مع ارتفاع معدلات الإصابات وانخفاض أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد حول العالم، يتساءل الجميع عما إذا بات فيروس كورونا ضعيفا؟ وهو ما نستعرضه ، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يعتقد الخبراء أن انتشار الفيروس التاجي بكميات أقل يجعل عدد الوفيات والمصابين الذين يحتاجون الدخول إلى المستشفيات منخفضًا.
تعني تدابير التباعد الاجتماعي أن الشخص المصاب لن يستطيع نقل كوفيد-19 إلى شخص آخر إلا في أضيق الحدود، وبالتالي فإن الفيروس سيكون محدودا، ولأن الشخص المصاب حديثًا لديه كمية أقل من الفيروس، فإن أعراضه لن تكون خطيرة، وهذا من شأنه أن يفسر انخفاض أعداد الوفيات.
لكن يشدد الأطباء على أنه من غير المعروف ما يكفي عن كورونا لتحديد ما إذا كان يعتمد على ذلك الأمر على الجرعة، لكن الفيروسات الأخرى، بما في ذلك السارس وفيروس كورونا - الفيروسات التاجية وراء تفشي وباءين سابقين- تتبع نفس الشكل.
وقالت الدكتورة إليزابيتا جروبيلي، عالمة الفيروسات بجامعة سانت جورج بلندن: "إذا تعرضت لكمية أقل من الفيروسات، فإن عددًا أقل من الخلايا في جسمك يصاب بالعدوى، لذلك هناك وقت لجهاز المناعة لديك ليقوم باستجابة، مشيرة إلى أنه لا توجد بيانات قوية بشكل خاص عن كورونا في الوقت الحالي، لكنها منطقية، بعدما تم إجراء العديد من المقارنات بين كوفيد-19 ووباء الأنفلونزا الإسبانية عام 1918.
وتابعت: "تقدم نظرية تعتمد على الجرعة تفسيرًا لما حدث بعد ذلك أيضًا، إذ أظهر تحليل عام 2010 أن الموجة الثانية أصابت المجتمعات الفقيرة التي تعيش في بيئة مزدحمة، لقد أصيب العديد منهم بالفيروس، ومات الآلاف منهم".
وأضافت الدكتور جروبيلي: "يلعب العمر وتعرضك لفيروسات أخرى دورًا كبيرًا في الوقاية من كوفيد-19، ولكن إذا أصبت بهذا الفيروس التاجي، في ظل التباعد الاجتماعي، سيكون حجم الفيروس في الجسم صغير، ما يعني أن فرصتك أكبر للسيطرة على العدوى عن طريق الجهاز المناعي".
وأضافت البروفيسور ويندي باركلي، رئيسة قسم الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن: "الأمر كله يتعلق بكفاءة المناعة، إذ يصعب على نظام المناعة لدينا محاربة عدد كبير من الفيروسات، لذا فإن الوقوف بعيدًا عن شخص ما عندما يتنفس أو يسعل من المحتمل أن يعني وصول جزيئات الفيروس إليك بدرجة أقل، ومن ثم تصاب بجرعة أقل ويضعف مرضك".