اطرب مسامعَ دهرٍ قد شَكى صمما
عن سمعهِ أبعِدِ الضوضاءَ والبرما
يا قائِل الشعر ِمدحاً بابن فاطمةٍ
الْمُجتبى السبطُ ما ابهاهُ إن عزما
واسقِل لِمَاضيك حداً كي تَطال بهِ
اكُفَّ جورٍ وقطِّع كُلَّ مَن ظَلما
واظهِر لِطاقاتِك الكُبرى خزائِنها
وقُل لِمَن عن مديحِ السبطِ قد وُجِما
هذا ابنُ مَن سيفُه ركنٌ اقيمَ بهِ
دعائمُ الدينِ اذ لولاهُ ما سَلما
هذا الذي علمُهُ لو خِلتَه شُهُباً
قد سُلِّطت فوقَ رأسِ الجهلِ فانهَدما
هذا الذي وصفُهُ لو قلتُ ذو كرمٍ
لأَجْهَدَ الشعرَ والكُتَّابَ والعُلَما
قَد اودعَ اللهُ في مكنونِ فطرتهِ
نفائسَ الخُلُقِ الْغراءِ مُذ قَدما
ومَا احاطت بِمعنىً حولَ طلعتهِ
بلاغةُ القولِ حتّى السُنِ الحُكَمَا
يا أَيُّها الحَسنُ المرموقُ منزلةً
عندَ الفريقَينِ قولاً كانَ مُحترما
ريحانةُ المصطفى الشبانُ سيدُها
في جنةِ اللهِ والملعونُ من كتما
ما جاءكَ اثنانِ قد شدّا مُنازعةً
الّا وتُرضِيهِما كأنَّ ما اختصما
يا عاطرَ الفكرِ في كلِّ العلومِ لهُ
تأريخُ مجدٍ غُلامٌ لم يكن هَرِما
واسبَغَت سيرةٌ للمُجتبى حِقَباً
ابدَينَ اعجازَ بذلٍ قامَ ماانصرَما
ومَا انتضيتَ حُساما في مُنازلة
بيومِ قعقعةٍ تُملى يداهُ دَما
الّا وكنتَ علياً عندَ احمدِهِ
لحيدرٍ انتَ ما قد عاشَهُ قِدَما
وفيضُ جودِكَ بحر ٌوالقِرى امدٌ
مادونهُ كان نَظّا ساحَ وانعدما
عليكَ منّي سلامُ اللهِ مُتَسِقاً
من مولدي والى حينِ الجزاءِ نمى
ياأَجزلَ الواهبينَ منْ عطيتهِ
مَدَدتُ كفّي بِحبلِ اللهِ مُعتصِما
عسى كُسيراتُ شعري انتَ تقبَلها
لكي يكونَ لمدحي فيكَ مُختَتَما
ناظم الفضلي