السلام عليكم..
لعل كل المشاعر البشرية والتي تربط هذا الكون بعضه ببعض تعتمد في الاساس على كلمة واحدة هي الانسانية، ولذلك كانت ولا زالت الانسانية هي الفاصل بين الخير والشر، بين العدل والطغيان، بين السماحة والجبروت، بين العطاء والاحتكار..
والحديث عن الانسانية اليوم يعدّ ضرورة ملحة في خضم ما يعانيه العالم من تسارع أصاب الأفعال والعادات والقيم والمشاعر، فالوجبات السريعة، والعلاقات العاطفية السريعة، وردات الأفعال السريعة، والقرارات الأسرية السريعة، والمعاملات التجارية والسياسية السريعة بمظهرها العام ما هي إلا عملية تآكل في انسانية الافعال والعادات والقيم والمشاعر، لذلك أصبحت صفة الانسانية إحدى الصفات الواجب البحث عنها والعمل بها في ظل اضمحلال ينابيعها وجفاف مصادرها الطبيعية.
لذلك قد تنكسر شعرة الفصل بين الخير والشر، بين العدل والطغيان، بين السماحة والجبروت، بين العطاء والاحتكار.. في أي لحظة.
هذه الحياة السريعة بأحكامها، أو انسانيتنا الغير مفهومة، أغرقت كل ما يخص طبيعتنا البشرية وكينونتنا القائمة على التعاطف والتكاتف في البيت والشارع والحي والمدينة والدولة والأوطان والعالم...
حتى في نقاشنا ومجالسنا " بكل أشكالها وأدواتها" كثيراً ما اتساءل، لماذ النقاش أينما كان يقوم على الخلفية الدينية أو الثقافية أو الوطنية أو حتى المذهبية للانسان؟ لماذا لا تكون " الانسانية" هي منبع الرأي والرأي الآخر؟ او بالقليل يتعاطى الانسان مع الآخر بانسانيته وفطرته وحسب.. أي: ليس بدينه، أو وطنه، أو ثقافته، أو مذهبه، فقط بانسانيته وفطرته.. وهنا أنا لا أقصي الدين، فهو الفطرة الخالية من أي تلقين.
الموضوع للنقاش.. انسانيتنا للنقاش، نقاش قد يطول لمن له نفس طويل.
شكرا لكم.
حكيــم.