النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

فيلم I’m Thinking of Ending Things .. بين السيريالية والفن والرعب النفسي

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 432 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,734 المواضيع: 20,575
    صوتيات: 4585 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58234
    آخر نشاط: منذ 9 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    فيلم I’m Thinking of Ending Things .. بين السيريالية والفن والرعب النفسي




    في شهر يناير من عام 2018، سمعنا لأول مرة أخبار عن فيلم I’m Thinking of Ending Things، الفيلم مقتبس من رواية للكاتب الكندي لاين ريد، والرواية أيضًا تحمل نفس اسم الفيلم.

    كانت الأخبار الأولى عن الفيلم تقول أن الكاتب والمخرج تشارلي كوفمان يقوم بتجهيز فيلم مستند على الرواية، أي أنه يقوم بمعالجة سينمائية للنص الروائي، ومن وقت ظهور الخبر الأول إلى شهر أغسطس الفائت كنا نسمع كل فترة خبر جديد عن الفيلم مما جعل هناك فئة كبيرة من الناس تنتظر الفيلم بحماس كبير.

    لماذا هذا الحماس حول هذا الفيلم ؟

    نجد الكثير من الكلام والأحاديث من محبي السينما والنقاد والأكاديميين حول هذا الفيلم، ويرجع السبب الأساسي لهذا الحماس إلى اسم المخرج والكاتب تشارلي كوفمان، وذلك حيث عُرف عنه كتاباته المميزة والغريبة في بعض الأحيان، بالطبع عرفناه جميعًا في فيلمه الأشهر “Eternal sunshine of the spotless mind”، وقبلها شاهدنا له فيلم “أن تكون جون مالكوفيتش” وفي عام 2015 شاهدنا أيضا الفيلم المميز “أنومالسيا”، ولكن بعد هذا الحماس، وبعد معرفة الأفلام الخالدة التي قدمها كوفمان، هل يستحق هذا الفيلم الحماس والانتظار المثار حوله ؟

    قصة فيلم I’m Thinking of Ending Things

    من الصعب أن نتحدث عن قصة هذا الفيلم بشكل مباشر مثلما نفعل مع معظم الأفلام، وذلك لأن الفيلم مميز ومتفرد بشكل كبير، يبدأ الفيلم بشابة صغيرة تنتظر وصول حبيبها بالسيارة حتى تذهب معه إلى منزل والديه، وذلك بعد أن اقترح صديقها عليها أن تقابل والديه، الشابة الصغيرة هنا نجدها تنادى بأكثر من اسم خلال الفيلم، لكن اسم لوسي هو الذي يتكرر بكثرة وتقوم الممثلة والمغنية جيسي باكلي بدورها، بعد فترة قليلة من انتظارها حبيبها جاك نجده يصل بسيارته ويقوم بدوره الممثل جيسي بليمنز، وتبدأ رحلة طويلة تحت الثلج المتساقط، إلى البيت البعيد المنعزل.



    المرحلة الأولى

    في بداية الفيلم نعتقد أنه سيكون فيلم واقعي، يتحدث ويهتم بالفن والإنسان، وذلك لأن الحوار بين جاك وحبيبته، يكون عن الكتب والشعر والأعمال المسرحية، وغيرهم من أنواع الفنون، وبعدما يتحدث جاك عن قصيدة قرائها من قبل، تخبره لوسي أنها أنهت كتابة قصيدة عن المنزل، تبدأ لوسي بإلقاء قصيدة طويلة وحزينة وسوداوية تقدم فيها صورة قاتمة عن المنازل والعودة إليها، لكن وأثناء هذا الحديث الطويل يحدث فجأة شيء ينذرنا بأن الفيلم سيأخذ اتجاه آخر.

    المرحلة الثانية

    تبدأ المرحلة الثانية أثناء ملاحظة سيندي -لوسي- أرجوحة جديدة موجودة أمام منزل قديم ومتهالك ويبدو أن لا أحد يسكن بداخله، في هذه اللحظة نشعر أن الفيلم سيتحول من فيلم واقعي عن الفن إلى فيلم رعب، وتبدأ هذه الشكوك القليلة بالنضج حينما يصل جاك وحبيبته إلى بيت والديه، هناك نجد والده “دين” الذي يقوم بدوره الممثل ديفيد ثيوليس، ووالدته سوزي التي تقوم بدورها الممثلة توني كوليت، في البيت تلاحظ سيندي خدوش وعلامات على باب القبو.

