النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

مِقْياسُ الْـمَقاييسِ : مادَّةُ السين والراء الـمُضَعَّفة

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 212 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    احساس شاعر
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: بغداد الحبيبة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 61,676 المواضيع: 17,422
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 88477
    مزاجي: متقلب جدا
    المهنة: كرايب الريس
    أكلتي المفضلة: الباجه
    موبايلي: نوت ٢٠
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى فقار الكرخي
    مقالات المدونة: 17

    Smileys Afraid 058568 مِقْياسُ الْـمَقاييسِ : مادَّةُ السين والراء الـمُضَعَّفة

    حلقةُ اليوم من الْمَوَادِّ النادرةِ التي تتشعَبُّ معانيها، ويُسْتفادُ منها معنى الجِذْرِ الثُّنائي .. ولم يُوَضِّح ابنُ فارس رحمه الله تعالى : هلْ الأصل فيها واحدٌ أو معتدِّدٌ؛ وإنما أجْمَل العبارة فقال: السين والراء تَجْمَع فروعُهما إخفاءَ الشَّيْىءِ ومستَــقَـرَّه .. ولكنه لما قال: «وأما الذي ذكرناه من مَحْضِ الشَّيْىءِ [مقاييس اللغة 3/ 68] : عُلم أن الأصل عنده اثنان .. ثم لما قال: «وأما الذي ذكرناه من الاستقرار» [مقاييس اللغة 3/ 69]: عُلم أنَّ الأصل عنده ثلاثة .. والمرجَّحُ عندي أنَّ الأصل واحد؛ وهو إخفاءٌ الشَّيْىءِ في القلب ؛ فلا يكون كلُّ إخفاءٍ سرّْاً؛ بل السرُّ أخَصُّ، ثم تفرَّعت المعاني المجازية على هذه الأنحاءِ:

    النحو الأوَّل: عمومُ الإخفاءِ؛ فالْمَجاز هنا تعميمُ اللفظِ باستعماله في غير خصوص معناه كالسَّـرارِ، وهو ليلةُ يستسرُّ الهلال، والسِّرُّ والسُّـرةُ؛ لخفائه في البطن باللباس [انظر المقاييس 2/ 69] .

    والنحو الثاني: التسميةُ لِنَفْسِ الشيْىءِ؛ لأن الْمَعنى الحقيقي للوصف، وليس قصراً على نفسِ الشَّيْىءِ كالسر وهو النكاح؛ فهو مجاز من جهة التسمية، ومن جهة عموم الإخفاءِ .

    والنحو الثالث: السِّـرَرُ – وهي الخطُّ من خطوط بطن الراحة؛ وهي مجازٌ وراءَ مجاز على التشبيه بالسُّـر .. [قال ابن فارس في المقاييس 3/68: «فأما الأسارير – وهي الكسور التي في الجبهة – فمحمولةٌ على أسارير السُّرة في الخفاء والوسطية، وكذلك سَـرارة الوادي وسِـرُّه وسطه].. وقول ابن فارس: أجوده [مقاييس اللغة 3/68] : نتيجة معنى، وليس هو الْمَعنى .

    والنحو الرابع: السَّـرر بمعنى داءٍ يأخذ البعير في سُرَّته .. [وعند العوام: هو ما يأتي في الزَّوْر؛ وهو جرح داخلُه عِرْقٌ، ويصل إلى الظهر، ويخترق البطن؛ وذلك بسبب ثقل الحمل، أو ندى الأرض، أو مِن عَدْوَى.. والذي يصيب السِّر يسمى بعْجاً .. والسُّرر [بالضم والتشديد عند العامة] يكون أيضاً في الغارِب، وفي اللحيين، ويُعالجونه بالكي]؛ وهو أيضاً مجازٌ من وراءِ مجاز نسبةً إلى السُّـرة موضِعِ الداء .. وكذلك الأسارير؛ وهي الكسور في الجبهة؛ وهي الغضون: محمولةٌ على التشبيه بتكسُّــر السرة.. نص على ذلك ابن فارس [مقاييس اللغة 3/68] .

    والنحو الخامس: الأجوف ؛ فيوصف الزَّنْدُ بأنه أسَرُّ بمعنى أجوف، وقناةٌ سَرَّاءُ بمعنى جوفاء .. ويرى ابن فارس أن ذلك من السَّـرة، ولم يبيِّنْ وجهه [مقاييس اللغة 3/ 68] .. والصحيح لديَّ أنه لما كان أجوفَ : أصبح كأنه مبيحٌ بـسِرِّه ؛ ولهذا قيل : (له: أسرُّ) .. أي يطلب أن يكون خافياً؛ ولهذا أيضاً قيل للزند الأجوف إذا أُريد إصلاحه: (سُـرَّ زندك فإنه أسَرُّ)؛ فإصماتُه على صفة السِّـر، وتجويفُه على صفةِ مَن يطلب السِّرَّ والإخفاءَ؛ فلم يبق به خفاءٌ.

