النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

ما هو دور مصر فى الحرب العالمية الثانية؟

الزوار من محركات البحث: 26 المشاهدات : 496 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,268 المواضيع: 78,935
    التقييم: 20697
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 48 دقيقة

    ما هو دور مصر فى الحرب العالمية الثانية؟

    ما هو دور مصر فى الحرب العالمية الثانية ؟​

    امتد لهيب الحرب العالمية الثانية إلى جميع أنحاء العالم، و وقع أذاها على كل بلد من البلدان، وشاركت فيها بشكل أو بآخر معظم الدول، فما هو دور مصر فى الحرب العالمية الثانية؟

    كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني المنضم إلى التحالف، ولكنها مرتبطة بمعاهدة 1936 التى تتحالف فيها مع بريطانيا، وتعطيها امتيازات عديدة، مثل التصرف بشئونها الداخلية، وجلاء القوات البريطانية عن المدن المصرية، وقد كان فى ليبيا غربي مصر الاحتلال الإيطالي المنضم إلى المحور، فعند قيام الحرب صار من المؤكد أن ثمة ميدان لهذا الحرب سيكون فى مصر وليبيا، حيث يوجد العدوان بريطانيا وإيطاليا، تعالوا نتناول بشيء من التفصيل تلك السنوات التى عاشتها مصر فى أثناء الحرب العالمية الثانية، واختلاف البلاد بين تأييد المحور أو تأييد الحلفاء، ومعركة العلمين التى كانت – بلا شك – فصلاً مهمًا وحاسمًا فى النزاع الكبير.
    1. اختبار معاهدة 1936م:
    أ. قطع العلاقات مع ألمانيا:


    حينما نشبت الحرب لم تكن بريطانيا قد نفذت بنود المعاهدة، ولم يبدأ جلاء القوات البريطانية عن العاصمة وغيرها من المدن المصرية أو الصحراء الغربية، ومن ثم كانت وطأة الاحتلال شديدة، ولم تتمتع الحكومات المصرية أثناء الحرب بحرية التصرف، وحتى قبل قيام الحرب كان كثير من المصريين يشعرون بالخطأ الذى ارتكبه الساسة فى التحالف مع بريطانيا.
    وكان الشعور السائد هو تجنيب مصر ويلات حرب لا مصلحة فيها، وعند إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا، بادرت الحكومة المصرية إلى دراسة التزاماتها حسب ما تقتضيه المعاهدة، فوجدت أن المادة السابعة تنص على أن مساعدة مصر تنحصر فى تقديم جميع التسهيلات ببريطانيا داخل حدود الأراضى المصرية، وإذن فليست مصر مكلفة بإعلان الحرب، ولكن التحالف يقتضى قطع العلاقات مع ألمانيا واعتقال الرعايا الألمان، و وضع أموالهم تحت الحراسة، وهذا ما بادرت الحكومة المصرية إلى فعله.
    ونستنتج مما سبق أن الشعور العام فى مصر هو أن التحالف البريطاني ضرورة أكرهت عليها البلاد، ولكن ذلك لم يمنع من تنفيذ المعاهدة من جانب مصر.
    ب. تشكيل الحكومة الجديدة:


    كانت الحكومة المصرية آنذاك من نوع تلك الحكومات التى أطلق عليها ”حكومة الأقلية“، ذلك أن القصر قد عهد إلى محمد محمود رئيس حزب الأحرار برئاسة الحكومة، وقبيل إعلان الحرب استقال محمد محمود لأسباب صحية، فعهد إلى علي ماهر برئاسة الوزارة، وقد كان على ماهر مضطرًا إلى اختيار وزراء ينتمون إلى الأحزاب الأغلبية فى مجلس النواب، ولكنه ضم إلى وزارته عددًا من المستقلين من أبرزهم صالح حرب وعبد الرحمن عزام، وهما المعروفان باهتمامهما بقضايا العالم الإسلامي بأسره، وكانا ومن فى اتجاههما يتأثر لمواقف بريطانيا وفرنسا فى الهند والمغرب، وبصفة خاصة مؤازرة بريطانيا للصهيونية فى فلسطين، ولذلك كان وجود هذين الشخصين من بين أسباب عدم رضا بريطانيا عن وزارة علي ماهر.
    على أن تعيين عزيز علي المصري رئيسًا لهيئة أركان الجيش، كان عاملاً أقوى لإثارة استياء الانجلز، فلم يكن ذلك الضابط يخفى إعجابه بالألمان، ويعلن عن إيمانه بتفوقهم عسكريًا، لذا استخدمت بريطانيا جميع وسائل الضغط، حتى أقيل عزيز المصري من منصبه عام 1940م.
    ج. قطع العلاقات مع إيطاليا:


