مرة من المرات دخلت كهوة في بلد اجنبي (يسموها .كوفي شاب)
الساعة بالعشرة الصبح .
كانت الكهوة فارغة .انت تروح الى الموظف فيها ونوبات تلزم سره وتنطي فلوس وينطيك كهوة لوشاي ابو الخيط .
فانا دخلت ماكو واحد فيها لان كان الوقت فيه كل الناس مشغولة بس انا (اتسيتل)
واخذت انكول الفنجان (هو اكلاص بلاستك )بس كول فنجان .
مالله هداني واطلع بره .لا اكو منضدة ويدورون حولها ست كراسي وقريب على البنية اللي تعمل بالكهوة .
فانا عود صرت لوتي وكعدت اكبالها .انت تعرف ليش اختاريت هذا المكان . بس اتكول ماسويها انطلعك تجذب حاشاك .
اخوك كعد . طبعا الكهوة عبارة عن كلاص بلاستك ويعطوك قبق مثقوب من الاعلى .
هذا القبق الظاهر ينفع المستعجل .وهو يسوق يشرب .
لا انا مومعيدي .اشسويت .عبالي لازم اخلي القبق .كلت يمكن عن الذبان والبكَ . وانت غاد يمكن تدخل غابتهم ومابيها بكَ .
المهم .
اخوك كعد ووضع القبق .وشربت من الثقب .على اساس انا كاشخ اثاري الكهوة حارة وانا جفتتها .اعوينت ابواصلي .
انجويت احتركن شفايفي .
سويت روحي مضبّط بس فضحني اعيوني كامن يدمعن .
هم زين بناتهم ماتعترف ابواحد على مظهرة والا اخوك انوخذ بس طلعت منتبهه الى شغلها ولا كأن واحد كاشخ كدامها .
بس انه بعدني متفوحل .
فشنو سوّيت . كمت اضيع وقت والزم الكهوة واسوي روحي اشرب .اريدها تبرد لان اللسعة بعدهي . توذر .توجعني .
انوب أحس انفخن شفايفي ودنكت للاسفل ومسحت ادموعي ابسكته . مو لوتي .
الحمد لله بردت الكهوة . ياريتها مابردت .
عود كلت خليني اشربها بشكل طبيعي .خاف البنية شكّت لوشافتني بانه انا ملسوع .
فصكّيت عليها مثل الببسي . لانه كلاص كبير وانه متعلم على الفنجان فمااعرف اشربها اشلون .
كول شربتها برجولة وفحولة واضحة وكبيرة .
شنو الصار .اندهرت ياخوية ياحيدر وفشلت العرب ذاك اليوم .
انا كمعتها . والا يطلع صوت .ياخوية ماجنه من الكهوة جنه من مكان اخر غير محسوب .
لما طلع ذاك الصوت ياخوية .اصّار بيه .
متت وجمدت ابمكاني .خوية ضاع الراي مني . بس اذكر انجمعن كلهم في عقلي من خلال الحياء اللي سبحني بالعركَ من راسي الى رجلي
انجمع الغباء والمعدنة والحيونه وكل ماهو باهت ورديء .
جاغير اطلع .لامطلعت لانه اخوك زوج . كلت بلكت انتظر فرصة وبرر موقفي مثلا اطلّع صوت ثاني بحيث تعرفه من الكهوة مو من جهة غير معلومة .
وانا عركان من المستحى .ومااعرف شسوي .
النوب طلع عطل ثاني .ياخوية خشمي كام يصب من المستحة .انا ماادري اكو كلنس عدهم .وكمت اجر ابخشمي بس عندي هاي سهلة لان الصوت مال الكهوة
بهذلني .الظاهر صوت جر ماء الخشم اكثر فشله وانا ماادري .
ياخوي وسعفني الحظ .وياريته ماسعفني .
اجو طلاب يمكن هيج انا قريتهم .
اربعة اثنين بنات واثنين ولد (بوي فريند وكير فريند)يسمونهم .
اجو .بهدوء ولاكأنهم اربعة جنهم واحد . وبالصدفة كعدوا ابصفي كلش فرحت كلت خوش راح اضيّع الصوت على البنية الحلوة اللي كنت كاشخ عليها .
اشوية هدأ خشمي مدري من كثر الجر والمسح مدري من المستحه .
ولما جلسوا بجنبي واستوو بجلستهم بعد شرائهم الكهوة .
اشو مايسولفون . بس اشارات وهمسات بالكاد تسنمع . شكّيت انهم خرسان .
هاي لحظات .
والا واحد منهم اخرج صوت من ذاك المكان المجهول وكان الصوت واضحاً لاعليه غبار .
انا بالبداية حسبالي هم من الكهوة . بس الظاهر من غير مكان .؟
وسمعت وراء الصوت . كلمة خرجت منه بلغته .(اكسز يوزميه) يعني المعذرة .ماادري منين يعتذر .
ظليت انا شاك مرة ابتسم ومرة اسكت اكول يمكن شرب الكهوة مثلي .
وراها ابلحظات . طلع منه صوت اقوى منه هم كال (اكسز يوزميه) بس انه خنكت روحي نسيت مستحاي ودنكت سويت روحي
اقرأ بما مكتوب على الكلاص ... انا اساسا ماعرف اقرأ انكليزي بس عود لوتي .
ياخوية ماكمت وانه محترم نفسي لا ظليت كاعد مدري ليش . البنية نسيتها بس مبتلي ابروحي
المهم وانا مدنك والدم صعد الى قمة رأسي من الضحك الدفين .
وانا في هذة اللحظات المحرجة وهو هدها اقوى من قبل وكأن نفاخة تفلتها وهي منفوخة وتتركها تخرج هواها على راحتها .
ياخوية ياحيدر يافشلة الفشلة .
لما طلع الصوت الثالث .
انا كمت على حيلي وانهطرت على الكاع وبدل مااطلع من الكهوة بكرامتي طلعت ازحف ازحوف .
اخر شيء نهضت وانا لازم بطني من الضحك وصدمت بالباب وانكلبت خارج المقهى وكَمت اتبرغث على الرصيف .
ظلت كهوتي وورقة بيها عنوان مهم على الطاولة .
وماظليت بذيج المنطقة ابدا من المستحى .
حركة الكهوة . وصوت الكهوة . وطلعتي من الكهوة اتبرغث وازحوف .
اشلون اراوي ويهي للمنطقة .
...........
خوية حيدر هاي القصة لاتسولفها الى واحد خليها ابيناتنا .
اخوي لاتفشلني جدام العربان .