خطر لي كتابة تحليل في سيكولوجية ابناء جلدتي الشيعة
هذه الامة العجيبة التي قدر لها ان تحتظن اطروحة السماء وتقلد امورها زعامات الاولياء من القادة الاصفياء الائمة الاتقياء
لنتعرف الان على البنى التحتية الاعمق في اختيارهم وتشيعهم
وربما سيقفز ذهن القاريء الذكي الى تصور مبدا الوراثة في تتابع الاجيال لابائهم واجداهم جيلا فجيل
فانا مثلا ولدت في بيت شيعي وعائلة شيعية وعشيرة شيعية فكنت شيعيا رغما عن انفي لم ابذل جهدا في اختياري ولم اواجه الاختيار اصلا
وهذا صحيح ظاهريا ولست ممن يقنع بالسطحيات
ولذلك فان الحق ان الطفل المولود ببيت شيعي جاء الى الدنيا شيعيا وفي بطن امه شيعيا وفي الاصلاب شيعيا كل ما في الامر انه جاء شيعيا ناجزا جاهزا ووجد انه ولد في بيت شيعي ايضا
ولا يكون سخيفا لو قال يا للصدفة ولدت في بيت شيعي !
نعم هو يرث تشيع والديه لكنه ليس السبب الحقيقي في كونه شيعي
وليس الوراثة هنا بمعنى قصدي كما لو يزقوه تعاليم مذهبهم
لا انما مجرد العيش مع سلوكياتهم وعواطفهم الدينية واجواء البيت هي من تصنع شخصية الطفل
فبيت هاديء تتكرر فيه صور امه متهياة للصلاة او تبكي في مواسم عاشوراء واب حنون مبتسم مع عياله يكد عليهم ويوفر لهم حياة كريمة فيعرفون من سلوكه ان طريق كسب المال هو العمل وليس السرقة وهذا المال يقيم فيه مراسيم الطبخ للحسين ومناسبات الائمة وزياراتهم
هذا بيت يخرج منه طفل باسم مثالي نظيف فيصطدم بالواقع خارج البيت كانه خرج لغابة موحشة لكن معدنه يبقى صلدا نظيفا صامدا على المباديء
وهذا تفسير ولادة الشيعي في عائلة كبسلجية فيكبر ويتطور وينال دكتوراه في السلب والنهب والصياعة
ونفسه تفسير ولادة شيعي في عائلة متدينة طيبة فيكبر ويتطور ونراه عالما فقيها مجاهدا شهيدا
كلاهما اتيا من عالم اسبق مرتدين نفس الثوب
وكلاهما متمسك بتشيعه
فكلاهما يريد الجنة ويخشى النار
فالتعلق والحب لاهل البيت هو المنجي لما بعد الموت يعرف ذلك المكبسلجي ويعرف ذلك الفقيه العابد
فيجتمعان كلاهما في مواكب الحسين باعتبارها اوضح طريقة لنيل ما يبتغوه ودفع ما يخشوه
اننا لا نحكم على الناس ولا نقيم مصيرهم فالله وحده هو المزكي للبشر
هذه مقدمة لما نريد ان نصل اليه من فكرة
الفكرة هي تشابه اراء المجتمع على قيادة رجل ديني مرجعي ووراثة التقديس له من المجتمع لا من الاباء فقط
هذه هي سيكولوجية الامة
وهي مستلة من بحث في كتاب سيكولوجية الجماهير
يقول الفيلسوف المؤلف الفرنسي لوبون
ان السلوك الاجتماعي تفسيره هو نفسية الجمهور المتفق على عقيدة او نظام معين
فالسلوك الجمعي ينتشر بدون وعي وبدون فحص للفرد فيكفي انتشاره عند فلان وفلان وفلان ليتبناه الفرد
فهو تعطيل للعقل واعتماد اختيارات الاخرين
وناس تختار اختيارات ناس
وهكذا ينمو ويشتد ويصبح مبداء لا يمس وهو نفسه مصطلحنا --- خط احمر ---
في الحقيقة هذا ليس صحيا ولا صحيحا ولا مجزيا لانه بخلاف الثوب الاتي من عالم اسبق اى الفطرة السليمة لانها كتلوك الرب تاتي ظمنيا مع الطفل اما اختياراتنا القائمة على تبني اراء الاخرين واختيارهم لتقديس مرجع معين فهو ليس من عالم اسبق طاهر بل من عالم الدنيا والجهل وتعطيل العقل
والان هل اختيارك اخي للمراجع وتقديسك لرجال الدين نابع من فكرك وفحصك وادلتك ام تابع لاختيارات مجتمعك
هذه دعوة للتفكير مع النفس وسؤالها السؤال السابق