ظهرت منظمة يهوديّة سريّة هدّامة محكمة التنظيم ، اتخذت من الجن والشياطين أرباباً لهم ويعبدونهم ويقدمون لهم القرابين ، غايتهم تسقيط الأديان والدعوة إلى الإلحاد والإباحية والفساد ، كما وتهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتكوين حكومة لا دينية عالميّة ، واختلفت الآراء حول بداية ظهور هذه الجماعات الشيطانيّة ، فبعض المؤرخين أرجعوا نشأته إلى القرن الأول الميلادي عند جماعة سميت (الغنوصيين) . وذُكِرَ عن هؤلاء أنهم كانوا يشركون بالله ويعبدون الشيطان معه وكأنّه مساو له في القوة والعظمة والسلطان ، ثم بدأت جماعة أخرى تدعى «البولصييين» في الظهور ، وهم الذين كسروا فكرة الإشراك تماماً وبدأوا طريقهم نحو الكفر والإيمان بالشيطان وحده ، وعلى الرغم من اختلاف الروايات حول نشأة هذه الجماعات الشاذّة ، فإنّ معظم الآراء أجمعت على أنّ بداية الظهور الحقيقية كانت قبل الميلاد ولم تظهر تحت اسم معيّن ، إلّا أنها كانت بذرة ونواة لهذا الفكر .
وهذه الجماعات المنظمة هي التي كانت تحرّض على قتل الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وإطفاء نور الله تعالى في الأرض ، وهي التي حرّفت دين اليهوديّة والنصرانيّة وهي التي كانت تُحرِّف كتب السّيرة والتراث الخاصة بهم ، وهي التي كانت تعمل الدسائس والخبائث على المسلمين وقد نجحت في تفرقتهم وأذيتهم بعد وفاة النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وكانت لهم اليد الطويلة في مقتل ذرية النبي محمد (صلّى الله عليهم وسلّم) .
واليوم تُسمى في الوقت الحاضر بالماسونيّة هي التي كانت ولا زالت تخفي معالم وآثار دين الله في الأرض كأن تخفي مثلاً العظام الرُفات التي عُذِّبت قديماً وتخفي مقامات الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ، وتتستر تحت شعارات خدّاعة (حرية - إخاء - مساواة - إنسانية) ومعظم أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم .
وهذا ما أوضحه القرآن الكريم عندما ذكر نهي النبي إبراهيم (عليه السلام) لأبيه عن عبادة الشيطان الرجيم ، حيث تدل الآية الكريمة على وجود عبادة الشيطان منذ ذلك الوقت :
قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا﴾ - [سُّورَةُ مَرْيَمْ : 44.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 95.]