الدين عبارة عن ضوابط وارشادات سماويّة ثابتة تراعي جميع الرّعية ولا تُفرِقُ بين أبيض وأسود ، ولقد وضعها الخالق العظيم الذي خلق الإنسان من التراب ، ويجب عدم مخالفتها .
أمّا السياسة فهي دساتير وضعها المجتهدون من الرِّجال ، ومهما بلغت من درجات الاجتهاد فإنّ لها وقت مُعيّن وتظهر عيوبها وتكِّشر عن أنيابها وذلك لإنّها تراعي مصالحها الخاصّة فقط ولا تراعي غيرها ولا يهمها المصدر سواء كان حلالاً أم حراماً .
أمّا أن يجتمع الدين في رجل السياسة ،
أو أن تجتمع السياسة في رجل الدين ،
فهذان الرّجلان دجالان كذّابان ومُنافقان أيضاً !
فأمّا أن تختار الدين أو السياسة .

*
وأصل الدين ورجل الدين الحقيقي هو المهدي فقط (عجّل الله فرجه) .
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
أَنَّ الدِّينَ وَأَصْلَ الدِّينِ هُوَ رَجُلٌ ، وَذَلِكَ الرَّجُلُ هُوَ الْيَقِينُ وَهُوَ الْإِيمَانُ وَهُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَأَهْلِ زَمَانِهِ ، فَمَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ وَدِينَهُ ، وَمَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ وَدِينَهُ ، وَمَنْ جَهِلَهُ جَهِلَ اللَّهَ وَدِينَهُ . وَلَا يُعْرَفُ اللَّهُ وَدِينُهُ وَحُدُودُهُ وَشَرَائِعُهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ الْإِمَامِ .
المصدر : (البحار : ج24، ص290. عن بصائر الدرجات.)