ضحكتها المستهترة العالية توحي بأن شيئا ما سيحدث ، لم اتعود الا على ذلك في كل مره ، كانت تلك الضحكات تعالى إلا إن هذه المره احسست بأن مكروها سوف يقع ، حدث ما كنت اخشاه انقلبت الضحكات الى صرخات وبكاء ، لا اعلم ما الذي حدث ، الجميع تصارع لباب شقتها ، وكسر الباب وجدوها على الارض غارقه في الدماء في الصاله ، ترتدي كامل ثيابها واكسسواراتها ، ويدها ملوثه بالدماء ، لا يوجد احد بالشقه .
تكاد تلفذ انفاسها و، لكن باق بها القوه لتبعد من اراد الاقتراب منها ، او مساعدتها اقتربت منها على مهل ومترددا نظراتها تخطبني بدون صوت اقتربت منها ، و مسكت يدها محاولا ايقاف ذلك النذيف ، لم تمنع نفسها سلمت يدها حملتها بمساعده بعض الاشخاص الى اقرب مستشفي .
كانت تنظر الي ، وكانت نظرات الجميع لها ما بين الشفقه والتعجب ، فالجميع يعلم ما قد مررت به تلك المراه منذ سكنت هذه العماره التي تقيم فيها ، الجميع يعلم ايضا انها ليس من نوعيه النساء التي تجعل من نفسها عرضه لأي شخص ، فقد عرفت بين الجميع بدماثة اخلاقها ، الا انها كانت تعاني من مرض نفسي بسيط ، لا تستطيع اخفاء امر او اعطاء كل امر قدره ، حتى وان سبب ذلك لها العديد من المشاكل .
كانت احيانا تضحك بشكل غريب بلا اسباب هكذا عرفها الناس ، و هكذا عرفتها كانت معاملتي معها اولا تقتصر على قدر الجار ، ثم تطورت العلاقه شيء فشيئا ، كنت ارى فيها صوره الام التي فقدت و الاخت التي لم اخظ بها كانت هي الوحيده ايضا ، فقد كان بيتها بمثابه منطقه لكل سيده في المنطقه ، كبرت وكنت صغير كنت احبها كأمي ، وأنظر لها نظره احترام ، و حاولت تلبية أحتياجاتها بسعاده ، كنت اشعر بالحنان الذي فقدته منذ توفيت والدتي.
أساعدها في كل شيء بعد عودتي الى المنزل ، وهي تحاول مساعدتي في ما اريد اتمامه ولا استطيع استمر الوضع هكذا ، حتى اتي يوم لا ادري كيف مر علي ، اثناء عودتي وجدتها تنتظروني اصرت على ان ادخل اتناول الطعام معها هي واثنتان من صديقاتها ، و اثناء تناول الطعام اخبرتني بحبها ، فاجبتها بانني أحبها بشده هي امي .
هكذا اخبرته الا انها قالت انها تحبني حب النسال للرجال وتريدني بشدة زوجها ، وقعت كلماتها علي كالنار وقمت غير مصدق ، لما قالت اثناء خروجي سمعت صديقاتها يعنفانها على ما فعلته ، لم اذهب الى العمل في اليوم التالي ، ما زلت اتذكر ما حدث غير مصدق ، يومها شعرت بانني قد فقدت امي مره اخرى ، واخذت عهد على نفسي بعدم لتعامل معها الا فى اضيق الحدود .
نزلت الى عمل في اليوم وتفاديها ، ألتقيت بأحدى صديقاتها اللاتي حضرن الموقف ، اخبرتها بانني احببتها كامي ، و اني لا احمل لها الا هذا الشعور ، اخبرتني انها كانت تعاني يعني ما تقول ، ولهذا يجب على الابتعاد عنها قدر المستطاع ، بالفعل كنت اتجنب لقائها بينما هي كانت تنتظر لحظات توجدي بالمنزل حتى تتحدث معي بهذا الشأن كثيرا .
كنت ساترك المنزل مده اسبوعين كاملين ، بسبب دعوه لحضور حفل زفاف احد اقاربي ، عند عودتي الى المنزل وتجهيز حقيبتي ، وجدتها بانتظاري امام المنزل القيت التحيه ، ثم دخلت متوجها الى شقتي الا انها استوقفتني متسائلة راي في ما اخبرني به.
اخبرتها بانني اعتبرها امي ، و انه مهما فعلت لن يغير هذا تجاهها ، عندها انفجرت كبركان ثائر ، خرج الجميع لمعرفه ما يحدث ، وسمع الجميع كلامها لي غير مصدقين ، حاولوا تهدئتها ، الا انها لم تهدىء وكانت الكارثه عندما اخبرتها بان امي اليوم قد ماتت ، نزلت الدموع من عيني ساخنه عندما رايتها تنهار بكاء .
صعدت الى شقتي جامعا لاغراض ، وغادرت المنزل ، كان البعض يعتقدون انني قد تركت منزلي بسببها ، اخبرتهم بلا ، سأتغيب لمده اسبوعين عند بعض الاصدقاء ، قالوا بانها تفتعل بعض المشكلات التي فيها من فتره لاخرى بعد وفاه زوجها ، قضيت عده ايام بعيدا عنها ، تعرفت على فتاه احلامي ، اقتنعت بان الوقت حان للزواج ، كنت قد نسيت العالم وما حدث مع الارملة .
عدت الى المنزل اخبرت الجميع بخبر زواجي ، اسعد الجميع بالخبر الا هي عندما علمت هذا الخبر تحولت تحياتي الى جحيم ، كانت تفتعل المشاكل حتى وصل الامر الى ان استدعت الشرطه متهمة لي بالعديد من التهم ، بعدتهم لولا تدخل الجيران في الامر ، مرت الايام وكل يوم اسمع صوت ضحكتها ، حتى حدث ما حدث اخذناها الى مستشفى.
حاولنا انقاذ ها ، اخبرني الطبيب انها تحتاج الى نقل دم لم اتردد لحظه قلت انا مستعد للتبرع لها بالدم ، حتى وان كلفني انقذها حياتي ، فهي امي عندما افاقت اخبرتها بانني احببتها كامي ، و انني اريدك بجانبي تساعدني في جمعي بمن احب ، ومن احبها قلبي ، وان حبها لي ما هو الا فائض امومة فلم يكن عندها اولادها ، وبعد عمر ساكون انا وزوجتي اولاد لها ، بكت وابكتني كثيرا ، حتى خرجت من المستشفى فعادت الامور الى نصابها ، كانت معي في استقبال اهل محبوبتي ، اشرفت بنفسها على كل شيء ، احبها اهل العروس واحبتها زوجتي كامها .