واشقياء الحقل الذين لا يجدون شيئا ،،،،

.
.
**في أوّل عمرنا نحبّ كلّ شيء نراه ،،ننظرُ بدهشة للشارع للطائر وللناس ،،نحبّ بشدّة ونكره بشدّه ،،قلوبنا غنيّة مرهفة ندقّقُ في كلّ شيء ونتحاورَ معه ،،كما يدهشنا بستان ندخله لأوّل مرّة ،،ونملّه في آخر العمر ،،
،
،وكنّا نحلمُ لا نفكّر بالموت ،،لا نحسب حسابا للعوائق الكثيرة الموجودة في الطريق ،،في أوّل العمر ،،لا نرى إلاّ أحلامنا ،،وطريقنا المفتوحة بلا نهاية ،،،
.
،،ونبدأ نصطدم بالعوائق ونتهشّم ،،وترتدّ الينا أبصارنا ،،ترجع من الآفاق ،،،تنظُرُ في أسفل الطريق تدقّق في العوائق وتعالجها ،،،وإذا الحياة كلّها ،،،سيرٌ ببطء شديد بين عوائق الطريق
.
،،ما أريده أنا يريده هو ،،وتلك الدول كمخازن الخير: المسؤولون فيها هم أصحابها ،،يُعطون خيرها لهم ولأشياعهم ويعطوننا عوائقا وشقاء ،،،،،،،،،،،،
،
،،وإذا الحياة في قبضة الإنسان : ومع ذلك الإنسان الوصيُّ على القانون ،،يعطي من يشاء ،،ويمنع ،،!!والحياة بلا عدالة تعود دائما كما بدأتْ ،،،،،،،،،،،،فريق من الأشقياء يعيشون مع اؤلئك الذين يأخذون كلّ شيء…!!
.
،،يقولون لنا : سنعاقبكم إذا أسأتم ،،بيدنا القانون ودفاتره ،،!!،، ولن نعاقبكم إذا أحسنتم ،،ولكن لا نعطيكم شيئا ،،،لأنّ الخير لا يقبل القسمة بين الناس إذا كان من بقسمة اللصوص ،،،!
.
،،ونحن اليوم ،،مللنا بستان الحياة وكرهنا الحياة فيه ،،تلك الحياة التي أدهشتنا أوّل العمر ،،ازهقها الإنسان ،،فما عادت الحياة إلاّ صراعا بين مسؤول يأخذ كلّ شيء واشقياء الحقل الذين لا يجدون شيئا ،،،،،،،،ويبحثون عن باب في هذا الجدار الكبير ،،ليخرجوا إلى السماء ولا يجدون ،،،،،،،،،!
.

.
.
.
.
.
.
.
.
..
"
.
.

** ،،من أجل أن نكون فاضلين ،، نحتاج أن نقلّد ملاكا ،،فتقليد انسان فيه نقص واحد يشكّكنا بصلاحه ،، فلا نؤمن بتقليده ،،،فما أصعب حياة الإنسان القدوة مع تلك الإستقامة ،،وما أعطم أجره
.
.
**،،وحين نقلّد نبيا لن نكون أكثر من نصفه ،،لأنّ المقلّد يرى العمل ولا يرى النفس العظيمة التي يصدر عنها العمل كما ترى الجدول ولا ترى النبع ،،،فالأنبياء مثل الجبل العالي الذي لا نطاله،،،،
.
.
**،لقد كان الناس مقلدين ولم يكونوا مفكّرين ،،،وكلّ مقلّد ينحت نحتاً لا يشبه سابقه حتى تختلف الصورة تماما،،،،فنحن مختلفون تماما عن صورة ذلك الإنسان الذي نزل من السماء إلى الأرض ،
.
.
** خلَقَنا الله لا نحبّ الباطل ،،ويوم قبِل الإنسان أوّل باطل مضطرا ،،عرّف أنّ الحياة مع الباطل ممكنة ،،وأوّل ما عرَفَ أنّه حرٌ ،،عصى الله،،! ، وعاش بمشيئته ولم يعُد ربّانيا يريد ما يريد الله له،،
.
.
**،،وأوّل ما فعَل الإنسان الشرَّ مضطرا ،،،وأحسَّ بانفراط التزامه بالخير ،،،وأنّه قادر على فِعل ما يشاء ،، جاءه نبيٌّ ،،وأخبره أنّ الله حرّره ليحاسبه وليس ليهمله ،،،،!،،
.
،،فالله لا يقبل الشرّ ،،وأنّ حريّة الإنسان إنما هي أمانة ،،فليفعل بنفسه مايشاء ،،!،،وحين يجري علينا ثواب الله وعقابه ،،بعد حين ،،سنرتاح جميعنا للعدل ،،،،!،،كما كنّا نرتاح إذا أصبنا منه شيئا في الدنيا ،،!
.
.
..
.
.
.
.
.
.


أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،انقر عليها في بحث قوقل