– يعاني الكثير من الآباء من هواجس بشأن ما يفعله أطفالهم على الهواتف الذكية وكيفية حماية الأطفال الصغار من مخاطر الإنترنت.
لذا قامت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية باختبار تطبيقات حماية الأطفال في محاولة منها للتخلص من هذه المخاوف الموجودة لدى الآباء، ولكنها أكدت في النهاية أن حتى التطبيقات "الجيدة" لا توفر حماية بنسبة 100% من مخاطر الإنترنت.
وقد قامت الهيئة الألمانية باختبار تسعة تطبيقات للهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، بما في ذلك تطبيق حماية الأطفال في نظام تشغيل أبل للأجهزة الجوالة "آي أو إس"، وتطبيق جوجل Family Link للأجهزة الجوالة المزودة بنظام أندرويد.
وقد جاءت نتائج هذه الاختبارات "مُرضية" فقط في كلا النظامين، بسبب عدم توافر الدعم التربوي للآباء وعدم اكتمال بيانات الخصوصية أو صياغتها بطريقة غامضة.
ومع ذلك لا يوجد بالكاد أي بديل آخر للأجهزة الجوالة المزودة بنظام "آي أو إس"؛ نظرا لأن شركة أبل لا تسمح بتثبيت التطبيقات الخارجية، والتي تتاح لها إمكانية الوصول إلى وظائف الأمان.
ولذلك فإن تطبيقات حماية الأطفال المخصصة لإصدارات "آي أو إس" لا يمكنها حظر تصفح الإنترنت بعد انقضاء فترة محددة مسبقا، وإذا رغب المستخدم في قطع الاتصال بالإنترنت فعلا، فيجب عليه استعمال الأدوات الافتراضية بنظام "آي أو إس".
ووفقا لنتائج الهيئة الألمانية فقد نال تطبيقان تقييم "جيد"، أحدهما يعمل على الأجهزة الجوالة المزودة بنظام أبل "آي أو إس" ونظام جوجل أندرويد.
تطبيق Jusprog
ويمتاز تطبيق Jusprog المجاني بحماية الأطفال من تصفح مواقع الويب المشبوهة مع تقديم الدعم التربوي، ويوفر تطبيق حماية الأطفال Salfeld المدفوع المزيد من الوظائف مثل تتبع الموقع وقفل تثبيت التطبيقات، ولكن لا يوجد إصدار من هذا التطبيق لأجهزة أبل الجوالة، وعادة ما تتوافر تطبيقات حماية الأطفال نظير تكاليف.
وقد انتقد الخبراء الألمان اعتماد الكثير من تطبيقات حماية الأطفال على عناصر التحكم والمحظورات بدرجة كبيرة، وتقديم الدعم التربوي المفيد للمراهقين بدرجة أقل.
وتظهر هذه الإشكالية بصفة خاصة مع التطبيقات، التي تبحث في سجلات الدردشة عن كلمات رئيسية معينة، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يحمي الأطفال والمراهقين من مخاطر التنمر والتحرش على الإنترنت، إلا أنه ينتهك خصوصية الأطفال والمراهقين بدرجة أكبر.
وأكد الخبراء الألمان أن تطبيقات حماية الأطفال الجيدة والموثوق فيها لا يمكنها سوى التحكم في سلوكيات استعمال الإنترنت وحظر المحتويات، ولكنها لا توفر حماية حقيقية ضد مخاطر الإنترنت، ولذلك فإنها ليست بديلا عن مرافقة الأطفال والمراهقين عند تصفح الإنترنت والتوعية ضد مخاطر الشبكة العنكبوتية.