    والنحـو السادس : السـرور؛ وهـو البهجـة في القلـب؛ ووجه المجـاز التخصيصُ بالتسمية؛ والحقيقةٌ اللغوية وصفٌ لكل ما أخفاه القلب ولو كان أَلَـماً .

    والنحو السابع: الريحانُ؛ سُمِّي سروراً؛ لأن رائحتَه تجلب السرور في العادة.

    والنحو الثامن: السريرُ؛ لأنه مَقْعدُ نعمةٍ جالبٌ السُّرورَ؛ وهكذا سُمِّي خفْضْ العيشِ سريراً ؛ لأنه عن سُرُور، وجالبٌ السرورَ .

    والنحو التاسع: سرير الرأس وهو مستقرُّه؛ وهو مجازٌ وراءَ مجازٍ على التشبيه بالسرير الذي يستقرُّ عليه الجالس .. ومثُل ذلك ما على الأكَمة من السيل؛ يُسمَّى سريراً على التشبيه بالسرير في الارتفاع واللين.

    والنحو العاشر: سرير النسب؛ وهو الخِلالُ الكريمة التي تكون طبيعة في العرق الكريم؛ فتكون سِرّْاً حتى تظهر في الولد النجيب .. والمجاز أدبي يجعل الخِلال سراً في العِرْق .. وقولُ ابن فارس عن النسب: (مَحْضُه وأفضُله) [مقاييس اللغة 3 / 70] تعريفٌ له بمحلِّه، والْمُرادُ ما صدر عن الْمَحَلِّ الكريم من خلالٍ كريمة .. وليس في النسب سِرٌ غيرُ الأخلاق الفاضلة إذا ظهرت على الْمُنتمِي إلى النسب كما قال شاعر الأصمعيات:

    وهـــمْ مَن ولـــــدوا أشبُّـــــــوا *** بســرِّ النســـــــبِ المحــــــــضِ

    أي إذا أنجبوا رفعوا نجيبهم بسِرِّ النسب الْمَحض؛ وهو الأخلاقُ الفاضلة التي تظهر على الولد .

    والنحو الحادي عشر: السُّرْسُوْرُ: صيغةُ مبالغةِ للعالِم الفطنِ؛ كأنه لهذه الميزة مُطَّلِع على الأسرار .. قال الإمام ابن فارس: «حدثني محمد بن هارون الثقفي: عن علي بن عبدالعزيز: عن أبي الحسن الأثرم: عن أبي عبيدة قال: أسررتُ الشيئَ أخفيتُه، وأسررته أعْلَنْتُه.. وقرأ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ }[يونس: 54 وسبأ:33]

    قال: أظهروها.. وأنشد قول امرئ القيس :

    ….. لو يُسِرُّون مقتلي

    قال أبو عبدالرحمن : البيت :

    تجاوزتُ أحراساً إليها ومعشراً *** عليَّ حراصاً لو يُسِرُّون مقتلي

    قـال التبريـزي في شـرح المعلقـات العـشـر المـذهبات ص47 – 48: (ويروى): يسرون بالسين غير معجمة؛ ويشرون بالشين معجمة؛ فمن رواه بالسين غير الْمُعجمة احتمل أن يكون معناه يكتمون، ويحتمل أن يكون معناه يظهرون.. وهو من الأضداد.. وقيل في قوله تعالى {وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ} : إن معناه أظهروا .. وقيل: كَتَمُوها مِمَّن أمروه بالكفر، وأما يشرون فمعناه يظهرون لا غير.. يقال أشرَرْتُ الثوب إذا نشرته، ومعنى البيت : إني تجاوزت الأحراس وغيرهم حتى وصلت إليها، وهم يهمون بقتلي، ويفزعون من ذلك؛ لنباهتي وموضعي من قومي .. وقوله : لويسرون مقتلي يريد أن يسروا؛ و(أَنْ) تُضَارِع (لو) في الموضع .. يقـال : وددت أن يقـوم عبدالله، وودت لو قام عبدالله .. إلا أنَّ «لو» تَرْفع الْمُستقبل بعدها، و(أنْ) تنصبَ الفعل الْمُستقبل .. قال الله تعالى : {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [سورة البقرة/ 266] ؛ فجاءَ بأنْ .. وقال في موضع آخر : {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون}[القلم: 9]

