نبذة عن مدينة كوية
تقع كويه جغرافيا في قلب كوردستان العراق، علی بعد متساو تقريبا من مدن اربيل وكركوك والسليمانيه و رانيا. هذا الموقع الاستراتيجي مكنت المدينة من ان تزدهر وتصبح واحدة من اكثر مراكز التجارة والتعليم والتكامل الثقافي في كوردستان ، جغرافية قضاء كويه التي تمتد مابين سفوح سلسلتي جبال هيبت سلطان وباواجي حتى ضفاف الزاب الاسفل، تشكل مستوطنة آثار كبيرة، وهذا القضاء يتبع محافظة اربيل ويشكل الجسر الذي يربط محافظات اربيل والسليمانية وكركوك مع بعضها البعض . من الخصال المعروفة عن أهل كويه، انهم اناس يتحلون بروح النكة والفكاهة، ويمتازون بحبهم للثقافة والفنون .
خانات كويه
كأي مدينة كوردستانية قديمة، يوجد في بلدة كويه عدد من الخانات، الذين اتلقيناهم لايتذكرون سوى ثلاثة منها خان كوره (الكبير)، خان قادر ياسين، وآخر لم تبق معالمه، والخان عموماً عبارة عن مبنى تجاري متعدد الاغراض، السلع والبضائع التي كانت ترد الى البلدة يتم خزنها ومن ثم بيعها في الخان، ويوجد في كل خان غرف خاصة لايواء النزلاء من الباعة والتجار والمسافرين، وكذلك اسطبلات للحصن والبغال التي كانت تنقل السلع والبضائع.
خان كوره يبدو انه من اشهر واكبر خانات البلدة، طراز بنائه مماثل لطراز بناء خانات كركوك، الا انه اكثر بهاء وتطوراً من ناحية الريازة المعمارية وتفاصيل البناء، تتوزع غرف وحانات الخان على ارض مربعة الشكل تبلغ مساحتها اكثر من الفي متر مربع، اعتمد فيها الحجر والجبس وكذلك الاخشاب والقصب كمواد بناء، وريازته تعتمد على الاقواس والاعمدة الفخمة وكذلك المساند الجانبية، واستعين بزخارف لونية ومرمرية لتزيين السقوف واعالي النوافذ والابواب، والمبنى عموماً يعاني من الاهمال الشديد وبعض الحرفيين موجودون فيها حالياً ويزاولون حرفهم في اجزاء متفرقة منه.
اننا نرى انه من الضروري ان تبادر وزارة السياحة في كوردستان لاستملاك هذا الخان التراثي الذي لايخلو من معالم ودلالات تاريخية عديدة وعميقة لطراز العمارة الكوردستانية التي لايقرها عدد لا بأس به من المعنيين نظراً للاستلاب الحضاري الذي تعرضت له كوردستان.
قيصريات
احد اهم معالم المدن الكوردستانية القديمة هو اسواقها، وكان يطلق على مجموع المحال المتجمعة ضمن مبنى واحد بالقيصرية.. والقيصرية هي سوق او ربما يمكن تشبيهها بالاسواق المركزية الحالية (السوبر ماركيت) والتي كانت تحوي مختلف انواع السلع والبضائع وحرفيين يمارسون حرفهم ويبيعون ماينتجون، وتتكون القيصرية من عدة ازقة داخل مبنى مسقف يشغل مساحة واسعة تبلغ عدة آلاف الأمتار المربعة، الدكاكين والمحال تتوزع بشكل متراص في جميع الاضلاع الداخلية للمبنى، اضافة لدكاكين ومحال اخرى موجودة في بعض الواجهات الخارجية لمبنى القيصرية وحسب الضرورة الهندسية والتجارية لموقع المبنى.
مباني قيصريات كويه تنم عن طراز معماري فريد، للاسف لم تستطع الاجيال التالية من المهندسين والبنائين والمعماريين تطويره وتحويره بما يتلاءم مع روح العصر وتطوراته، وبذلك تم أهماله والتغاظي عنه ولأسباب غير معقولة أو مسوغة اطلاقاً.
واقدم قيصرية باقية حتى الان في بلدة كويه هي قيصرية حاجي بكر آغا حويزي التي تم بناؤها عام 1840م وتحوي في داخلها اكثر من 90 محلاً، وتقع الان وسط مدينة كويه، وكانت مهملة متروكة لعشرات السنين، وتمت اعادة اعمارها وتأهيلها في العقد الاخير من القرن الماضي، ويوجد فيها الان عدد من الحرفيين والباعة.
ويوجد بالقرب من قيصرية حاجي بكر آغا قيصرية اخرى يطلق عليها (قيصري نوى) اي القيصرية الجديدة التي انشأها حاجي عبدالله مصطفى مسكين ربن عام 1904م، وهذه القيصرية تمتد على مساحة ارض واسعة، ولم يتسن لنا مشاهدة جميع اجزائها نظراًٍ لاغلاق بعض ابوابها وازقتها، وحريّ بوزارة السياحة ان تتولى مسألة استملاك ورعاية قيصريات كويه نظراً لاهميتها البالغة من الناحية التراثية والمعمارية
والتأريخية.