بداية المغالطة في المنطق والبلاغة هي قياس فاسد، وهي صناعة علمية لا تفيد استنتاج اليقين في المحاججة، وقد يسلّم لها الخصم وقد لا يسلّم. المغالطة هي ادعاء غير صحيح قد يكون مبنيا على أسس وأدلة غير سليمة مما يقود إلى نتائج خاطئة، أو قد يستند إلى أدلة صحيحة ولكنه ينطلق منها إلى استنتاجات مغلوطة.
ونحن سنتوقف هنا في هذا المقال على مغالطة يواجهها كثيرا اي متنور يحاول إصلاح حال المجتمعات، وهيا عندما يتحدث شخص عن العلم والرقي، وعن مستوى الفارق الهائل بين المجتمعات المتخلفة والمجتمعات المتقدمة، ياتي اليه شخص ويقول:
(( وماذا اخترعت انت)) أو ((وأنت إصنع لنا أو اخترع)) في كثير من الأحيان يتوقف ذلك المتنور بمواصلة توعية مجتمعه لأنه يجد في هذا الرد رداً يلجمه عن التحدث،، ويشعره بالنقص،، أو يشعره بعدم جدوى الحديث مع هذا المجتمع،، أو في بعض الأحيان قد يحس بعقدة تجاه المجتمع ، ويستنقصهم بإلقاء الكراهية او الاستنقاص منهم لأنهم مجتمع متخلف غبي وجاهل،، وقد يتوقف لانه لا يجد لباقة في الرد على مثل هذه الردود،، هي أصلا ليست ردود بل مغالطات،، تندرج تحت عدة أنواع من المغالطات؛ منها مغالطة القدح الشخصي بحيث تهدف إلى استنقاص شخص المتحدث بينما المعلومات التي يقولها صحيحة،، مثل أن يتقدم شخصين لنسمي أحدهما أفتراضا فتحي وسالم،، سالم ظلم فتحي بقطعة أرض أو بمال أو غيره،، وجميع الأدلة كانت لصالح فتحي، لكن عندما جلس سالم أمام القاضي في المحكمة قال سالم بأن فتحي في مرة من المرات قد ضلم شخصا يدعى إبراهيم بشيء لايمت لقضيتهم بصلة ولا توجد له علاقة بالقصة زمنا ومكانا،، هل هذه حجة مقبولة أبدا لا فتلك قضية أخرى،، تندرج هذه المغالطة أيضا تحت مغالطة المرجعية بأن هذا الشخص ليس بمخترع ولا عالم،،، في الحقيقة - - (("المعلومة يكون قبولها استنادا إلى ما تقدم من أدلة وبراهين المعلومة التي لا تقدم أدلة سليمة ولا براهين مثبتة غير مقبولة وإن قال بها أشهر عالم بالتاريخ،، والمعلومة التي تقدم أدله وبراهين متحقق من ثبوت أدلتها مقبولة وإن كان قائلها إنسان بسيط وحتى إن كان شخص فاشل، فالمهم هو المعلومة المقدمة وليس شخص المتحدث بها،)) - - قد يتوقف بعض المتنورين لأن هذا الشخص الذي يحاورة سواء في مواقع التواصل أو يلتقيه بمجلس وجها لوجه عنيد متحجر متعصب صعب الإقناع أو مكابر وحتى أحيانا قد يكون ذكي ويفهم ولكن نيته إبقاء المجتمع متخلف لغاية في نفسه.
أنا هنا في هذا المقال أقول لك لا تحس بأنهم أفحموك بالرد فعندي لك الإجابة السريعة على كل مغالطة تواجهها.