    عند دخول إيطاليا الحرب فى يونيو 1940م بادرت الحكومة المصرية إلى قطع العلاقات مع إيطاليا كما فعلت قبل ذلك مع ألمانيا، إلا أن الموقف اختلف فيما يخص بتنفيذ الحراسة، فقد كان عدد الطليان فى مصر كبيرًا، ويشتركون فى مختلف ألوان النشاط الاقتصادي.
    ولما كان دخول إيطاليا الحرب يعنى أن القتال قد امتد إلى الحدود المصرية، ذلك لاحتلال إيطاليا لليبيا، فقد اقترح مجلس النواب سحب القوات المصرية من أطراف الحدود، لعدم الاشتباك مع الطليان، وذلك يمثل الشعور السائد بعدم توريط البلاد فى الحرب.
    2. الإتجاهات غير الرسمية:
    أ. الجماهير بين المحور والحلفاء:


    لم يكن بوسع الجهات الرسمية أن تخرج عن معاهدة 1936م وما تقتضيه من التزامات فى حالة الحرب، غير أن ذلك لم يمنع من وجود اتجاهات فى أوساط متعددة اتفقت على الاستفادة من تلك الفرصة لتخليص مصر من الإحتلال البريطاني، ولو أن الدوافع كانت تختلف اختلافًا بينًا حسب تكوين هذه الأوساط، وقصة محاولة عزيز المصري الفرار من مصر مشهورة، وكانت خطته هي اللجوء إلى ألمانيا، إذ دبر خطة للخروج بطائرة مصرية بالاتفاق مع الضابط الطيار ذو الفقار صبري، فهبطت الطائرة هبوطًا اضطراريًا بعد قيامها بدقائق، وانكشف أمره واعتقل.
    لقد كان المحور يغذى تلك الإتجاهات المعادية لبريطانيا، فكانت إذاعة برلين العربية تعلن تقديرها لموقف مصر، وكيف أنها مجبرة فى تصرفاتها إزاء ألمانيا، كذلك عندما أعلنت إيطاليا الحرب على بريطانيا صرح موسوليني بعدم ارتكاب عدوان على الأقطار المجاورة، وذكر من بينها مصر بالتحديد، على أن الأطماع الإيطالية لم تكن لتخفى على جماهير البلاد، ولذا فإن هؤلاء الذين فكروا فى الاستفادة من الحرب، علقوا آمالهم بألمانيا باعتبارها الطرف الرئيسي فى المحور، وإنما كان يخفى عليهم تفاصيل العلاقات بين ألمانيا وحلفائها فى صيف 1940م، حيث لم يكن عجز إيطاليا الحربي قد انكشف بعد.
    ب. الأطماع الإيطالية:


    كانت الجماهير المصرية تجهل تفاصيل الاتفاق الثلاثي بين ألمانيا وإيطاليا واليابان، وكيف أنهم قسموا العالم إلى ثلاث مناطق نفوذ، واعترفت ألمانيا لإيطاليا بشمال وشرق أفريقية، إلا أن هذا الوضع تغير بعد فقدان إيطاليا هيبتها العسكرية فى حملة اليونان، وأصبحت تدور فى فلك ألمانيا منذ سنة 1941م.
    عندما توغلت الجيوش الإيطالية فى أراضى مصر فى سبتمبر 1940م، بادر رئيس مجلس النواب أحمد ماهر إلى طلب إعلان الحرب، غير أن المجلس صوت ضد هذه الفكرة بأغلبية كبيرة، مقدمًا تبريرات مختلفة لهذا الموقف.
    ج. رؤية أحمد ماهر بالنسبة إلى الحرب:


    كان أحمد ماهر يظن بأن اشتراك مصر فى الحرب سيفيد قضية الاستقلال، وذلك عن طريق عدة أمور:
    (1) وقوف مصر موقف المتفرج رغم العدوان على أراضيها يعنى بأن بريطانيا مسئولة عن الدفاع عن مصر، طبقًا لمعاهدة 1936م.
    (2) الاشتراك فى الحرب سيمكن مصر من المساهمة فى مؤتمر الصلح، وبالتالى الدفاع عن قضيتها ، واستصدار قرار يحقق استقلالها خلافًا لما حدث فى سنة 1919م.
    على أن تلك الأمور لا تكون إلا عند افتراض انتصار بريطانيا، ويجب أن نضع فى اعتبارنا أن أحمد ماهر نادى بذلك فى سبتمبر 1940م، حينما كانت بريطانيا تمر بأحلك أوقاتها فى الحرب، وقد أضاف أحمد ماهر أنه عند انتصار المحور ستكون مصر خاسرة ؛ لأن إيطاليا تطمح فى تحويل حوض المتوسط إلى بحيرة إيطالية، وإعادة بناء الإمبراطورية الرومانية.
    أصاب أحمد ماهر فى كل ما مضى من نقاط، لكنه أخطأ فى أهم نقطة، وهي التى تذرع بها رئيس الحزب السعدي، ومؤداها أن الحرب هي الفرصة الوحيدة لتسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة وتدريبه على القتال، وقد كانت بريطانيا هي المصدر الوحيد للسلاح، ولكن كيف يضمن أحمد ماهر أن بريطانيا ستوفر للجيش المصري ما يحتاجه من سلاح، وماضى بريطانيا فى مصر لا يسمح بإيجاد هذه الثقة؟
    وعلى ذلك كانت تلك الخطة تصلح لمثل الحركة الصهيونية، التى استفادت من الحرب ؛ وذلك لوجود الثقة بينها وبين بريطانيا، ولابد أن تكون الحكومة البريطانية قد خشيت استخدام هذا السلاح ضدها فيما بعد، ولو وفقت هذه الخطة، فلربما انتصر الجيش المصري فى حرب فلسطين، وغير وجه التاريخ.
    3. الحرب فى الصحراء الغربية:


    كانت الجيوش الإيطالية فى ليبيا متفوقة على البريطانيين فى مصر، من حيث العدد والاستعدادات الحربية الأخرى، ولكن إيطاليا لم تبادر بالهجوم على الإنجليز فى مصر، ولم تشرع فى التحرك نحو الصحراء الغربية إلا فى سبتمبر، مما أتاح للإنجليز فرصة الإستعداد.
    لقد كانت إيطاليا تتوقع تسليم بريطانيا من وقت لآخر، ففضلت انتظار احتلال مصر والسودان كغنيمة سائغة، كما رفضت إيطاليا أي تدخل ألماني فى منطقة نفوذها الخاصة، وصار معروفًا أن الإيطاليين رأوا تعويض فشلهم فى الجبهة المصرية بانتصار خاطف فى الجبهة اليونانية، ومن جهة أخرى كان هتلر يختلف مع سلاح البحرية حول أهمية جبهة المتوسط، ثم تغلبت اليونان على إيطاليا، وأطاحت بسمعتها العسكرية، واضطر موسوليني قبول المساعدة الألمانية فى اليونان وليبيا، وتحولت إيطاليا إلى تابع لألمانيا.
    وفى أثناء تورط إيطاليا باليونان استطاع الإنجليز للمرة الأولى أن يتحولوا إلى موقف هجومي بالجبهة المصرية، وتقدموا بسرعة فائقة واجتاحوا ليبيا، وانتهى زحفهم بالاستيلاء على بنى غازى، إلا أنهم اضطروا إلى الانسحاب عند مجيء رومل مع فيلقين ألمانيين، فتراجعوا إلى الحدود المصرية، تاركين وراء الخطوط الألمانية حامية قوية فى طبرق، وكان هتلر ما يزال يعتقد بأن هذا الميدان ثانوي، ولذلك كان عدد القوات الألمانية محدودًا، ولم يقصد إلى احتلال مصر.
    اتجهت الحكومة المصرية إلى زيادة التعاون مع بريطانيا، وذلك إثر تكليف حسين سري بتأليف الحكومة، وهو المعروف بولائه للملك ولاء مطلقًا، والملك بدوره موالٍ للإنجليز، وحينما تخرج المركز العسكري على إثر وصول رومل إلى الحدود المصرية، عرض سري على الوفد المشاركة فى الحكومة، رابطًا بين تأزم الموقف الحربي، وبين ضرورة وجود حكومة مصرية تتمتع بالشعبية فى البلاد.
    4. حادث 4 فبراير:
    أ. حكومة حسين سري عامر:


    صادفت حكومة سري صعوبات اقتصادية وسياسية، وذلك بسبب الإحتلال الأوروبي الذى ربط مصر بعجلة اقتصاده، فلم يكن بوسع مصر منذ قيام الحرب التصرف بحرية فى بيع محصول القط، وقد شعرت مصر بنتائج فقدان السوق الألماني والتشيكوسلوفاكي الذى كان يمثل نحو سُدس إنتاج البلاد من القطن، وعرضت بريطانيا شراء نصيب هاتين الدولتين، وفى مقابل ذلك تحكمت بتحديد سعر القطن، ولا شك أن موقف بريطانيا من هذه المسألة قد أفسد العلاقات التى كانت تربطها بكبار الملاك الزراعيين.
    فى نفس الوقت الذى حدث فيه نقص فى الحبوب، وارتفاع سعر الخبز، وذلك لكثرة استهلاك الجيوش البريطانية، وبذلك أصبحت مصر بحاجة إلى استيراد كميات ضخمة من الحبوب، وقد نسقت بريطانيا مضطرة مع الولايات المتحدة عملية الاستيراد، وهكذا صار الاقتصاد المصري تحت رحمة بريطانيا.
    ب. الغارات الإيطالية الألمانية على المدن المصرية:


    شهد صيف 1941م أعنف الغارات التى تعرضت لها المدن المصرية، وقد تكبدت الإسكندرية خسائر فادحة خلال شهر يونيو، مما جعل نواب المعارضة يطالبون إبعاد الأسطول البريطاني عن الميناء، حتى يتم إعلان أن الإسكندرية مدينة مفتوحة، وقد أحرجت هذه الأزمة حكومة سرى عامر ؛ لفشلها فى إيواء اللاجئين.
    ولكن الأمر الأهم الذى ساعد على الإطاحة بحكومة حسين سري عامر، هو عدم قطع العلاقات مع حكومة فيشي الفرنسية الموالية للألمان ؛ لوجود عدد كبير من الطلبة المصريين الذين يدرسون فى فرنسا، غير أنه بعد موافقة البرلمان على قطع العلاقات مع حكومة فيشى، بادرت الحكومة بفعل ذلك.
    وبعد أيام قامت مظاهرات فى أول فبراير 1942م ترحب بتقدم رومل، فى أثناء بدء الهجوم الألماني الثانى فى الصحراء الغربية، وذلك لاستياء كبار الملاك من إجراءات الحكومة لمواجهة أزمة التموين، واستياء الشعب من قلة المواد الاستهلاكية وارتفاع أسعارها، إضافة إلى أن القوات الغازية لم تعد القوات الإيطالية وإنما الألمانية.
    ج. إجبار الملك على تولى الوفد الحكم:


    كانت بريطانيا تريد المحافظة على الأمن فى البلاد إبان تحرج مركزها العسكري، وهي تدرك أن الوفد له جذور فى مختلف الطبقات، بينما يكاد الحزبان المسيطران على المجلس فى ذلك الوقت، وهما الحزب السعدي والأحرار الدستوريون أن يقتصرا على كبار الملاك.
    أبلغ السفير البريطاني الملك بضرورة دعوة النحاس لتأليف الحكومة، وتم دعوة الأحزاب للتشاور فى هذا الأمر، وقدمت للنحاس جميع الاقتراحات التى تقرب بينه وبين القصر، وقد سبق ذلك الاجتماع إنذار إلى الملك، نصه كالآتى:
    إذا لم أسمع قبل الساعة السادسة مساء أن النحاس باشا قد دُعي لتأليف وزارة، فإن جلالة الملك فاروق يجب أن يتحمل ما يترتب على ذلك من نتائج
    واستقر رأي الاجتماع على توقيع احتجاج من الزعماء على الإنذار، وقد شارك النحاس فى التوقيع، وعندما حمل الاحتجاج إلى السفير أعلن أنه سيأتى لمقابلة الملك فى المساء، فوقع الحادث المشهور فى تاريخ مصر، وهو محاصرة القوات البريطانية للقصر، وتقدم السفير البريطاني مع الجنرال استون قائد القوات البريطانية فى مصر يومئذ إلى الملك، وقيل أنه كان يحمل وثيقة التنازل عن العرش، وحينئذ نصح أحمد حسنين رئيس الديوان الملك بقبول الإنذار، وكانت ذكرى خلع شاه إيران ما تزال ماثلة فى الأذهان.
    5. حكومة الوفد 1942-1944:
    أ. إنجازات حكومة الوفد:
    كانت الجماهير ترقب بشغف ما يحدث، فقد كان الوفد هو الممثل الحقيقي لها، وهو الذى قدم أجل الأعمال وأعظمها لمصر وللمصريين، فقامت المظاهرات فى الأيام التالية ترحب بالحكومة الجديدة.
    على إثر تسلم الحكم طلب النحاس من السفير البريطاني تقديم تعهد بعدم التدخل فى شئون مصر الداخلية وأجيب إلى طلبه، ثم قرر رفع تحديد الإقامة بالنسبة لعلي ماهر، وأصدر تشريعات خاصة برفع الأجور، وتم جعل التعليم الإبتدائي بالمجان، ثم جاء أخطر هجوم محوري على الجبهة المصرية.
    ب. الهجوم الألماني:


    بعد فشل فكرة الانتصار الخاطف على الاتحاد السوفيتي، أصبحت ألمانيا تعطى للجبهة المصرية اهتمامًا أكثر من أي وقت مضى، فقد وصلت تعزيزات هامة إلى القوات الألمانية فى أوائل عام 1942م، وبدأ رومل هجومه الكبير الذى انتهى به إلى العلمين أوائل يوليو من نفس العام، وكان لسقوط حامية طبرق التى كانت تضم 25 ألف جندي صدى بعيد فى مصر، وصار الناس يتوقعون جلاء الإنجليز عن الدلتا على أقل تقدير.
    ولكن النحاس والمتبصرين بالأمور كانوا يدركون بالفعل أن الانتصارات الخاطفة التى حققتها اليابان فى المشرق الأقصى، أو ألمانيا فى ميدان الصحراء الغربية ليست سوى تحسن مؤقت، أما على المدى البعيد فإن حالة بريطانيا آنذاك ( صيف 1942م ) بعد دخول الولايات المتحدة الحرب كانت أفضل من أي وقت مضى.
    وقف الشعب المصري موقف المترقب، وقد أصبحت الجيوش الألمانية على مسافة سبعين كيلومترًا من الإسكندرية، وخشي المصريون من الجيشين، الجيش الألماني المتقدم صوب الإسكندرية، والجيش الإنجليزي مخافة لجوئه إلى تدمير بعض المنشئات أو آبار النفط قبل الانسحاب، وقد بدأ يهود مصر فى مغادرة البلاد، وبدأت الأسر البريطانية فى الهجرة إلى الصعيد، مما يدل بشكل واضح أن الإنجليز ينوون بالفعل مغادرة البلاد، وأن الألمان أوشكوا على احتلالها.
    ج. معركة العلمين:


    لقد اختار الإنجليز العلمين لبناء خطوطهم الدفاعية ؛ لأنها أضيق منطقة فى الصحراء الغربية يمكن عبورها بواسطة الدبابات، إذ أنها تقع شمال منخفض القطارة، وتمتد على مسافة 30 كيلومتر بين المنخفض والبحر، وبفضل المعونة الأمريكية احتفظ الإنجليز بتفوقهم الجوي، ولذلك استطاعوا أن يعرقلوا المواصلات البحرية الألمانية، إضافة إلى ازدياد طول خطوط المواصلات بالنسبة إلى الألمان، فأصبح نقل الوقود يتطلب وقتًا أعظم، وقد كلف الألمان الإيطاليين بمهمة النقل، ولم يكن الطليان يتعاونون معهم بإخلاص.
    كانت أحوال الحلفاء آخذة فى التحسن بصفة عامة، نظرًا للمساعدات الأمريكية، ولصمود السوفيت فى ستالنجراد، وفى هذا الوقت أصبح العلمين هو الميدان الوحيد الذى يشتبك فيه الإنجليز مباشرة مع الألمان، ومن ثم أخذت بريطانيا تستقدم التعزيزات وتكدس المهمات الحربية استعدادًا للهجوم الكبير.
    د. المعونة المصرية للحلفاء:


    من الناحية العملية كانت مصر منذ قيام الحرب تقدم للإنجليز كثيرًا من المساعدات القيمة، ويمكن إيجازها فى الأمور التالية:
    (1) تموين جيوش الحلفاء بكل ما كانت تطلب من المواد الغذائية والصناعية، وقد تسبب ذلك فى التضخم وارتفاع الأسعار ارتفاعًا ضخمًا تزيد نسبته عن بريطانيا نفسها.
    (2) حراسة قناة السويس وتأمين حرية الملاحة فيها.
    (3) حراسة الموانئ المصرية، وخاصة ميناء الإسكندرية.
    (4) جعلت مصر سككها الحديدية وسائر وسائل النقل تحت تصرف الحلفاء، مما كان له أثر كبير فى مصير معركة العلمين.
    (6) بذلت تسهيلات وتضحيات كبيرة لإعداد الأماكن والمساكن الصالحة، لإيواء جيوش الحلفاء.
    ولم ينس النحاس أن يعلن أن مصر تهدف إلى الحصول على الاستقلال التام نتيجة ما قدمته من معونة صادقة للحلفاء، واختار للتعبير عن هذه الحقوق أسلوبًا صائبًا حينما قال أنه يريد اعتبار مصر والسودان أمة واحدة.
    6. إعلان الحرب:
    نتيجة لتأكد موقف بريطانيا الحربي، ونزول الحلفاء فى نورمانديا، طلب السفير البريطاني من الملك أن يتعهد بالحكومة إلى أحمد حسنين رئيس الديوان، وذلك لاستمرار الوفد فى تحقيق أهداف البلاد، وأما الملك فإنه يرفض رفضًا قاطعًا بقاء الوفد بالتحديد فى السلطة، وقد رأينا أنه لم يقبل الوفد إلا بالضغط البريطاني، و وقع اختيار الملك على أحمد ماهر رئيسًا للوزراء.
    أما فى الخارج، فقد طرأت ظروف على الموقف الدولي، فقد اجتمع رؤساء بريطانيا و روسيا والولايات المتحدة، وقرروا أنه يشترط للدول التى تريد المشاركة كعضو مؤسس للأمم المتحدة إعلان الحرب على المحور، فأعلنت تركيا وسوريا ولبنان الحرب، وبالنسبة لمصر كان من الواضح أنها لن تخسر شيئًا بإعلان الحرب ؛ لأن ألمانيا أوشكت على الاستسلام، فتوجه أحمد ماهر إلى مجلس النواب لعرض القرار، إلا أنه تم قتله في المجلس.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,722 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24244
    مزاجي: متغير
    شكراً "

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال