حائل قبلة هواة الآثار
حائل قبلة هواة الآثار
لمتنا، اليوم، في حائل عروس الشمال، التي تضمّ مناطق بالجملة تستحقّ الزيارة، وتستقطب بخاصّة هواة الآثار والقصص التاريخيّة. كانت حائل تُسمَّى قبل الإسلام بـ"القرية"، وكانت حدودها تقتصر على شرقيّ وادي الإديرع، قرب جبل السمراء، والأخير يعدّ من معالمها السياحيّة الاكثر بروزًا. لكن، بعد توسّع المدينة، وتجاوزها الوادي، وصولًا إلى غربي الإديرع أيضًا، تغيّر الاسم فأصبح حائل، كون الوادي أصبح يحول بين شطري المدينة.
أماكن سياحية في حائل
لمحة عن الأماكن السياحية في حائل، في معلومات مستقاة من المرشدة السياحيّة، ومؤسِّسة فريق "سعودية التراث" ندى البليهي.
متحف لقيت
هو بيت طيني، يقع جنوبي قلعة "عيرف" التاريخيّة، ويُقدَّر عمره بأنّه يتجاوز المئة سنة، ويحضن عديدًا من القطع التراثية النادرة (نحو ألفي قطعة)، في أكثر من عشر غرف ومجلسين للضيافة وساحة كبيرة تتوسّط البيت.
جبل السمراء
متنزّه جبل السمراء، كما يبدو عند المساء
يقع شرقيّ مدينة حائل؛ يُروى أن حاتم الطائي (شاعر عربي جاهلي وأمير قبيلة طيء)، كان يُشعل نارًا على رأس ذلك الجبل، المعروف باسم "الموقدة"، ليستدلّ على منازله المسافرون وعابرو الطريق في تلك الحقبة من الزمن، ما جعله معلمًا يستحقّ الزيارة، علمًا أنّه استُخدم لأغراض عسكرية في عهد دولة آل رشيد، التي كانت عروس الشمال عاصمتها، إذ هو يطلّ على السهول الشرقية حتى هضبة نجد. كما كان هذا الجبل منارة الكرم زمن حاتم الطائي. راهنًا، هو منارةً للمتنزّهين والمصطافين، سواءً سكّان حائل أو من خارجها، حيث توجد بحيرات ومسطّحات خضر في المكان.
تابعوا المزيد: روح السعودية: 10 وجهات سياحية في انتظارك
جبلا آجا وسلمى
لقطة في جبال آجا وسلمى
هناك ألقاب عدة لمدينة حائل، من أبرزها "بلاد الجبلين"، أي جبل طي، وجبل شمر، وهو اسم القبيلة التي نشأت بين هذين الجبلين. يحدّ آجا مدينة حائل من جهة الغرب، ويقع على بُعد عشرة كيلومترات غربًا عن وادي الإديرع، ومن جهة الشرق، يحدّها جبل سلمى.
مقصورة القنون
البناء الخارجي لـ"مقصورة القنون"
ما بين جذوع النخيل الباسقات، هناك بناء عتيق من الطين، يقف راسخًا عبر السنين، ويُمثّل تحفة معماريّة على ضفاف جبل آجا، في بلدة العقدة، ويُسمّى بـ"مقصورة القنون". وللبناء قصّة؛ فقد تعاقبت أجيال على بنائه منذ سنة 1150 للهجرة، وشهد ثلاث مراحل من الترميم، في سنوات 1296 و1362 و1433، لتنتهي الأعمال فيه سنة 1437. وينقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأوّل خاصّ بالضيافة، ويحتوي على مجلس وغرفتين في الجزء العلوي، أمّا القسم الثاني، فيعرف باسم "مكيدة"، ويتألّف من ثلاثة أدوار، إضافة إلى غرفتين لتخزين التمر، ويعدّ هذا القسم مسكنًا لأبناء العائلة، فيما خُصِّص القسم الثالث للمتزوّجين حديثًا. وخارج المقصورة، هناك عين قديمة نضب ماؤها، إلى جانب المطابخ التي لم يتبقّ منها سوى رائحة الجود والكرم، وجامع في عهد الإمام تركي أُعيد ترميمه وبناؤه.
مدينة فيد الأثريّة
تحمل المدينة مشاهد من عصور تاريخيّة قديمة قبل الإسلام وبعده، كالنقوش والآثار التي لا تزال مغمورة تحت التراب بفعل عوامل الزمن. علمًا أنّ فيد كانت ثالث أهمّ مدينة بعد بغداد ومكّة المكرمة، إذ هي تقع على طريق الحجّ القديم بين مكة المكرمة وبغداد المعروف بـ"درب زبيدة"، وقد أسهم ذلك في ازدهارها لمرور الحجيج بها، والتبضّع منها بما يحتاجون إليه، حتّى صارت تضاهي الكوفة والبصرة في ذلك الوقت. وكانت تُسمّى بـ "عاصمة الطريق"، ومن معالمها: "متنزّه الزعفران"، الذي يعدّ متنفّسًا لأهلها، وقصر خراش (الحصن)، وهو أكبر قصر على طريق الحج، ابتداءً من العراق مرورًا ببغداد وانتهاءً بمكّة المكرمة، ويتكوَّن من سورين، أحدهما خارجي لأبراج المراقبة، وفي الوسط تقع قلعة الحصن، إضافة إلى آثار مسجد كبير يرجع إلى الفترة الإسلامية، وأساسات لمبانٍ بعضها يشكِّل وحدات معمارية متكاملة، إلى جانب البركة ثمانية الأضلاع في آخرها.
