يُغري الشبابَ بها لِفعلِ فَسَادِ
فرضوا عليها شائعَ الزِّي الذي
*** هو لم تجرِّبهُ النِّسَا في عادِ
يدرُسْنَ في خطرِ الحياةِ و هَمِّها
*** ما ليس ينفعُ مِنْ عقيمِ مَوَادِ
أين الصَّلاةُ هُنَا عَلَى أوقاتِها
*** و الكُلُّ مُرتَبِطٌ هنا بِمرادِ
و تشابكتْ تلك العُيُونُ بِفُسحةٍ
*** في حَوْشِهم أنعِمْ به كَمَصَادِ
حتّى أصابَ بِسهْمِهِ في قلبِها
**لِيصيرَ عنترَ وهْي عبلَ الوادِي
كيف الهَوَى جعلَ الرّياحَ ملامحًا
*** و الشمسُ ترسمُ لوحةً بِمِدَادِ
قمري هنا غزلانُهُ وضَّاءَةٌ
*** تسعى إليَّ لِحُضْني الوفّادِ
ما كُنتُ أعرفُ لِلأُنُوثةِ لذَّةً
*** حتَّى عَرَفتُ الشَّوقَ لِلصيَّادِ
ما لي أَمَلُّ بِسُرعَةٍ مِنْ وَحدَتِي
*** و أُرِيدُ لوْ أُصْغِي لهُ بِوِدَادِ
ما عاد تُعْجِبُنِي طريقتُهُ أبي
*** ماما كبرتُ أريدُهُ "أي بادي"
و تسوءُ حالةُ عقلِها لمَّا هفا
*** زهرُ الخُدُودِ لِلاقْتِطَافِ بِنادِ
والحُبُّ يَسْرِقُ مِنْ ضُلُوعٍ قلبَها
*** والحُبُّ يغزو قلعةَ الأسيادِ
محمد أبو يوسف