ليتــــه كان رجلا.. لقتلـــه علي ع !
أخبر صاحب المعرض أنه لا يملك المال الكافي لشراء (ملابس العيد) لكل أطفاله, فهم كُثر, و هو فقير معدم! ويعمل بالأجراليومي بعمل غير مستمر. محاولاً بذلك نيل تعاطف صاحب المعرض ليؤجل دفع نصف المبلغ الى أجل آخر.
فقال له صاحب المعرض: ماذا تعمل أنت؟
فأجابــه الفقير: عند صاحب ماشيــة, أرعى بهـــا.
صاحب المعرض: وكيف يكون عملك غير مستمر! والماشية تحتاج الى الرعي كل يوم؟
الفقيــــــر: بين الحين والآخر تقل الماشية كثيرا, فيقوم صاحبها بالعمل بنفسه, ولا يحتاج الى عامل ليساعده.
صاحب المعرض: و لماذا تقل الماشية؟
الفقيــــر: حين يقل العلف أو يرتفع ثمنه, لا يشتري الرجل الماشية, بل يبيع منها فقط, لذلك تقل.
صاحب المعرض: و لماذا لا يشتري؟! الماشية مهما كثرت يرزقها الله.
الفقيــــر: يا سيدي, الله هو الرزاق نعم.. ولكنــه لا ينزل العلف من السماء! لذلك يكون الأمر مناط بالعقل.
صاحب المعرض: كيف؟ وضح لي؟
الفقيــــر: عليك حساب قدرتك على توفير العلف, فتشتري على أساس ذلك الماشية, هكذا يُحسب الأمر. و هذا لا ينفي كون الله هو الرازق! وهو المبارك بالعمل! بل إن الله (حسب فهمي) يدعوا لذلك.
صاحب المعرض: يدعوا لماذا؟
الفقيــــر: يدعوا الى جعل العقل ميزانا لما نفعل, وعدم الأعتماد على المعجزات في حياتنا.
صاحب المعرض: طيب.. أنت حين أنجبت هذا العدد من الأطفال, وأنت في ذلك الفقر الشديد.. لماذا لم تطبق تلك النظريةالجميلة ذات التطبيق الناجح. بدليل كونك شاهد عليهــــا, وعلى تطبيقها, والذي لا يخرج (حسب قولك) عن طاعة الله تعالى؟!
الفقيــــر صمت ثم قال: هل معنى هذا أنك ترفض مساعدتي؟
صاحب المعرض: بل معنى هذا أني سأعطيك كل تلك الملابس مجانا بشرط.. جعل قصتك تلك موضوع أنشره في منتديات درر العراق، ليكون عبرة لمن يقرأ و يشمله الحديث
الفقيــــر: أنــــا موافق, شكرا لك.
الصورة من گوگل لعائلة فلسطينية ع ما اعتقد.. كل الاحترام لها