الـــرفـق أيـتــهــا الأيــــام قـــــد هَـــــرِمَـتْ
فـيـنــــا الـقـــلــوب وأرواحٌ ومــا فَـــهِــمَـتْ
ضــــاع الـشـبـــاب وفـي لـهـــوٍ مـسـيـرتـــه
والـعـمــــر ولَّـى وراحُ الــيـــدِّ قــد ثَــقُـلَــتْ
ورايــة الـشـيـب قــد لاحــــت لــتـنـذرنــي
قـرب الـرحـيل وأكـفـانـي لـقــد نُــسِــجَـتْ
وعـيـن رأسـي فـــلا عــــادت تـــرى أثـــــراً
مــن الـجــمــال ولا حـسـنــاً وقــد نَـدِمَـــتْ
والـسـمـــع لايـسـمـــع الأصـــوات أغـلــبــهـا
والـجـلـد مـنـكـمـشٌ والـسـاعـة اقــتـــربــت
أصـبـحـت أجــلــس فـي بـيـتـي ولا عـمــلاً
أجــيــده والـقـــوى خــارت وقــد ضَـعُـفَـتْ
عـمــود ظـهــري كـقـــوسٍ فـي انـحـنـاءتــه
ورعـشـــةٌ تـمـــلأ الأوصــــال قـــد ظَـهَــرَتْ
نـحـول جـسـمـي الــذي دلَّ عـلـى مــرضـي
والـعـظـم مـنِّي بُـلِـي والـسـاق قـد عَـجِـزَتْ
وضـعـــف ذاكـــرتـي والــنـــاس تـنـفـــرنـي
ودمـعــتـي لـيـلـهــا والـصـبــح مـا وَقَــفَــتْ
أصـبحـت كـالـطـفـل فـي نـومي وفي بلـلي
والأهـل قـد يئسـوا والـنـفـس قـد سَـئِـمـَـتْ
جــــاء الـطـبـيـب الــذي ظـنـوا يـعـالـجـنـي
قـال الـمـريـض فُـني والـروح قــد قُـبِـضَـتْ
زاد الـنـحـيـب عـلـى مــن كـان يُــثـقـلـهـــم
والـكـــل يـبـكي ومــا عـيـنٌ لـهــم دمـعـــتْ
وغـسَّـلـــوني عـلـى الألــواح فـي عــجــــلٍ
وقـلـبــونـي إذ الأكـفــــان قــــد ظــهـــــرت
إذ يـحـمـلـــونـي عـلـى الأعـنـــاق أربــعــــة
مــن الــرجــال وأصــواتٌ قـــد ارتــفــعـــت
فـي مـسـجـدٍ قـدَّمـوا مـــن كـــان أقــربـهـم
صـلـوا عـلى جـثـتي والـنـاس قـد هـمـسـت
والـقـبـــر قـد هـــيَّــأ الأصـحــاب حـفــرتــه
وشـــقِّ لــحــدٍ بــه الأعــضــاء قــد رقـــدت
يـــارب فـي الـقـبــر لا خــلٌ ســوى عـمــلي
أنـا الـفـقـيـــر وأعــمـــالـي فــمـــا حَـسُـنَـتْ
أرجـوك عـفـواً عـلى عـمــرٍ مـضـى سـفـهــاً
مــولاي تـرحـمـنـي إذ حيـلـتـي انـقـطـعــتْ
مـاخــاب ظـنِّـي بـرحـمــــن الـســمـــاء ولي
حـسـن ظــنٍ إذا مـالــنــاس قـــد حُــشِــرَتْ
يــارب تـسـتــرني فـي الـعـرض تـرحـمـنــي
يـامـالـك الـيـوم والـشـمـس الـتي اقـتـربـتْ
عـنــد الـصـــراط أيـا رحـمــــن تـحـفـظـنـي
مــن الـسـقـــوط ومــن نـــارٍ قــد الـتـهـبـتْ
تـالـلــــه إنِّـي أخـــاف الـنـــار حُــــرقــتــهــا
يــارب تـُـطـفــــؤهـا عــنِّــي إذا اشـتَـعـلــتْ
بــل إنَّـنـي أطـمــع الـفـردوس أســكـــنــهـــا
بـحـسـن ظـنـي وقــولٌ رحـمـتـي وَسِـعَـــتْ
ثــم صـــلاتــي عــلـى المـخـتــار شـافـعـنــا
يــوم الـزحـــام ومــن هـــولٍ بــنـا رفــقــتْ
يــارب صــلِّ عــلــى الـمـبـعــوث رحـمــتـنـا
وفـي الـقـيـامـــة أعـــضـاءٌ لـــه ســجـــدت
سـجــــود حـضـرتـــه لــلــــه يــــرحــمـــنــا
مــن الــعــذاب فـقـال الـلـــه قــد وجــبـــتْ
كـيـف نــضـام وخـيــر الــخـلــق قــائـدنـا ؟
حـبـيب خـالـقــه والــنــاس قــــد شــهــدتْ
يــارب أدعـــوك قـبــل الـمـــوت تــرزقــنــي
حـسـن الـمـتـاب فــإن الـنـفـس قــد نَـدِمـَت
مصطفى الوزير