أركان الاشتغال ثلاثة: مشغول عنه، [وهو الاسم المتقدم] ، ومشغول [وهو الفعل المتأخر] ومشغول به، [وهو الضمير الذي تعدى إليه الفعل]
1- فأما شروط المشغول عنه - وهو الاسم المتقدم في الكلام - فخمسة:
* الاول: ألا يكون متعددا لفظا ومعنى: بأن يكون واحدا، نحو زيدا ضربته، أو متعددا في اللفظ دون المعنى، نحو زيدا وعمرا ضربتهما، لأن العَطفَ جَعَلَ الاسمين كالاسم الواحد، فإن تعَدّدَ في اللفظ والمعنى - نحو زيدا درهما أعطيته - لم يصحَّ.
* الثاني: أن يكون متقدما، فإن تأخر لم يكن من باب الاشتغال، بل إن نصبتَ فقُلتَ: ضربتُهُ زيدا فالاسمُ المنصوبُ بدل من الضمير [في ضربته]، وإن رفعته [ضربتُه زيدٌ] فالمرفوعُ مبتدأ مؤخَّرٌ وخبره الجملة الفعليّةُ قبله.
* الثالث: أن يَقبلَ المشغولُ عنه الإضمارَ، فلا يصح الاشتغالُ عن الحال، والتمييز، ولا عن المجرور بحرف يختص بالظاهر كحتى.
* الرابع: أن يَكونَ مفتقرا لما بعده، فقولُك "جاءَكَ زيدٌ فأكرِمْه" ليس من باب الاشتغال لكون الاسم [زيدٌ] مكتفيا بالعامل المتقدم عليه [وهو الفعل جاءَ].
* الخامس: كونُ المشغول عنه صالحا للابتداء به أيْ مَعرفةً، وألاّ يكون نكرة محضة، فنحو قوله تعالى: (ورَهبانيةً ابتدَعوها) ليس من باب الاشتغال، بل (رهبانيةً) مَعطوف على ما قبله بالواو، وجملة (ابتدعوها) صفة.
2- وأما الشروط التي يجب تحققها في المشغول - وهو الفعل الواقع بعد الاسم - فاثنان:
* الاول: أن يكون متصلا بالمشغول عنه، فإن انفصل منه بفاصل لا يكون لما بعده عمل فيما قبله - كأدوات الشرط، وأدوات الاستفهام، ونحوهما لم يكُنْ من بابِ الاشتغال
* الثاني: أن يَكونَ صالحا للعمل فيما قبله: بأن يكونَ فعلا متصرفاً، أو اسمَ فاعل، أو اسمَ مفعول، فإن كان حرفا، أو اسمَ فعل، أو صفةً مشبهة، أو فعلا جامدا كفعل التعجب - وكل هذه العوامل لضعفها لا تعمل فيما تقدم عليها - لم يصح.
3- وأما الذي يجب تحققه في المشغول به - وهو الضمير - فشرط واحد، وهو:
* ألا يكون أجنبيا من المشغول عنه، بل يكون ضميرَ المشغول عنه، نحو زيداً ضربتُه، أو مررت به. ويصح أن يكون اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير المشغول عنه، نحو زيدا ضربت أخاه، أو مررت بغلامه.