وإني لأكره الحياة لمن لم يَبْلُها، وأمقت العيش لمن لم يذقه، وأتمنى للوليد الذي لمَّا يعرف من الحياة حلوًا ولا مرًّا، ولما ير من العيش خيرًا ولا شرًّا موتًا يريحه من مستقبل أيامه ومستأنف زمانه، موتًا يصرفه عن ثدي أمه قبل أن يرتضع منها قوتًا يشوبه الشر وغذاءً يخالطه السوء، موتًا يقطع ما ينطق به لسان حاله من عبارات الشك في مستقبل أمره؛ أيكون خيرًا أم شرًّا، وعُرْفًا أم نُكْرًا؟ أيكون إلى أهله محسنًا أم مسِيئًا، ولهم نافعًا أم ضارًّا؟
وَلَيتَ وَليداً ماتَ ساعَةَ وَضعِهِ
وَلَم يَرتَضِع مِن أُمِّهِ النُفَساءِ
- طه حسين
صوت أبي العلاء