جبة
إحدى محافظات حائل، تقع وسط صحراء النفود الكبير في الاتجاه الشمالي الغربي، على طريق القوافل القديم الذي يربط بين شرق البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد. تعدّ جبة من المواقع الأثريّة الأهمّ لقدم نقوشها، بحسب المرشدة ندى البليهي، التي تقول إنّ "جبة تشتهر بالزراعة لوفرة المياه فيها".
أم سمنان
نموذج عن النقوش الأثريّة، في أم سمنان
هي أرض لبحيرة قديمة، تُحيط بها كثبان النفود الكبير، ومن الغرب والجنوب جبال رسوبية، تتمثّل في جبال أم سمنان وغوطا وشويحط وعنيزة، وتنتشر فيها نقوش أثريّة، تعود إلى ثلاث فترات زمنية مختلفة، كالعصر الحجري، وبعضها نقوش ثمودية، إضافة إلى رسومات حيوانات مختلفة ورسومات آدمية تبيّن بعضًا من طرق ونظم الحياة اليوميّة التي كان يطبّقها ويحيا بها الإنسان في الألف السابع قبل الميلاد، ما دفع بـ"الهيئة العامّة للسياحة والآثار" إلى طلب تسجيله على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وذلك في سنة 2015.
متحف عيادة
رحلة إلى متحف عيادة
هو يمثِّل جانبًا جميلًا من حياة البادية القديمة، مثل: المجلس الشتوي وذلك الصيفي، والماقد والدار والمخزن والمرقد والجامع، إضافة إلى الوقوف على السواني، وكيفيّة عملها؟ والبئر التي يُجلب منها الماء، وبعض الأبواب القديمة.
متحف النايف
هو من متاحف حائل الأكثر شهرةً، وبالتحديد في جبة، حيث دار الضيافة، وقصر الإمارة، ومكان التعليم. ومن زائري المكان الأشهر، المستكشفة الإنجليزيّة الليدي آن بلنت (1837-1917). المتحف عبارة عن دور أرضي واسع مقسَّم إلى سبعة أجزاء مختلفة المساحة، ويضمّ نحو 2200 قطعة، منها: الملابس والحلي وأدوات الزينة النسائيّة وأدوات الخياطة والأسلحة والمصنوعات الجلديّة، من دون الإغفال عن أوّل بئر حُفرت في جبة "الحمالي"، وسُمِّيت بذلك لكثرة الأحمال الكثيرة عليها من الإبل. ومن مقتنيات المتحف الفريدة، أوّل سيارة دخلت جبة.
قصر برزان
عاش في القصر آل علي، ثمّ آل رشيد، علمًا أنّ القصر سُمِّي بهذا الاسم لبروزه عن المباني في ذلك الوقت. وهو راهنًا عبارة عن محلّات تجاريّة، منها سوق النساء الشعبي التي تباع فيها الألبسة التراثيّة والمأكولات الشعبيّة والسمن والخبز، بالإضافة إلى الكماليّات التي تفضّلها كبيرات السنّ، والبهارات المختلفة. وتحظى السوق المذكورة بشعبيةّ كبيرة في حائل، وإلى جانبها يوجد برجان، كانا يحيطان بها. كان بُني القصر سنة 1808م، وهو يتكوَّن من ثلاث طبقات؛ الأرضيّة عبارة عن مجالس وصالونات استقبال ومطابخ، والثانية غرف ضيوف الدولة، أمّا الثالث فكانت تسكن فيها الأسرة الحاكمة.
تابعوا المزيد: السياحة في جنوب السعودية
قصر القشلة
تبرز بصمة خالدة لعهد الملك الراحل عبدالعزيز في هذا القصر، الذي شُيِّد سنة 1940م، وفق أسلوب المدرسة النجدية، لكنَّ زخارفه من الجصّ تغلب عليها سمة العمارة التقليديّة في حائل. بعض الزخارف يخطّ "يعيش مولانا الملك المعظّم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود". يتخذ القصر هيئة مربّع مبني من الطين، ويتكوَّن من طبقتين: الأرضيّة منهما تحتوي على 83 غرفة، إضافة إلى القبب، أمّا العلوية، فتحتوي على 59 غرفة تطلّ على ساحة القصر. واستغرق بناؤه نحو سنة ونصف السنة، ثم أضيف إليه مسجد، ومبنى سجن، وبعض الإضافات الأخرى التي انتهت سنة 1362هـ. إشارة إلى أن "القشلة" كلمة تركيّة تعني المعسكر الشتوي، واستخدم العثمانيون الكلمة للإشارة إلى قلاع الجنود ومكان إقامتهم. وقد كان هذا القصر، منذ إنشائه، مقرًّا للحامية العسكرية حتّى سنة 1395هـ، فتسلَّمته الشرطة بعد ذلك، ثم وكالة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف وقتها. وتحوّل إلى مركز ثقافي في عيد الفطر سنة 1427هـ، إذ قام أمير منطقة حائل، الأمير سعود بن عبدالمحسن، بافتتاح القصر أمام الزائرين.