في كتابه " نظام التفاهة".. يذهب الكاتب الكندي آلان دونو..الى النظام السائد في العالم سيؤدي الى سيطرة التافهين على مواقع أساسية في الفن والٱعلام وحتى في السياسة..حيث نلاحظ إختراق الجهلة والمتواضعين فكريا كل مجالات الحياة ، لخدمة أغراض السوق الذي باتت تسيطر عليه الرداءة والٱنحطاط على حساب الجدية..وأصبح من الصعب على العقلاء مقاومة غزو البلهاء..فقد أصبح المعيار الأساسي للنجاح هو عدد المشاهدات ومايجنيه التافهون من دولارات على مواقع التواصل وبغض النظر عن نوعية مايُطرح.
ظاهرة اليوتيوبرز أو صانعي المحتوى ، من أوضح الأمثلة على نظام التفاهة العالمي..نلاحظ ان المستوى الرديء يحقق أكبر نسب مشاهدة متفوقا على المحتوى العلمي الرصين.
بالعودة الى الكتاب ، يرى دونو أن الأخطر من التفاهة هو ترميز التافهين ، وهذا مايجعل الكثير من تافهي مواقع التواصل يظهرون لنا بمظهر النجاح العظيم والشهرة وبذلك يدعم التافهون بعضهم بعضا فيرفع كل منهم الآخر..لتصبح السلطة فيما بعد بيد جماعة تكبر بٱستمرار ، لان الطيور على أشكالها تقعُ.