يروي السيد الشهيد آية الله حسين دستغيب قدس سره :
إنّ امرأة مسيحيّة أُصيبت ابنتُها بداء السرطان، والمعلوم أنّ هذا الداء لا علاج له، فأُخذت البنت إلى جمعٍ من الأطبّاء فلم ينفعها منهم دواء، حتّى أشاروا عليها أن تنتظر في بيتها الموت الأكيد! إذ لا علاج مطلقاً لهذا المرض الوبيل الذي أنهكها.
وذات يوم ـ وكان من أيّام المحرّم الحرام ـ مرّ من أمام تلك الأسرة المصابة موكب عزاء الإمام الحسين عليه السّلام، وقد كُتِب على إحدى راياته: « يا أبا الفضل العبّاس ». أشارت الجارة المسلمة على صاحبتها المسيحيّة ( والدة المريضة ) قائلة لها:
ـ إذهبي واعقدي على الراية في هذا العلم المرفوع أمام الموكب خَيطاً، واطلبي حاجتكِ من الله بحقّ هذا الاسم المرفوع في العلم.
ذهبت المرأة المسيحيّة يدفعها الأمل والرجاء من جهة، والخوف على ابنتها واليأس من الأطبّاء من جهةٍ أُخرى، فعملت بما نصحَتْها به جارتها، ثمّ نوت في قلبها أنّ ابنتها لو شُفيت من هذا الداء الوبيل فإنّها ستصبح مسلمة.
عادت المرأة إلى حجرتها، وقد أخذ الليل مداه، فأرقدت ابنتها الميؤوس من حياتها، وما هي إلاّ ساعة حتّى سَمِعَتها تصيح:
ـ أين هذا الذي مدّ يده على موضع ألمي ؟! إنّه شافاني!
فاستيقظت الأمّ فزعة، ثمّ ضمّت ابنتها إلى صدرها تصبّ عليها عبرات الفرح والابتهاج بشفائها، بعدها أعلنت إسلامها، كذا أسلم زوجها وابنتها بكرامةٍ من أبي الفضل العبّاس عليه السّلام.
وتعهّدت تلك الأسرة أن تُقيم كلَّ عام في محرّم الحرام مأتماً لأبي الفضل العبّاس، إيماناً بمنزلته ومنزلة أهل البيت عليهم السّلام عند الله تعالى، وتعظيماً لشعائرهم .