في بيت عمها كانت تعيش تلك الفتاة البائسة اليتيمة حياة تعيسة كئيبة، كانت تعمل خادمة في بيت عمها، وكانت الإهانات تنزل فوق رأسها دومًا، ثم بعد ذلك تحولت هذه الفتاة إلى إحدى المدارس الداخلية وكان مدير هذه المدرسة يبغض الفتاة جدًّا لسبب لا أحد يعلمه، وكانت هذه المدرسة فيها إهمال شديد في كل شيء في التنظيم والترتيب والطعام، حتى ظهرت الأمراض على الطلبة جراء هذا الإهمال وتوفِّي عدد من الطالبات منها صديقة هذه الطفلة المقربة.
بعد هذه المشكلة، جاء القرار بتغيير المدير، وجاءت مديرة للمدرسة في عهدها تحسنت الدراسة وتحسن مستوى الطلاب، ومن ثم تحسن مستوى هذه الطفلة اليتيمة.
ومع مرور الوقت وانقضاء ثمانية أعوام على دراسة الفتاة بالمدرسة، أصبحت معلمة في ذات المدرسة لمدة عامين، ثم تركت المدرسة للعمل في مجال من مجالات التعليم الخاص، وقام ثري من الأثرياء بالاتصال بالفتاة لتقوم بتدريس ربيبته وتعليمها.
راحت هذه الفتاة إلى العمل والتقت صاحب الشغل، وجرى التعارف بينهما، وبدأت الفتاة بتعليم الطفلة الصغيرة، وكانت تجري المحادثات بين هذا الثري والفتاة بعد أن تنهي عملها مع الطفلة، ومع مرور الأيام بدأ الثري يُعجَب بتلك الفتاة، فقد وجد فيها فتاة مميزة تستحق أن تكون أن حبيبته، فقرر الزواج بها وأقر لها بمكنون صدره فوافقت على الزواج منه، وليلة الفرح أتى محام وأوقف الزفاف، فقد جاء المحامي بخبر مفاده أن هذا الرجل متزوج وزوجته على قيد الحياة، فأقر الرجل بهذا، فقد تزوج منذ أعوام عديدة بفتاة من الفتيات اكتشف أن بها جنون فلم يرد أن يطلقها فأبقاها تخدم في القصر رحمة بها.
أحست الفتاة بانكسار قلبها وعزمت على ترك خطيبها؛ لأنه لم يخبرها بحقيقة الأمر واعتبرت نفسها قد أخذته من زوجته وذهبت إلى بيت عمها، ولكن الرجل لم يتمالك نفسه وأخذته الحسرة الشديدة، وقعدت الفتاة عند بيت عمها عامين تعلمت فيهما عدة لغات ودرست بعض الأطفال في هذه الفترة، ثم والحال على هذا تقدم إليها ابن عمها رغبة في الزواج بها؛ فرفضت فطردها، وشاءت الأقدار أن تلتقي بالرجل الأول الذي أحبته وقد علمت بوفاة زوجته السابقة، وطلب الزواج منها مرة ثانية فأجابت طلبه، وأقاما زفافهما وعاشا حياة طيبة.