(وَإنّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ) (الشعراء/ 192). ورد في وصف القرآن الكريم أنّه حبل الله الممدود، وعهده المعهود، وظله العميم، وصراطه المستقيم، وحجته الكبرى، ومحجته الوسطى. وهو الواضح سبيله، الراشد دليله، مَن استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومَن أعرض عنه ضل وهوى. القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المُنزّل على عبده ورسوله محمد (ص)، وهو المعجزة الخالدة، وهو الشفيع لصاحبه وسبب لعلو قدره في الدنيا ورفعة درجته في الآخرة، قال رسول الله (ص): "اقرؤوا القرآن، فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". وتستهل حديثها مبينة أنّ القرآن الكريم كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم (ص)، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فُصّلت فيه أحكام الإسلام وبُيّن الحلال والحرام، وذُكرت فيه قصص وأخبار ليعتبر بها ذوو العقول والأفكار، فيه الضياء والنور والشفاء لما في الصدور، مَن استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومَن أعرض عنه ضل وهوى. فيه العلم لمن يبتغيه، والهداية لمن يريدها. هو نور الله المبين وصراطه المستقيم وحجته الكبرى وكتابه الخالد، أحاط بالقليل والكثير والصغير والكبير، لا آخر لعجائبه ولا نهاية لغرائبه ولا حد لفوائده، يحلو كما ردده العبد، ويعذب كلما تلاه، لا يمله من يسمعه ولا يسأم من يقرؤه أو يكتبه، ولا يمل من يردده مهما يُكثر من ترديده. سمعه الإنس فأعجبوا بعظمته، وسمعه الجن فولّوا إلى قومهم منذرين، قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (الجن/ 1-2). فكلّ مَن آمن به قد وفق، ومن قال به صدق ومن عمل به فاز ومَن تمسك به هداه الله.