لماذا نتناقش؟
لهذا السؤال جواب واحد عقلي ومنطقي وما خلا ذلك هو عبث لكونه تفريط بالوقت وعامل مهم من أسباب التنافر والتباعد أو ما هو أسوء.
طيب.. ما هو الجواب العقلي؟ الجواب العقلي هو -نتناقش- بغية الوصول للحقيقة من خلال الرضوخ طوعاً لفكرة الآخر.
هل هذا أمر سهل؟
مطلقاً هذا ليس بالأمر السهل.. وأنا أستخدمت كلمة " رضوخ " لأرى ردة فعل القاريء تجاهها، فبعضهم يأبى الرضوخ حتى للحق.. ويعد ذلك من المساس بـ كبرياءه فضلا عن أعتباره مساس بعقيدته!
هل تلك المقدمة تعني؛ ترك مطلق النقاش؟ لا أكيداً ! ففي النقاش تواصل عقلي و معرفة متبادلة (خزين معرفي كما سماه أحد الأصدقاء) شريطة أن يستحضر المتناقشون بعضالأمور منها :
- نحن بشر ولسنا آلهه، وبالتالي الخطأ وارد جداً، ولابأس بالإذعان للحقيقـة الساطعة وإن لم تنوي أتباعها.. على الأقل كُن عادلاً ومنصفاً أمام نفسك.
- النقاش ليس صراعاً ! وبالتالي لا يكون هدفه الانتصار ! وإلا لما قالوا إن في الصمت عن الجاهل حكمة.
- حاول أكتساب المعلومة لزيادة المعرفة، فأن الانتصار الحقيقي هو الخروج بمعلومات جديدة وبالتالي طريق جديد للفكر، لعل ليس كل المعلومات بهذا المستوى.. ولكنها تبقى معلومات يجب الاحتفاظ بها.
- لا تكن ناطقاً عن الآخرين! أو متصدياً باسم طائفة! مجتهداً من عند نفسك.. وبالتالي تحمل نفسك والآخرين خسائرأنت.. وهم في غنى عنهـــا.
- كل ما تقوله يُحسب عليك، لذا أجعل ذلك في أعتباراتك.. ولا تتشتت في الحديث! فتكون صورة الغاية (الحقيقة بنظرك) والتي تسمو إلى أثباتها ضبابية وغير واضحة.
- تجنب الحجارة، بمعنى؛ لا تتعب نفسك في تفتيت الحجر للبحث عن لؤلؤة! لأنها أصلا في مكان آخر. ربما هنا كأحجار كريمة.. ولكن ذلك سيكون واضحاً في بداية النقاش.. فأحسم نوع الحجر منذ البدء، لتكسب الكثير منالوقت وراحة البال.
ملاحظة: النصح لا يشترط بكون الناصح أعلى مقاماً من الباقين! لا.. بل هي محاولة للمشاركة في السعي للأفضل.
ومن الله التوفيق.
كتبه الفقير ؛ جـواد الزهيـراوي.