في سياق الحديث هناك قصة منتشرة تقول إن شيخ دين - -(هذا الشيخ متطرف والا فهناك شيوخ يحاور ون بدون مغالطات) -
هذا الشيخ كان يتحدث مع شخص يحكي عن أن العالم صعد الفضاء فرد الشيخ أنت لا صعدت الفضاء معهم ولا قعدت معنا، وتقول الرواية أنه افحم ذلك الشخص وتستخدم كرد ساخر على كل من يريد التحدث عن الرقي وأهمية العلم ولفت انتباه الشعوب والمجتمعات الى مستوى التخلف الكبير الذي يعيشونه،، حتى يحتذون حذو المجتمعات المتقدمة، في الواقع كان الشيخ والمتحدث معه— إن كانت القصة حقيقية— كلاهما ينقصهم الدراية والمعرفة، سافصل لك وسأبين لك كيف يكون الرد،،
..................... - - - - - - - - - -
فقط أمسك هاتفك وقل، هل تعلم أن هذا الهاتف لم يصنع بجهد شخص واحد فقط،، بل بجهد المئات وربما الآلاف، فأصحاب الكيمياء قد قطعوا شوطاً كبيراً حتى يصنعوا لك البطارية ولولا ترتيب وتصنيف العناصر ودراسة أعدادها الذرية، —والقصة طويلة جدا— لما صنع البطارية، قطعوا شوطا بترتيب وتصنيف العناصر ودراسة مستويات الطاقة حتى يستفيدوا من موقع اشباه الموصلات وعمل القطع الإلكترونية وإشابة تلك القطعه بتلك الطريقة لتكون كاثود أو آنود أو مجمعه وغيرها ويستفيد منها أصحاب الفيزياء الذين قطعوا أيضا شوطا كبيرا بدراسة المغناطيسية والكهرباء والموجات والجسيمات دون الذرية حتى ينتقل الإتصال ، قطعو شوطا في دراسة الضوء حتى يعملوا صور والوان الخلفيات، قطعوا شوطا في البحث عن سلوك الإلكترونيات، لان المعلومات الموجودة مثلا على الذاكرة ومعضم قطع الجهاز الكترونية تعمل وفقا لسلوك الالكترونات في كل ذرة عنصر وغيرها الكثير،، الرياضيات قطعت شوطا كبيرا فكل البرامج والية عملها تعمل وفقاً لعلم الرياضيات التطبيقية وحتى الرياضيات البحتة فكيف تستطيع تشفير المعلومات الا عن طريق الرياضيات وكل المعلومات المخزنة وطريقة عمل البرامج هي عمليات حسابية،، علم الجغرافيا قطع شوطا كبيرا فبدونه كيف يمكن تحديد الموقع،، ثم إن الإتصال يمر باقمار صناعية إذن صاحب الفلك قطع شوطاً كبيراً أيضا ، علم الفلسفة الذي يستهزئ به معضم المتخلفين لا يمكن أن تعمل الذاكرة او البرامج إلا بالمنطق الرياضي أحد فروع المنطق والفلسفة،، والفلسفة أصلا أم العلوم كلها،، القصة طويلة جداً فحتى عالم اللغة مشارك ايضا لوضع النص الكتابي ولغات المستخدم،، وماذا ستعمل أنت لوحدك وسط مجتمع مثل هذا سوى أن تضم الى جانبك مع الوقت متخصصين في جميع الفروع ولو بالمستقبل البعيد.
هذا الذي يحدثك عليك أن تخبره بأنه يريد أن يشاهد فيلماً في الدقائق الأخيرة فكيف له أن يفهم الأحداث ،، وبهذه الطريقة ستجد أنك قد أصبح لك جمهور معجبا بقوة تقديمك للأدلة معجبا بلباقتك ووجود معضم الردود والاجوبة على كل المغالطات ومعضم التساؤلات ،، هؤلاء المعجبين تستطيع توعيتهم بعدها بكل سهولة قد يقتنع بكلامك عشرة والعشرة يقنعون مئة وهكذا،ولا تتوقف لأجل الشخص المتحجر بل استخدمه وسيلة لتعليم الجمهور الصامت، وإضافة لذلك إذا قرات الكتب العلمية تجد أنها في كثير من الأحيان تذكر علماء لم يخترعوا، ولكنهم في الأصل وضعوا الأسس التي بنى عليها المخترع اختراعه، وقبل كل الاختراعات كان هناك متنورون يحدثون المجتمعات بمدى أهمية العلم، حتى جاءت كل الابتكارات نتيجة لتنويرهم وقد تاتي النتيجة متأخرة وكثيراً ما أتت بعد موتهم،،، وبالنسبة للشخص المتحجر العنيد لا تتوقف إن لم يقتنع فالمستمع أو المتابع الصامت يستفيد مما تطرحه وتقوله وقد تستخدمه كوسيله لتعليم الجمهور المتابع الصامت،،
في الأخير لا تتوقف فهذه ليس ردودا بل مغالطات وقياسات فاسدة وليست حجج ولا حتى تستحق أن تسمى رداً؛ وتستطيع مواجهتها بقوة الأدلة وسرعة الرد،، ولباقة الحوار والطرح
ا/محسن عزالدين البكري