الحب ذلك الشعور الخفي، الذي يتسلل خلسة إلى القلب فيحتله، وإلى العقل ليملي عليه قراراته، منذ بدء الخليقة أحب آدم حواء، وأصبح الحب داء يتوارثه الأجيال، على مرارته حلو، وعلى غموضه واضح، وعلى عذابه ممتع. أنا أعتقد أن الحب في الماضي كان أكثر عذوبة وجمالا وإلهاما لأن الحب سابقا كان منهج حياة سلوك راقي يتمثل في لمسة إيد نظرة عين همسة شفايف كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها وإذا أراد أن يغازلها شبهها بالنسيم العليل ووجه القمر وكانت المرأة إذا أحبت .بان ذلك في عينيها ووجههاوكان يعجبها من الرجل رجولته وشجاعته واخلاقه كان الحب بيخلي الاشياء البسيطة جداً في الحياة بيبقي ليها قيمة كبيرة اوي ، وشوشة الريح في الشجر نور القمر في المكان حواليه كل حاجة كان بيبقالها طعم ومعني ومتعة لم يعد الحب حياة كما كان في الماضي،،في في عصرنا الحالي في ظل سهولة التواصل والإتصال فقد لاشتياق معناه و فقد الحب رومانسيته الجميلة ولهذا فقد قيمته ومعناه، ووجوده.لقد سددت ثورة المعلومات للحب طعنة قوية ففقد رقته، صعوبته، وكيانه، هذه هي الحقيقة، وشتان بين حاله الآن وحاله في الماضي ، فالحب في الماضي كان شيئا غاليا وصعباً جعل الجميع يتغنون به وفي النهاية لا يفيقون إلا على الحصول عليه أو العيش على ذكراه ، لكنه الآن أصبح مبتذلا ، في الماضي
كان الحب ثنائياً راقياً، ثالثه الإخلاص، الآن أصبح شبكة من العلاقات تفتقد الإخلاص والاحترام، وتضاعف عدد المخبولين الذين سهلت لهم وسائل الاتصال السريعة كل الطرق للخداع ثم التخفي بعد ذلك بلا مسؤولية.
مصطفى حسنين