    عندما تطرح سيندي الأسئلة حول باب القبو وهذه الخدوش يتوتر جاك كثيرًا، ثم يخبرها أن كلبهم هو السبب، وبعد أن نتأكد أن جاك يكذب، نجد أن الكلب يدخل بالفعل إلى المنزل وهذا معناه أن جاك لا يكذب، بعد هذه المحاورة ينزل الأب والأم من الطابق العلوي، ويتم تجهيز المنضدة ووضع الطعام.

    المرحلة الثالثة

    بعدما نتأكد أن الفيلم هو فيلم رعب نفسي، نجد أن الفيلم بدأ ينحرف قليلا عن مساره، وأخذ طريق لم يكن متوقع، يمكن أن نقول على المرحلة الثالثة والأخيرة في الفيلم أنها مرحلة سيريالية، أو يمكن أن نقول أنها مرحلة فنية شاعرية، وسنوضح هذه النقطة تحديدا في النقاط القادمة.

    المشاهد الطويلة

    يعتمد فيلم I’m Thinking of Ending Things على المشاهد الطويلة في المقام الأول بل من الممكن أن نقول أن أكثر من ثلثي الفيلم عبارة عن مشاهد طويلة، يبدأ الفيلم بمشهد طويل في السيارة، وهي الرحلة إلى منزل والدي جاك، ثم ننتقل إلى مشهد طويل آخر وهو مشهد العشاء في المنزل المنعزل، ثم نجد مشهد طويل آخر أثناء العودة بالسيارة، ومشهد آخر وهو مشهد جائزة نوبل في آخر الفيلم، وبالطبع تم استغلال هذه المشاهد بالشكل الأمثل كما سنرى في الفقرات القادمة.

    الحوار في فيلم I’m Thinking of Ending Things

    الحوار في هذا الفيلم جيد للغاية، ويعتبر من أهم العناصر في الفيلم، وذلك لعدة أسباب أولهم أن الفيلم بأكمله مليء بالحوارات حول الفن والكتب وما إلى ذلك، كما نجد القصائد الت تلقيها حبيبة جاك، وبالطبع تم استغلال الحوارات في المشاهد الطويلة، وذلك لأن المشاهد الطويلة في السينما تعتبر مخاطرة للمخرج، وفيها يحاول المخرج استغلال كل العناصر حتى لا يقع المشاهد في شباك الملل، وبالطبع يمكن للحوار وحده أن يتحكم في إيقاعات المشهد صعودًا وهبوطًا بشكل كبير، والجدير بالذكر أن هناك حوار أيضًا يكون بين الشابة الصغيرة والمشاهد.

    التوتر والرعب النفسي

    تعتبر المرحلة الثانية مرحلة مهمة في الفيلم، ونجدها على امتداد الفيلم بأكمله، موسيقى هادئة وأحاديث طويلة وفجأة يحدث شيء غريب، على سبيل المثال في بداية الفيلم كان جاك يقاطع حبيبته أثناء الكلام بشكل يشعرنا أنه يقرأ أفكارها، وكانت هذه التصرفات مزعجة وغير مريحة على الإطلاق، بعد حديثهم في السيارة وذهابهم للمنزل، بدأ التوتر يزداد بشكل واضح للغاية،خصوصا على طاولة العشاء.

    على المنضدة نجد أن الحوار يطول حول سيندي وحياتها، تتحدث عن حبها للفيزياء والشعر والرسم، ويطول الحديث حول الرسم ويتفرع الحديث الرئيسي لأحاديث أخرى، وهنا نجد هدوء غريب من جاك وعائلته هدوء ينذر بوجود عاصفة قادمة، وفجأة تأتي العاصفة، ثم تهدأ، وبعد تمهيد الفيلم واستغلاله جميع العناصر من أجل إلقاء قنبلة في المشهد يرفض المخرج رميها في اللحظة الأخيرة، بمعنى أنه في هذه المرحلة تتجه أحداث الفيلم بشكل تصاعدي تتصاعد الاحداث كثيرًا ولكن فجأة لا يصل التصاعد إلى شيء فقط يتوقف المشهد وننطلق إلى مشهد أخر وهذا الأمر خلق بيئة مليئة بالتوتر، أو بشكل أكثر دقة خلق فيلم مرعب نفسيًا.

    الزمن بين السريالية والفن

    الزمن في هذا الفيلم غريب وغير واضح، والد جاك ووالدته قادرين على الحركة، فجأة نجد أنهم أصبحوا أكثر كبرًا، وفجأة نشعر أنهم أصغر سنًا، ويصل التلاعب بالزمن إلى ذروته في نهاية الفيلم، وذلك حينما يحدث مشهد سيريالي يبدو أن يقص لنا قصص مهمة عن أبطالنا ولكن في زمنًا آخر، من الممكن أن نتحدث عن الزمن بشكل سيريالي أو بشكل علمي خصوصًا وأن سيندي فيزيائية، ويمكن أن نقول أن كل تحركات الزمن في الفيلم وهذا الغموض الكبير عبارة عن تعبير فني فقط لمشاعر معينة، بيت شعر يحاول المخرج التعبير عنه، ونجد هذا عندما قالت سيندي أشعر أن الزمن يعبر من خلالي، الإنسان ثابت في مكانه والزمن بأكمله يعبر.

    فريق التمثيل

    لم نألف فريق التمثيل في أدوار كثيرة من قبل، بل نجد أن الممثلة جيسي باكلي بدأت مشوارها الفني عام 2008 ولها مشاركات فنية قليلة، بالطبع للممثل ديفيد ثيوليس العديد من الأدوار السينمائية خصوصًا فيلمه المميز للغاية “Naked 1993” ولكن يعتبر ديفيد إلى الآن وجه غير مألوف للشاشة، الممثل الوحيد المألوف لنا هو الممثل جيسي بيلمنز؛ وأعتقد أن اختيار فريق التمثيل كان موفقًا إلى حد كبير.

    قدم فريق التمثيل بأكمله أداء مميز للغاية، فالفيلم من المشهد الأول إلى المشهد الأخير كان يحتاج إلى ممثل يشعر المشاهد بالتوتر ليس فقط من خلال ما يحدث في المشهد أو الموسيقى أو من خلال الحوار، بل باستغلال ملامح وجهه وحركاته، وهذا ما استطاع فريق التمثيل تقديمه بمهارة، مجرد النظر المباشر لأي ممثل كان يسبب التوتر.

    الإخراج وحركة الكاميرا

    كانت أماكن التصوير في الفيلم محدودة للغاية، ولكن استطاعت هذه المشاهد خدمة الفيلم وفكرته بالشكل المطلوب، معظم مشاهد الفيلم كانت تتم تحت تساقط الثلج، ورحلات السيارة كانت تميل للظلام واللون الرمادي في البداية، ثم في الرحلة النهائية كانت تتم في الظلام، أما حركة الكاميرا فكانت أيضًا مناسبة لأحداث الفيلم وكانت عنصرًا هامًا لخلق حالة من التوتر عند المشاهد، كانت الكاميرا تتحرك قليلًا وببطء، وإذا كان شخص في الفيلم سيجلس، كانت الكاميرا تتحرك ببطء إلى كرسي فارغ في الغرفة المجاورة وهذه الحركة تشعر المشاهد أن هناك شيء في الغرفة التي سيجلس فيها الشخص؛ والجدير بالذكر أن الفيلم يعرض في منتصف الشاشة سواد على الجانب الأيمن ومثله على الأيسر وساعدت طريقة العرض هذه في جعل المشاهد يتابع الحدث القائم بكامل تركيزه.

    أعمال أخرى في الفيلم

    نجد الفيلم يعرض أعمال كثيرة أخرى بداخله، ولا أقول هنا أن الأمر يتوقف عند التأثر بعمل أخر بل يتم استحضار العمل بشكل كلي، نجد ذلك في مشاهد إلقاء قصائد شعراء معروفين، كما نجد في أحد المشاهد عامل النظافة في المدرسة الثانوية يشاهد جزء من فيلم للمخرج روبرت زيميكس، وفي مشهد جائزة نوبل نجد تأثر واضح بالعالم الرياضي جون ناش ومشهده الشهير في فيلم “عقل جميل”، وكذلك نجد مشهد رقص الباليه الذي سيحدث تأثرًا واضحًا بمسرحية “أوكلاهوما” التي كان يتحدث عنها جاك وحبيبته في السيارة.

    خلال الفيلم يحدث ومضات نرى فيها مدرسة ثانوية تخبرنا أن هناك شيء لا نعرفه قادم، وقبل الومضات نرى مشاهد واقعية بها الكثير من الشعر والفن والحب، وبعد هذا نجد التوتر والرعب، وبعد ذلك نجد فلسفة مختلفة للزمن، هذا كله غير الأحداث الأساسية التي ستتفاجئ بها عند مشاهدة الفيلم، هذه الخطوط الكثيرة، مع الاستخدام المثالي للأدوات المختلفة التي تساعد في خلق فيلم ناجح جعلت الفيلم تجربة جيدة، جديرة بالمشاهدة، وسواءا أحببت الفيلم أم لم تحبه كثيرا، ستشعر أن وقتك لم يذهب هباءًا، وذلك لأن الفيلم تجربة مميزة لا تحدث كثيرًا في عالم السينما.





    محمد إبراهيم جاد الله - أراجيك

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,715 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24237
    مزاجي: متغير
    شكراً "

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال