في كل وجبة هناك شيئاً واحداً يبحث عنه الجميع حتى قبل تناول أول قضمة... الملاحة. الملح من أقدم البهارات المستخدمة. كانت هناك فترات حيث كان الملح ذا قيمة عالية لدرجة أنه كان يُستخدم كعملة في بعض المناطق. ترجع الكلمة الإنجليزية "salary" بمعنى "راتب" إلى كلمة لاتينية تُشير إلى "مال الملح" كجزء من أجر الجنود الرومان. تغيرت العصور الوسطى في أوروبا للأبد عندما تمكن صيادو السمك من تمليح سمك القد الذي تم اصطياده من جراند بانكس في أمريكا الشمالية وحفظه لبيعه في أسواق أوروبا. وكانت القوافل تطوف الصحراء لتستبدل الملح بالذهب أوقية مقابل أوقية. في الواقع، تجلت أهمية الملح في التاريخ خلال العصور الماضية أكثر من العصور الحالية حيث أصبح بخس الثمن وشائع في كل مكان. مع وجود أجهزة التبريد والنقل الفعال في هذه الأيام، أصبحت فكرة تخزين الطعام من الأمور العادية، لكن قبل القرن التاسع عشر، كان التخزين الفعال مسألة حياة أو موت، وبذلك تتضح أهمية الملح في حفظ الطعام. لكننا مازلنا نحتاجه اليوم كما كنا منذ العصور الغابرة، فالملح يحسن مذاق كل طبق تقريباً، بداية من الخبز واللحوم والفواكه والخضروات إلى الصلصات والحلويات. يتمثل الاختلاف الرئيسي بين أنواع الملح في ملمسه، لكل نوع من الملح نكهته ولونه وملمسه الخاص.
أنواع الملح:
ملح المائدة:
هو الملح الشائع الذي يوجد عادة على كل مائدة، وهو ملح صخري مكرر ومطحون ناعماً ومضاف إليه بعض الإضافات التي تجعله يتدفق بسهولة.
الملح الخشن:
تُشير صفة "خشن" إلى حبيباته، وتجعله حوافه الحادة وبلوراته الكبيرة اختياراً مناسباً ليُرش على البريتزل أو أكواز الذرة لأن حواف الحبيبات تتعلق به ولا يذوب سريعاً.
الملح اليودي:
هو الملح الذي يُضاف إليه اليود (يوديد الصوديوم)، وعلى غير المتوقع، يحتوي الملح اليودي على كمية صغيرة من السكر فبدونه يتحول لون الملح إلى الأصفر نتيجة تأكسد اليود.