النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

ما هو دور سوريا ولبنان فى الحرب العالمية الثانية؟

الزوار من محركات البحث: 23 المشاهدات : 394 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,300 المواضيع: 79,011
    التقييم: 20705
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 21 ساعات

    ما هو دور سوريا ولبنان فى الحرب العالمية الثانية؟

    ما هو دور سوريا ولبنان فى الحرب العالمية الثانية؟​

    امتد لهيب الحرب العالمية الثانية إلى جميع أنحاء العالم، و وقع أذاها على كل بلد من البلدان، وشاركت فيها بشكل أو بآخر معظم الدول، فما هو دور سوريا ولبنان فى الحرب العالمية الثانية؟

    كانت سوريا ولبنان يئنان تحت وقع الاحتلال الفرنسي، الذى كان أشد قساوة عن الاحتلال البريطاني فى مصر أو العراق، فجاءت الحرب العالمية الثانية لتساهم بدور فعال فى استقلال سوريا ولبنان.
    لنتناول بشيء من التفصيل ذلك النزاع الذي نشب بين أنصار حكومة فيشي وأنصار حكومة ديجول من جهة، وبينهم وبين البريطانيين من جهة أخرى، وكيف أن الشعبين السوري واللبناني استغل ذلك النزاع لينقض على قوات الاحتلال.

    • الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان:


    كان وضع سوريا ولبنان مختلفًا عن العراق أو مصر، من حيث أنهما لم يتوصلا إلى إنهاء الاحتلال بعقد معاهدة غير متكافئة، إذ أن البرلمان الفرنسي رفض ذلك، وبحجة تأزم الأوضاع الدولية عمدت فرنسا إلى زيادة قبضتها على سوريا ولبنان، فألغت وزارتي الدفاع والخارجية، وعطلت الدستور.
    وقد لفقت السلطات الفرنسية تهمة بتدبير اغتيال مديري المصالح الخمسة، لتبرر القبض على بعض المخلصين، فقُدم عشرون منهم للمحاكمة، وصدرت أحكام الإعدام على بعضهم والسجن للآخرين، ولتنفيذ هذه السياسة العنيفة عينت فرنسا أحد العسكريين اليمينيين ليجمع بين السلطتين العسكرية والمدنية، وضحت بلواء الإسكندرونة فى سبيل استرضاء تركيا لاجتذابها إلى صف الحلفاء.
    أما الشعب فقد كان مضطرًا إلى الوقوف موقفًا سلبيًا من الحرب، فلم يحدث تغيير يذكر فى أحوال سوريا الداخلية قبيل الحرب، إلا الصراع بين الفئات الفرنسية والبريطانية.

    • بين الولاء لحكومة فيشي وحكومة ديجول:


    أحدث توقيع الهدنة بلبلة شديدة لدى السلطات الفرنسية فى الشرق، فإن سوريا ولبنان يقعان بعيدًا عن منال المحور، وباستطاعة السلطات الفرنسية فيهما الاستمرار فى التعاون مع بريطانيا، لا سيما وأن الجنرال ديجول انتقل إلى لندن، ودعا الفرنسيين إلى استمرار القتال بجانب بريطانيا.
    كان الفرنسيون يعتقدون أن الإنجليز وليس الألمان هم الذين يشكلون الخطر الحقيقي على الإمبراطورية الفرنسية، وقد أبدى قائد القوات الفرنسية فى الشام (متلهاوزر) ميله للتحالف مع بريطانيا، إلا أن الأحداث سرعان ما غيرت اتجاهه، وقد شجعه على ذلك إعلان المقيم العام فى تونس والمغرب الولاء لحكومة فيشي.
    كان على بريطانيا تحديد موقفها من سلطات فيشي فى سوريا ولبنان، فكلا موقع القطرين يؤثر تأثيرًا مباشرًا على مركز بريطانيا الحربي فى الشرق الأوسط، ولذا أعلنت بريطانيا أنها لن تسمح باحتلال سوريا ولبنان، أو أن تستخدم كقاعدة للهجوم على الأقطار التى تحتلها بريطانيا فى الشرق الأوسط.
    وبمضي الوقت كانت العلاقات تزداد سوءًا بين بريطانيا وسلطات حكومة فيشي، فأغلقت بريطانيا الحدود بين سوريا ولبنان من جهة والعراق والأردن وفلسطين من جهة أخرى، وشغلت السلطات الفرنسية بإبعاد الأشخاص المعروفين بميولهم الإنجليزية، ومما زاد العلاقات توترًا مجيئ لجان الهدنة التابعة للمحور إلى سوريا ولبنان، وفى أوائل عام 1941م وفد على دمشق مندوب من وزارة الخارجية الألمانية.

    • فى داخل سوريا ولبنان:


    دار صراع بين حكومة فيشي وحكومة فرنسا الحرة فى المقاطعات، الأمر الذى جعل الفريقين يتسابقان على اكتساب ود أهالى البلاد، وقد تجدد نشاط الزعماء السوريين، إذ عاد شكرى القوتلى من المنفى، وبدأ يتزعم حركة المعارضة.
    وكانت الأزمة الاقتصادية تزيد من عوامل السخط على السلطات الفرنسية، فبالإضافة إلى حصار سوريا الذى حرمها من الإتجار مع الأقطار المحيطة بها، انخفض سعر الفرنك انخفاضًا كبيرًا، وبالرغم من تصدير سوريا القمح للأقطار المجاورة، رفض كبار الملاك بيع القمح إلا بالعملة الذهبية، الأمر الذى هدد سوريا بالمجاعة، وهي التى واجهتها فى الحرب العالمية الأولى، وقد عجزت السلطات الفرنسية تمامًا عن مواجهة الأزمة، فاتجه المندوب السامي إلى شكرى القوتلى ليعينه عليها.
    رأى القوتلى فى هذه الظروف فرصة لا تعوض للتذكير بمطالب البلاد، وهي إلغاء نظام المديرين، وإعادة العمل بالدستور، وإجراء انتخابات حرة، وقد نفذها المندوب السامي فى أضيق نطاق، واعتذر عن إجراء الانتخابات النيابية أو رفع الرقابة عن الصحف بسبب ظروف الحرب.

    • تدخل الحلفاء:


    • الإعداد للحملة:

    اتخذت السياسة البريطانية موقف الحذر نحو المقاطعات الفرنسية، على أن ذلك لم يمنع بريطانيا من مساعدة ديجول للاحتفاظ بالمقاطعات التى اختارت تأييده، كما عملت بريطانيا على مساعدة ديجول لانتزاع المقاطعات الفرنسية الأخرى، إلا أن ديجول فشل فشلاً ذريعًا عند تجربة ذلك للاستيلاء على دكار فى سبتمبر 1940، فتوقفت بريطانيا عن فكرة مساعدة حكومة ديجول للاستيلاء على سوريا ولبنان، وكان ذلك هو الخطوة التالية فى حالة نجاح حملة دكار.
    أخذ ديجول يجهز حملة للاستيلاء على سوريا ولبنان، وأخذ يغرى بريطانيا بأن قوات فيشي لن تقاوم جديًا؛ لأن كثيرًا من الفرنسيين سيستجيبون لندائه، إلا أن كثرة أعباء القيادة البريطانية وتعدد جبهاتها جعل الجنرال ويفل يهدد بالاستقالة إذا فُتحت جبهة أخرى فى سوريا ولبنان، لذلك تعمدت دوائر فرنسا الحرة المبالغة فى التسلل الألماني إلى سوريا ولبنان، حتى تقنع السلطات العسكرية البريطانية بالحملة، وكان من شأن أحداث العراق أن تجر بريطانيا إلى التدخل فى سوريا ولبنان.

    • غزو سوريا ولبنان:

    بدأ التدخل البريطاني بضرب مطار تدمر فى 14 مايو، وقد أصبحت سوريا ولبنان محاطتين من الشرق، حيث فشلت حركة الكيلاني فى العراق، ومن الغرب حيث الاحتلال البريطاني فى قبرص، ومن الجنوب حيث الاحتلال البريطاني فى فلسطين والأردن، وقد أعلنت حكومة فرنسا الحرة بضغط بريطاني وضع حد لاحتلال سوريا ولبنان إذا نجحت الحملة.
    فى بداية الأمر لم تصادف قوات الحلفاء مقاومة تذكر حتى اقتربت من العاصمة السورية، ولم تكن سلطات فيشي على علم بضآلة القوات المهاجمة، بينما كانت تحتفظ بنحو 35 ألف جندي، فلما علمت بقلة عدد الحلفاء شنت هجومًا مضادًا، واضطرت بريطانيا إلى إرسال تعزيزات لم تكن متوقعة.
    طلبت حكومة فيشي التعرف على شروط الحلفاء لعقد الهدنة، فأجيب بأنه سيسمح بترحيل الجيش الفرنسي مع جميع مظاهر الشرف العسكري، وفى أثناء المحادثات سقطت دمشق، فتم توقيع الهدنة فى عكا، تتناول تنظيم العلاقة بين فيشي والحلفاء، ولا يخص بند السوريين سوى بند واحد، هو ألا تتبع بريطانيا أحدًا من أهل سوريا ولبنان ممن قاتلوا بجانب قوات فيشي.

    • النزاع الإنجليزي الفرنسي:


    لاحظنا تعدد الأزمات بين ديجول والإنجليز، وقد ازداد الصراع احتدامًا بعد الاحتلال المشترك، واستفاد أهل سوريا ولبنان من ذلك، فقد كان ديجول شديد الاستياء لإبعاده عن مفاوضات الهدنة، ثم نشب خلاف حول اتصال بريطانيا بالعشائر فى منطقة الجزيرة وبالدروز، ومنعًا لاتساع الخلاف تقرر عقد اتفاق بين فرنسا الحرة وبين القيادة البريطانية، نص على مسئولية بريطانيا فى شئون الدفاع الخارجي، ومسئولية فرنسا بشئون الأمن الداخلي والخدمات العامة.
    لقد ولد هذا الاتفاق ميتًا، نتيجة التباين بين السياسة الفرنسية التى تهدف إلى الاحتفاظ بجميع امتيازات الدولة المحتلة حتى نهاية الحرب، والسياسة البريطانية التى تهدف إلى تغيير فعلي حتى لا تُثار القلاقل فى سوريا ولبنان، مع احتفاظ فرنسا ببعض الامتيازات.

    • إعلان قيام دولتي سوريا ولبنان:

    فى نهاية شهر سبتمبر أعلن الجنرال الفرنسي (كاترو) قيام دولة سوريا، لكن السوريين لم يعتبروا هذا الإعلان تقدمًا حقيقيًا نحو الاستقلال، فقد اقترن التصريح بتعيين المفوض العام لرئيس الدولة الجديدة، ومن المستحيل تسليم السوريين للمفوض الفرنسي بهذا الحق، وقد وقع اختيار (كاترو) على شخصية معروفة بولائها للاحتلال، وهي تاج الدين الحسني.
    بادرت بريطانيا إلى الاعتراف بدولتي المشرق، وعينت (ادوارد سبيرز) وزيرًا مفوضًا لها، وأصبحت المشكلة عام 1942 تدور حول كيفية تكوين حكومة سورية، وكان السوريون يقفون موقف المتشكك من نوايا بريطانيا، التى جربوها فى الحرب العالمية الأولى، وموقف بريطانيا المؤيد للصهيونية، وقد ظل سبيرز يلح على المفوض الفرنسي لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية تختار رئيس الدولة.
    فى ذلك الوقت تغير الموقف الدولي، حيث صمد الفرنسيون فى معركة بير حكيم بليبيا، بينما استسلم البريطانيون فى طبرق، وقد اتخذ كاترو من الحرب حجة لتأجيل فكرة الانتخابات، لكن سرعان ما تدعم مركز فرنسا الحرة بالاستيلاء على شمال أفريقية فى أوائل سنة 1943م، وابتعدت ميادين القتال عن الشرق الأوسط، فأصدرت جبهة التحرير الفرنسي قرارًا بإجراء انتخابات الجمعية التأسيسية فى كل من سوريا ولبنان.

    • الصدام فى لبنان:


    • سياسة فرنسا فى لبنان:

    بعد تقرير الانتخابات دخل أهل سوريا ولبنان كطرف ثالث فى النزاع بين الفرنسيين والبريطانيين، وقد سخط كل من السوريين واللبنانيين عندما أصدرت فرنسا عام 1941 تصريحًا تؤكد على محافظتها على استقلال لبنان، وقد اعتبر هذا التصريح فى حينه مناقضًا لبيان 8 يونيو الذى خير السوريين واللبنانيين بين إقامة دولة واحدة أو تأسيس دول مختلفة، فهذا التصريح يؤكد انفصال القطرين.
    وعمدت فرنسا إلى إثارة التفرقة الطائفية، وقد فقد النصارى الذين كانوا يتطلعون إلى حماية فرنسا ثقتهم بها، وعلقوا آمالهم بدول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وفقدت فرنسا قسطًا كبيرًا من نفوذها فى لبنان لتمسكها بالسياسة العتيقة، حيث عينت أحد اليمينيين المتطرفين كمفوض عام فى دولتي المشرق لم يكن على إدراك بالتغيرات التى طرأت على المشرق العربي، فأخذ يتصرف وكأنه فى إحدى المقاطعات الإفريقية، واستخدم النعرة الطائفية أسوأ استخدام.

    • الأزمة اللبنانية:

    حين إجراء الانتخابات فاز أنصار الخورى بأغلبية كبيرة، فانتخبه المجلس رئيسًا للجمهورية، واختار الخوري رياض الصلح المعروف بميوله العربية رئيسًا للحكومة، مما زاد السلطات الفرنسية سخطًا على الوضع فى لبنان، وأخذت تتحين الفرص للتخلص من الحكومة.
    طرح مجلس النواب مشروعًا بتعديل الدستور، وكان التعديل سيضر كثيرًا بالمصالح الفرنسية فى لبنان، فاعتقل المفوض الفرنسي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مع معظم وزرائه، مما أثار ضجة دولية كبرى، فأرسلت جبهة التحرير الفرنسية كاترو كمفوض فرنسي مرة أخرى، وقد أنذرته بريطانيا بأنه إذا لم يتم الإفراج عن الزعماء اللبنانيين، فإنه سيتم إعلان الأحكام العرفية، فتم الإفراج عن المعتقلين بالفعل ، وأعيد تشكيل الحكومة كما كانت، واستأنف مجلس النواب اجتماعاته، ولم تجد فرنسا بدًا من تسليم السلطات إلى الحكومتين السورية واللبنانية.

    • الصدام فى سوريا:


    • على مائدة المفاوضات:


    منذ بدء المفاوضات بين الحكومة السورية والسلطات الفرنسية تبين اتساع الخلاف فى وجهات النظر، لكن الضربة التى تلقتها فرنسا فى نوفمبر 1943 اضطرتها إلى التخلى كثير من الاختصاصات للحكومتين دون عقد المعاهدة.
    كانت فرنسا تطالب بعقد معاهدة تحتفظ لها بثلاث أنواع من الامتيازات: استقلال المؤسسات الثقافية، واستمرار شركات الامتياز فى ممارسة نشاطها مع ضمان من الدولتين، الاحتفاظ ببعض القواعد الجوية والبحرية.

    • فى ميدان القتال:


    بدأت الحكومة الفرنسية فى استخدام أسلوب التهديد قبل بدء المفاوضات، وأخذت بعض التعزيزات تصل إلى بيروت، واحتكت القوات الفرنسية بالأهالى، وكان للفرنسيين دور فى إثارة الاضطرابات بجبل العلويين.
    واتسع نطاق الصدام إلى حد لم يسبقه مثيل، وقد بدأ بإضراب عام، ثم حدث اشتباك حول محطة حماة، وانتهى الأمر بقصف دمشق، فأبلغ البريطانيون شارل ديجول بأن الجيش البريطاني فى طريقه إلى سوريا طالبين منه أمر القوات الفرنسية بالانسحاب، ولعل ما يفسر ذلك التدخل البريطاني هو ازدياد النفوذ الشيوعي فى فرنسا، وحرص بريطانيا على عدم وصول الشيوعيين بأي شكل من الأشكال إلى المشرق العربي.
    رأت فرنسا نفسها مضطرة أن تزيل العقبة التى وقفت فى سبيل المفاوضات، وبناء عليه أعلنت أنها ستسلم الجند الخاص المكون من الشراكسة والأرمن فى خلال 45 يومًا، ولكن نطاق الخلاف اتسع بين بريطانيا وفرنسا؛ لأن بريطانيا كانت تريد حل نفوذها فى سوريا ولبنان.
    أصدرت بريطانيا تصريحًا توضح فيه أنها ستنسحب من كلا القطرين، وتحتفظ فرنسا بقوات لها فى لبنان، وعندما عرضت القضية على مجلس الأمن قرر جلاء القوات الفرنسية، وبالفعل تم جلاء القوات الفرنسية عن سوريا فى 17 أبريل 1946م وعن لبنان فى نهاية العام.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,723 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24244
    مزاجي: متغير
    شكراً "

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال