يا وردةَ الحبِّ هل تبكينَ مرتحِلا
أم أنه الشوقُ قد أضناك مشتعِلا
أم من فراقِ حبيبٍ خلتِه أملاً
فخيّب الظنّ حتى لم يدعْ أملا
قالت تركتُ فؤادي عند مُحتبِسٍ
عني ظلومٍ بماء الوصلِ قد بخِلا
وكنتُ أحسبُه يوماً سيبعثُني
حباُ يعيد ربيعَ القلب مكتمِلا
لكنه قد طوى في صدره حجراً
فما يجاوب تحناناً إذا بُذلا
سقيتُه ماء عيني غير نادمةٍ
عسى يلينُ فما استرضى ولا فعلا
أريدُه ليَ دونَ الخلق أجمعِهم
فلا صحابَ ولا أهلاً ولا عملا
فقد تركتُ حياتي كلَّها وإلى
يديهِ جئتُ أناغي حلمي الثَّملا
فأيقظتْني من الأحلام قسوتُه
كأنّه لم يكنْ بالحب منشغلا
ولا احتفى بوصالٍ قد بذلتُ لهُ
ولا تمسّك بالحبلِ الذي اتّصلا
ولا سقاني ولا أسقيتُه حَبَباً
ولا سلافَ جنوني في الهوى نَهَلا
ولو أرادَ حياتي ما بخلتُ بها
لأنَّ عمريَ من عينيهِ قد هطّلا
فكنتُ أحيا بنورٍ من بَشاشَتِهِ
حتى رأيتُ مرارَ الهجرِ منهُ حَلا
هو الحياةُ وأنفاسي، إذا ابتعدا
عني دقائقَ لاقتْ روحيَ الأجلا
رمى فؤادي بسهم ٍمن تَجَبُّرِهِ
وقال بي شركاءٌ فاحذري الخَللا
أهلٌ وشغلٌ وخلانٌ ومكتبةٌ
لهمْ كما لكِ حقٌّ فيَّ قد جُعلا
فَارْضَيْ بحقِّكِ إنَّ الظُّلمَ مَهلَكةٌ!
فَهلْ تُراهُ بهذا الحُكْمِ قد عَدلا
مختار فاضل