يُعتبر الأطفال الرضع من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض ومضاعفاتها، ولذلك يحتاج الأطفال إلى رعاية واهتمام من نوع خاص للوقاية من الأمراض المختلفة؛ نظراً لضعف مناعتهم، وشدّة تأثير العدوى عليهم مقارنة بالأشخاص البالغين، وتوجد العديد من الوسائل البسيطة المنزلية التي يُمكن للأهالي اتباعها لحماية أطفالنا من الأمراض، ويُقدّم الدكتور وائل عبدالعال، استشاري طب الأطفال في مستشفى “إن إم سي رويال”، للأمهات أهم الخطوات لحماية الرضيع من الأمراض .

الرضاعة الطبيعية
تعتبر الرضاعة الطبيعية أحد أهم الوسائل لحماية الطفل الرضيع من الأمراض، فمناعة الأم تنتقل لطفلها عن طريق الرضاعة؛ الأمر الذي يقوّي مناعته، ويحتوي حليب الأم على أجسام مضادة لمعظم الأمراض والتي تعطي الطفل حماية خلال الشهور الست الأولى من عمره؛ حتى ينضج جهازه المناعي ويتحمل مسئولية الدفاع بنفسه.

الفيتامينات والمعادن الضرورية
وما إن يكمل الطفل شهره السادس حتى تبدأ الأم في الفطام تدريجياً وتقدم له الأغذية اللينة ثم الصلبة الصحّية المتوازنة، بحيث تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية إضافة إلى وجوب احتوائها على الخضروات والفواكه الطازجةوالأطعمة الغنية بفيتامين سي، واللحوم والكبدة الغنية بالحديد، والأسماك البحرية غنية باليود، ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم؛ حيث تقوم كل هذه المكونات الغذائية ببناء مناعة الطفل وتعزيز مقاومته للأمراض.

الحماية من البرد
عند موعد استحمام طفلك يمكنك تدفئة الحمام بمدفأة ولكن بشكل معتدل، لا تجعليه ساخناً أكثر من اللازم؛ لأن الطفل عند خروجه من الحمام الدافئ إلى مكان بارد سيتأثر بشكل كبير بنزلات البرد، لذلك احرصي على أن يرتدي طفلك ملابسه بعد الاستحمام مباشرة، كما يجب أن تبدلي له ثيابه دائماً بثياب جافة ودافئة.

خصصي له أدواته الشخصية
تحدث العدوى بالمرض عن طريق استعمال الأشياء الخاصة لشخص مصاب بهذا المرض، وخاصةً مع الطفل الرضيع حيث إن مقاومته الطبيعية للأمراض لا تزال ضعيفة لم تكتمل، ولذا يجب على الأم تخصيص أدوات لكلّ فرد من الأسرة، بحيث لا يستخدمها غيره؛ كالمناشف، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية بين الأطفال (الأكواب، الملاعق، الفوط، الأطباق).

اعتني بتجهيز طعامه
يرتبط حدوث النزلات المعوية عند الأطفال إلى حد كبير بتناول طعام أو شراب ملوث بالميكروبات. لذا يجب على الأم أن تعتني بتجهيز طعام طفلها باستخدام أدوات نظيفة غير ملوثة مع الاهتمام بتنظيف يديها دائماً. الطعام أيضاً إذا لم يُؤكل طازجاً أو لم يتم حفظه بالثلاجة يكون عرضة للتلوث بميكروب السالمونيلا الذي يسبب النزلات المعوية وفي مقدمتها الدجاج، ولذلك ينبغي أن يُطهى طهياً جيداً.

طهري أي جرح يصاب به
يعتبر الجلد هو أحد وسائل الدفاع الهامة ضد العدوى، وإذا أصيب بجروح فإن الجسم يتعرض من خلالها للعدوى بالميكروبات. وهذه الميكروبات قد تكون موجودة على سطح الجلد لذلك فلا بد من تطهير أي جرح بالجلد، ووضع ضمادة عليه إلى أن يحدث الالتئام مع استشارة الطبيب إذا كان الجرح عميقاً فكوني حذرة من أن يتلوث بميكروب التيتانوس الخطير.

أبعديه عن الكبار المصابين
من السهل انتقال العدوى من خلال رذاذ الفم المتطاير والذي يحمل ميكروب المرض. ويجب ملاحظةأن الأشخاص البالغين قد يصابون بعدوى خفيفة لا تؤدي لأعراض مرضية شديدة أو واضحة، بينما إذا انتقلت هذه العدوى نفسها إلى طفل رضيع فإنها تكون كفيلة عادةً بحدوث إعياء شديد لدى الطفل الرضيع، وذلك لضعف مقاومة أجسامهم للتصدي للعدوى، ولذلك ينبغي على الأمهات عزل الطفل عن أي شخص مريض أو يُظهر أعراضاً مرضية كالعطس والسعال والحرارة.

أبعديه عن الازدحام
وأحياناً يتعرض الأطفال للعدوى بشكل غير مباشر وذلك من خلال تواجدهم بأماكن مزدحمة ضعيفة التهوية، أو أحياناً بسبب تدخين الآباء وكثرة دخان السجائر حولهم. لذلك يجب على الأم الحرص على تهوية المنزل جيداً وتعريضه لأشعة الشمس بصفة يومية بفتح النوافذ يومياً لفترة كافية للسماح بدخول الهواء النقي، وإزالة الغبار والأتربة والتي تتراكم بها العديد من الميكروبات؛ لأن الأماكن المغلقة أفضل بيئة لتكاثر الجراثيم.

ليحصل على ساعات نوم كافية
حصول الطفل على عدد كافٍ من ساعات النوم: ينشّط النوم الجهاز المناعي لحماية الجسم من الفيروسات والأمراض المختلفة حيث أظهرت الدراسات أن النوم لساعات كافية يؤثر إيجاباً على وظيفة الخلايا وبالتالي يعزز جهاز المناعة ويكافح الجراثيم بينما يسبب اضطراب النوم مشاكل صحية عديدة.

لا تقبليه
وأخيراً احرصي على ضرورة عدم تقبيل الطفل الرضيع،فكثير من الدراسات الحديثة كشفت أن تقبيل الأطفال الرضع من الفم سلوك على درجة عالية من الخطورة، وأن القبلة التي يعطيها الأب والأم والأهل والجيران للطفل في فمه خلال مراحل عمره الأولى، يمكن أن تنقل إليه الكثير من الأمراض التي يعاني منها هؤلاء.