إنّا أعطينَاكَ الأكبــر مابينَ الخيمةِ والعسكر
أَنزَلَ فيهِمْ موتـاً أحمـر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
خرجَ الاكبرُ للميدانِ حيّاهُ حسينٌ وآسْتبشر
أضرم فيهمُ نارَ الثأرِ غضبانٌ يفتكُ بالعكسر
غاصَ بعُمقِ الجيشِ ينادي أنَّ أبي قتَّالُ المُنكر
قالوا هل هذا عباسٌ ام هذي صولاتُ الأكبر
يحصدُ برقابِ الكُفارِ من ضربتهِ وإلى النارِ
حلَّ عليهم ريحٌ صَرصَر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
كفُّ عليٍ تشطرُ بكراً مثلُ عليٍ يشطرُ مرحب
نشَرَ الرُعبَ عليهِم حتى أوقدَ فيهمُ ناراً تَلهب
يُقسمُ بالشفعِ وبالوترِ أن الحربَ الينا تُحسب
قَسَمَ الجيشُ الى نصفينِ ومضى في بُشراهُ لزينب
أنَّ الحربَ ينادي حربي من يقوى أن يقفَ بدربي
وعليهم سجيلٌ أمطر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
لحسينٍ قد عادَ بقلبٍ ضمآنٍ بالعطشِ توقد
ابتاهُ ينادي عطشاناً بحديدِ الحربِ أنا مُجهَد
هل لي يا أبتي من ماءٍ أم تسقيني كفُ محمد
ومضى يتلوى بفؤادٍ عِطشٌ للبيدا يتنهد
لأبيه أقبل عطشاناً ضمأناً يشكي ضمأناً
لايرويهمُ غيرَ الكوثر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
خَرَّ صريعاً نادى أبتي أدركني وأليَّ تَقدم
كالبرقِ أتاهُ والدهُ بعيونٍ تتفايضُ بالدم
وعليهِ هوى يتلقفهُ ولدي ماذنبُكَ وتُخذَّم
ياوجهَ المختارِ محمد صلى اللهُ عليكَ وسلَّم
ماذنبُك أذ صرتَ صريعاً وأتيتكَ بالدمعِ سريعاً
ياولدي قلبي يتفطَر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
سمعت عمتهُ أنتَهُ أذ فيهِ أبيهِ أتى يسعى
وا ثُكلاهُ تنادي ليلى ولدي ولدي أخذت تنعى
فخرجنَّ بآهٍ وبلطمٍ وعليهِ هَوينَ كما الصرعى
ورأينَّ السبطَ يُقبلهُ ويقولُ الى جدي الرُجعى
أمضي ياولدي لمحمد واشكي عطشٌ فيكَ توقد
ياوَجعي من هذا المنظر كبّـرْ جبريـــل ٌواستبشر
____
الشاعر محمد العقابي