    والْمَعنى ودوا أن تدهن فيدهنوا.. وانظر شرح الْمُعلقات لابن النحاس 1/17 .. قال أبو عبدالرحمن : رواية «يشرون» لا يظهر لي أنها روايةُ نقلٍ؛ وإنما هي روايةُ توجيهٍ لَمّْا أشكلت عليهم رواية الإسرار .. وحمْلُ البيت على إظهارِ نية القتل أو إسرِارها لامعنى له؛ لأن السياق ينفي وجودَ النية أصلاً ؛ فقد دل ظاهر كلامه على أنه تجاوز حرساً ومعشراً حريصين عليه حرصاً يمنع من التجاوز، وهم قـادرون على قتله، ولكـنهم لا ينوون ذلك؛ فلا نية للقتل عندهم تُسَـرُّ أو تشر .. فالتقدير : لو أنهم يسرون مقتـلي بمعنى قتـلي، ولكنهم لا يُسِــرِّونه .. أي قتلهم لي .. وأسرَّ تعني كَتَمَ الخبر، وتعني باح به، وسُمِّيَ البوحُ إسراراً؛ لأنه مناجاة بخفاءٍ، ولأنه نجوى بما كان سراً، ولأنه جعل سر الْمُتكلم سرّْاً للمخاطَب بصـيغة المفعـول .. فلا ضدية إذن، وإنما لزم من الإسـرار الظهورُ والعلن؛ لأن العادة أنَّ من لا يحفظ سره لا يحفـظه له غيره .. ونتائج العادة ليست من أوضـاع اللغة .. وفي سياقِ ابن فارس [مقاييس اللغة 3/67 – 68] : ثم حدثني بعض أهل العلم: عن أبي الحسـن عبدالله بن سفيان النحـوي قال : قال الفراءُ : أخطأ أبو عبيدةَ التفسيرَ، وصحَّف في الاستشهاد .. أما التفسير فقال: أسروا الندامة.. أي كتموها خوف الشماتة، وأما التصحيف فإنما قال امرئ القيس:

    …. لو يشرون مقتلي

    أي لو يظهرون .. يقال: أشررت الشيئَ .. إذا أبرزته .. ومن ذلك قولهم: أشررت اللحم للشمس، وقد ذُكر هذا في بابه» .. وقال ابن فارس: «فأما السُّـرية فقال الخليل : هي فعلية .. ويقال: يتسرر، ويقال: يتسرَّى.. قال الخليل : (ومن قال يتسرَّى فقد أخطأ).. لم يزد الخليلُ على هذا .. وقال الأصمعي: (السِّرية من السِّر؛ وهو النكاح ؛ لأن صاحبها اصطفاها للنكاح لا للتجارة فيها)؛ وهذا [هو] الذي قاله الأصمعي، وذكره ابن السكيت في كتابه؛ فأما ضمُّ السين في السرية فكثير من الأبنية يُغَيَّرُ عند النسبة ؛ فيقال في النسبة إلى الأرض السهلة سُهْلي؛ وينسب إلى طول العمر وامتداد الدهر؛ فيقال: دُهْري .. ومثلُ ذلك كثير، والله أعلم) [مقاييس اللغة ص70 ] .

    قال أبو عبدالرحمن : وبيَّن ابن يعيش سِرَّ هذا التغيير ؛ فقال في شرح الْمُفَصَّلِ: ( 6 / 10)؛ «وقالوا : سهلي ودهري؛ فالسُّهْلِي منسوب إلى السهل الذي هو خلاف الحزن .. وإذا نسبوا إلى رجل اسمه (سهل) قالوا: سَهْلِي بالفتح كأنهم أرادوا الفرق بينهما .. وأما الدهر فإذا نسبوا إليه رجلاً قد أتى عليه الدهر وطال عمره : قالوا : دُهري، وإذا كان رجلاً يقول بقدم الدهر ولا يؤمن بالْمَعاد : قالوا : دهري بالفتح .. فصلوا بينهما بذلك .. وللحديث بقية؛ فإلى لقاء إنْ شاء الله تعالى قريبٍ ، والله المستعان.

  2. #2
    مساعد المدير
    ام محمد
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: روح إيليا وشمس الشموس
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 60,691 المواضيع: 997
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 119141
    مزاجي: I do not care about anyone
    المهنة: Graduate without appointment
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: iphone مال هسة +_-
    آخر نشاط: منذ 24 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    شكرا فقوري

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال