كان عام 2016 ثقيلا، فقدت ماريان وديع كلبها المفضل "بوتشي"، اعتادت زيارته يوميا في حديقة خارجية لمنزل قريب من بيتها "كان أهلي رافضين إني اقتني كلب"، بات الكلب المُسن صديقها المفضل حتى فوجئت يوما باختفائه "عرفت إن صاحبه سرّبه ورماه في الصحرا، دورت عليه كتير وموصلتش لحاجة"، اكتشفت الشابة أن "بوتشي" ليس الوحيد، كلاب أخرى يتخلى أصحابها عنها لتلقى مصيرها في الشوارع "في حين إن ممكن حد يتبناهم".
ظلت فكرة إيواء كلب حية داخلها حتى عام 2017، حتى تبنّت كلبها الحالي "دوري"، دخلت الشابة عالما جديدا بعدها "بدأت أعرف أد إيه التربية شيء صعب بس مهم وجميل وبيحنن القلب"، لذا دشنت صفحة عبر فيسبوك لمساعدة أصحاب الكلاب.
Dorydogs هو اسم الصفحة التي أنشأتها ماريان منذ خمسة أشهر فقط، لكن عدد متابعيها اقترب على 20 ألف شخص. حين تبنّت ماريان "دوري"، كانت صغيرة ومُصابة بمرض جلدي "فضلنا حوالي سنة بنلف على دكاترة من اسكندرية وبرة عشان نعالجها".قابلت الشابة صعابا كثيرة، افزعتها احتمالية فقدان "دوري" كما حدث لـ"بوتشي"، لكن الشق الجيد كان في المساعدات التي تلقتها "بقيت عارفة مين بيساعد ومين لأ وأروح لمين واعمل ايه"، لذا قررت إنشاء الصفحة "بهدف إني أقول للناس بعض النصايح عن الكلاب والتربية".
تدرس ماريان بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، لم تمر أيام على إنشائها الصفحة "ولقيت الناس بتبعت تقولي عندنا كلب عايزين حد يتبناه أو كلبي ضايع وبدور عليه"، كبرت المسئولية فوق عاتق ماريان، لكنها في المقابل سعيدة بالتجربة، فما بين الإرهاق الذي تكابده للبحث عن مأوى لكلب أو قطة "بنبسط لما أوصل لحد يراعيهم، ولما أساعد الناس أكيد ربنا هيوقف لي اللي يساعدني مع دوري".
تتذكر ماريان قطة صغيرة وجدتها على سُلم الصالة الرياضية التي ترتادها "كان شكلها تعبان ومحتاجة اهتمام"، نشرت الصور عبر صفحتها وتطوع أحدهم لتبنّيها "لما بعت لي صورتها وهي مستحمية وشكلها كويسة انبسطت جدا"، فيما لم تتخلَ الشابة عن إطعام كلاب أو قطط المنطقة التي تقطن فيها أو مدّهم بالمياه خلال الصيف.
في المقابل، لا تسير الأمور دائما بسلاسة، تصطدم ماريان يوميا بحوادث قتل للكلاب في الشارع أو إيذاء، تنفعل الشابة حين تواجه شيئا كهذا، أحيانا تستطيع منعه وأوقات أخرى تُبدي غضبها "شفت واحد من كام يوم ماشي جنبه كلب فجأة إداله بالرجل.. روحت اتكلمت معاه، ليه حد ممكن يعمل كدة؟".
تحاول الشابة نشر ثقافة الرحمة عبر صفحتها، تقرأ عن غضب سكان منطقة معينة من تواجد الكلاب "وألاقيهم بيطلبوا إن كل الكلاب تتقتل، في حين إن ممكن التعقيم يحل أزمة زيادة العدد" فتكتب عن ذلك، تحكي للمتابعين عن الفرق بين الكلب المسعور "اللي بيكون مسعور على كل حاجة مش الناس بس" والكلاب الموجودة في الشارع والتي لا تؤذي إلا من يؤذيها، تنشر الوعي بين المتابعين بفكرة التبنّي "الهدف من التبنّي هو المساعدة لحيوان ملوش مأوى، ودي حاجة مش مكلفة للناس اللي قادرة تساعد".