النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

ماذا فعل المغول لإسقاط بغداد؟ وما الخفايا التى أخفيت عنا حول سقوط بغداد؟

الزوار من محركات البحث: 21 المشاهدات : 497 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,273 المواضيع: 78,935
    التقييم: 20697
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 2 دقيقة

    ماذا فعل المغول لإسقاط بغداد؟ وما الخفايا التى أخفيت عنا حول سقوط بغداد؟


    ماذا فعل المغول لإسقاط بغداد؟ وما الخفايا التى أخفيت عنا حول سقوط بغداد؟

    بغداد حاضرة الخلافة العباسية ودرة المدن الإسلامية ، والتى كانت قبلة للعلماء وجسرًا بين مشرق العالم الإسلامي ومركزه ، بغداد التى كانت كعبة العلم والعلماء ، ومركزًا لمختلف العلوم والفنون ، غشاها فى القرن السابع الهجري ما غشى غيرها من مدن الإسلام وحواضره ، فماذا فعل المغول لتمهيد سقوط بغداد؟ وكيف لعبت الخيانة دورها فى إنهيار صرح تربع على عرش الدنيا لأكثر من خمسة قرون؟

    كان عهد منكو خان عهد ظلام على العالم الإسلامي ، وكانت أيامه أصعب الأيام وأسوأها التى شهدها تاريخ الإسلام ، فلم يشهد ذلك التاريخ لوحة من الفسيفساء متمثلة خارطة العالم الإسلامي مثلما شهدها قبيل المغول ، ولم يشهد قومًا آثروا الغفلة والهوان مثلما كان المسلمون قبيل اجتياح المغول ، تعالوا نتناول بشيء من التفصيل عما فعله المغول من وسائل لإسقاط حاضرة الخلافة العباسية ، وخيانات حكام المسلمين واشتراكهم فى حصار كعبة الحضارة وقبلتها ، ومساهمة الشيعة والروافض والنصارى فى انهيار بغداد.
    * ركون إلى الغفلة:

    لم يكن أمراء المسلمين وقت تولية (منكوخان) على مستوى الحدث الكبير ، ففضلاً عن الفتن الداخلية فى كل إمارة ، والتصارع على الحكم ، فقد كانت تقوم حروب مريرة بين الإمارات الإسلامية ، والضحايا جميعًا من المسلمين ، أما الحكام والشعوب – بل والعلماء – كانوا قد نسوا تمامًا أن نصف الأمة الإسلامية يقع تحت الاحتلال المغولي ، ونسوا أن المغول صاروا قاب قوسين أو أدنى من الخلافة العباسية ، لدرجة أن مؤرخى تلك الفترة من الزمن لا يذكرون شيئًا عن المغول.
    فلا يوجد علماء يخطبون على المنابر وفى حلقات العلم عن خطر المغول ، ومصيبة المسلمين فى البلاد المنكوبة بالمغول ، ولا يوجد حكام يجهزون أنفسهم ليوم – لا محالة – هو آت ، وهكذا أشارت أحداث الزمان إلى أن اجتياحًا مغوليًا جديدًا سوف يحدث قريبًا ، على غرار الاجتياح المغولي الذى حدث زمان جنكيز خان ، ولعله يكون أشد وأنكى.
    * هولاكو .. الطاغية السفاح:

    منذ تولى (منكوخان) عرش إمبراطورية المغول وهو يخطط لإسقاط الخلافة العباسية واجتياح العراق ومصر والشام ، وقد كان أخوه (هولاكو) عونًا له فى تحقيق أحلامه ، ذلك السفاح الذى لا يمتلك أية نزعة إنسانية ، الرجل الذى كان لا يرتوى إلا بدماء البشر ، تمامًا كجده جنكيزخان.
    منذ تسلم هولاكو قيادة قطاع فارس وهو يعد العدة لإسقاط الخلافة العباسية ، وقد كان إعداده مبهرًا عظيمًا ، بقدر ما كان رد فعل المسلمين تافهًا حقيرًا ، فقد بدأ هولاكو عمله بحمية شديدة وسرعة فائقة ، وقد كان يتحلى بالصبر والإتقان فى كل خطواته ، وقد كان إعداده يتم علنًا على مرأى ومسمع من المسلمين!!
    * التجهيز والإعداد لاجتياح بغداد:

    لاجتياح بغداد ، عمل هولاكو فى عدة محاور بصورة متناسقة ، على النحو التالى:
    (1) بدأ هولاكو فى إصلاح جميع الطرق بين منغوليا والعراق ، وهيأها لاستيعاب الجيوش المغولية الهائلة.
    (2) أقام هولاكو الجسور الكبيرة على الأنهار التى تعترض الطرق ، و وضع قوات لكل جسر لتحميه.
    (3) سيطر هولاكو على كل المدن والمراكز التى تتحكم فى محاور الطرق ؛ لتجنب أي مباغتة لطرق جيشه أثناء سيره.
    (4) قام هولاكو بإخلاء الطرق من قطعان الماشية لترك الحشائش التى تكفى لطعام الأعداد الهائلة من الخيول والدواب.
    (5) بدأ المغول عقد بعض الأحلاف مع القوى السياسية المختلفة ، فتم عقد حلف مع ملك أرمينية للاستفادة من خبراته فى حرب المسلمين ، ولجذب نصارى مصر والشام والعراق إلى المغول ، كما تم عقد حلف مع مملكة الكرج (جورجيا).
    والأشد والأنكى من ذلك أن المغول عقدوا أحلافًا مع بعض أمراء المسلمين الذين باعوا دينهم ودنياهم ودماء شعوبهم بلا ثمن ، فتحالف هولاكو مع أمير الموصل (بدر الدين لؤلؤ) ، وتحالف مع سلطانين من سلاطين سلاجقة الروم (كيكاوس الثانى) و (قلج أرسلان الرابع) ، كما رضخ لهولاكو أمير حلب ودمشق (الناصر يوسف الأيوبي) حفيد البطل صلاح الدين الأيوبي ، وكذلك قدم أمير حمص (الأشرف الأيوبي) ولاءه لهولاكو ، فقد كانت تلك التحالفات إجرامية بكل المقاييس ، وبها صار المغول يحاصرون العراق من كل جهاته ، الأمر الذى أدى إلى إحباط شديد عند عموم المسلمين الذين رأوا حكامهم يؤيدون المغول ويتحالفون معهم ، بل ويعملون على إخراس من يعارضهم.
    (6) وصل هولاكو إلى خائن آخر فى بلاط الخليفة العباسي نفسه ،
    (7) قام هولاكو ببعض الحملات الإرهابية حول العراق لبث الرعب فى النفوس ، ونهب الأموال التى تقوى عماد المغول ، وفى الوقت ذاته تتيح لقوات المغول التعرف على طرق العراق.
    (8) جعل هولاكو أتباعه يشنون حملة إعلامية على عوام المسلمين ، فصاروا يتحدثون عن قدرات المغول الهائلة ، واستعداداتهم الخرافية.
    (9) جعل هولاكو أدباءه يكتبون رسائل تهديدية خطيرة ، ليرسلها إلى ملوك المسلمين ، وقد خدع الناس بأن المغول من المسلمين ويؤمنون بالقرآن الكريم ، وأنهم ما جاءوا إلا لرفع الظلم عن كاهل المسلمين ، وقد هيأ ذلك لضعاف القلوب استقبال المغول استقبال الفاتحين المحررين لا استقبال الغزاة الظالمين.
    (10) أمر هولاكو مؤيد الدين العلقمي بإقناع الخليفة المستعصم بالله بتقليل أعداد الجند وخفض ميزانية الجيش ، وبالفعل تم خفض أعداد الجند من مئة ألف جندي إلى عشرة آلاف فقط ، بل وقد حول هؤلاء العشرة آلاف لمزاولة الأعمال المدنية من زراعة وصناعة وتجارة ، وصرفه عن الحرب والتسليح.
    وبعد إحكام التجهيز والإعداد .. لم يبق إلا إشارة هولاكو لاجتياح بغداد ، وبات للجميع أن عمر حاضرة الخلافة الإسلامية لا تتعدى لحظات قليلة.
    * تطويق بغداد:

    كان هولاكو يخشى من غدر الأمراء المسلمين الذين انضموا إليه ، ولكنهم لم يكن فى نية أحدهم الغدر بهولاكو ، وإنما كان الغدر منصبًا نحو بغداد ، وقد تم تقسيم الجيش إلى ثلاثة أقسام:
    – الجيش الأول: يقوده هولاكو ، وستلحق به فرق من مملكتي الكرج وأرمينية النصرانيتين ، وهذا القسم سيخترق جبال فارس صوب بغداد ، وتكون مهمته حصار بغداد من الشرق.
    – الجيش الثانى: يقوده (كتبغا) أحد أفضل قوات هولاكو ، وسيتحرك إلى الجنوب من جيش هولاكو ، وقد تم فصله عن جيش هولاكو ؛ لأن الطرق لا تستوعب الجيوش بأكملها ، وقد كانت مهمته حصار بغداد من جهة الجنوب الشرقية.
    – الجيش الثالث: يقوده (بيجو) ، وقد كان رابضًا فى الأناضول (تركيا) ، وقد كان عليه اختراق جبال الأناضول ومساحة شاسعة من العراق حتى يصل إلى بغداد ويحاصرها من الغرب ، وكانت تلك المسافة التى عليه اختراقها مدججة بالسكان والإمارات الإسلامية فى زمن ليس فيه طائرات تكفل له الحركة فى أمان ، وأقل المخاطر أن يكتشف الجيش العباسي أمره أثناء طريقه الطويل فيفقد عنصر المباغتة ، كما أنه يمكن أن يوجه كمائن وغارات تنفذها التجمعات الإسلامية الهائلة فى تلك المناطق.
    ولكن كل هذا لم يحدث ، وقد قطع (بيجو) طريقه دون اكتشاف الخلافة العباسية شيئًا ، فقد اكتشف جيش العباسيين كلاً من جيش هولاكو وجيش (بيجو) على بعد مسيرة يوم واحد فقط من بغداد ، وهذا يبرز أن جيش العباسيين لم يكن يدرك – آنذاك – من أمور الحرب شيئًا وأن هناك خيانة كبرى من أمراء المسلمين ، بل إن أمير الموصل بعث مع (بيجو) فرقة من جنده لتطويق بغداد.
    * الوضع داخل بغداد:

    كانت بغداد فى ذلك الوقت من أشد مدن الأرض حصانة ، وكانت أسوارها من أقوى الأسوار ، فقد أنفق على تحصينها مبالغ طائلة ومبالغ هائلة طيلة خمسة قرون من الزمن ، ولكن الحصون كانت تحتاج إلى رجال ، ولكن ندر الرجال فى ذاك الزمن.
    الخليفة:
    أما عن الخليفة ، فكان هو الخليفة السابع والثلاثون من خلفاء بنى العباس ، الخليفة المستعصم بالله ، وقد كان ضعيفًا عن حمل مسئوليات شعبه ، فكان باستطاعته تعبئة مئة ألف فارس من العراق وحدها فضلاً عن المشاة والمتطوعين ، لكن الخليفة كان مهزومًا من داخله فاقدًا لروح المقاومة.
    لقد تولى المستعصم بالله الحكم وقد تجاوز سنه الثلاثة عقود ، وقد حكم ست عشرة سنة ، فلم يأته الأمر فجأة ، ورغم ذلك لم يعد العدة ليوم المغول ، بل ولم يتنحَ لمن يُعد العدة ، والبلاد لم يكن ينقصها المال لشراء السلاح أو تصنيعه ، بل كانت خزائن بغداد ملئى بالسلاح ، لكنه إما سلاح قديم أكل عليه الدهر وشرب ، وإما سلاح جديد لم يُستخدم من قبلُ ولم يتدرب عليه أحد.
    الحكومة:
    أما حكومة بغداد ، فقد كانت هزيلة ضعيفة ، ليس من همها إلا جمع المال والثروات ، والتحكم فى رقاب العباد ، وكان على رأسها وزير خائن باع البلاد والعباد ، و والى أعداء الأمة ، وعادى أبناءها ، وقد كانت علاقتهم بالمسلمين علاقة السادة بعبيدهم لا علاقة الإخوة بإخوانهم.
    الشعب:
    أما شعب بغداد ، فقد كان يبلغ ثلاثة ملايين نسمة ، وبذلك كانت بغداد أكثر مدن العالم ازدحامًا ، فلم تكن تنقصهم الطاقة البشرية ، ولكنهم ألفوا حياة الدعة والراحة ، وقد عاش غالبيته لشهواتهم وملذاتهم ، وظلوا أربعين سنة تصلهم أخبار المذابح البشعة التى تتم ضد إخوانهم فى تركستان وفارس وأفغانستان ولم يتحركوا ، فلا بد أن يكون الجزاء من جنس العمل ، ولا بد ليوم يذوق فيه الشعب كل ما كان يُفعل فى الشعوب المسلمة الأخرى ولن يتحرك أحد من المسلمين لهذا الشعب ، بل سيساعدون المغول ، وهكذا تدور الدوائر.
    إن الشعوب التى تقبل بهذا الانحراف عن نهج الشريعة شعوب لا تستحق الحياة ، والشعوب التى لا تثور إلا من جل لقمة عيشها ليس لها أن ترفع رأسها.
    وابتدأ الحصار !!

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,722 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24244
    مزاجي: متغير
    شكراً ''

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال