قبل 4 اعوام
في زيارة الامام موسى ابن جعفر كنت عائدا للبيت مشيا مع صديق بعد ان زرنا الامام عليه السلام
في طريق العودة تشاغل عني صديقي بموائد الطعام المنتشرة بالطريق فهو لا يترك موكب يعتب عليه
بقيت وحدي اسير بطيئا عسى ان يلحقني
فجأة احسست بيد ترتب على كتفي ضننته صديقي الا اني وجدت رجلا كبيرا مبتسما لا اعرفه
وبدوري ابتسمت له خجلا وقلت هلة بالحجي
استمرينا بالمشي مع الناس وهو شعر باستغرابي فقال فاتحا للحديث
اترك السجارة لا تناسب الزيارة وتهدم صحتك واخذ يتدفق بكلام عن الوضع العام والحكومة وما شابه
وانا فضلت الاصغاء فقد اعجبني منطقه ووقاره ونسيت صديقي واندمجت معه وهو لاحظ صمتي فتخلل حديثه بلحظات صمت لاعطائي فرصة التكلم
ولما وجدني صامتا غير اسلوبه عسى ان ابادله الحديث
وعطش الرجل المسكين وانا مكتفيا بالايماء براسي اشارة لموافقتي لما يقوله
وقطعنا شوطا طويلا من المسير فتعب من المشي ومن حظه العاثر بمصادفته شخص مثلي يفظل الاستماع على الكلام
فاقترح قائلا
هل نشرب شاي في هذا الموكب ونستراح قليلا
فاسرعت للموكب صببت له شاي وقدمته بكل احترام
شربنا الشاي وانا اختلس النظر اليه مفكرا بهذه المصادفة وارائه التي نزلت على قلبي كالماء البارد وشرحه للامور الدينية والعقائدية ووصفه للسياسيين بحضائن الاطفال
استمرينا بالمشي صامتين
هل استفرغت جعبته
يا اسفا لماذا زالت ابتسامته الوقورة
وصلنا لفلكة فيها سيارات كيات وصراخ السواق وجمهرة الازدحام ومكبرات الصوت تصدح باللطميات فخشيت ان يركب سيارة وافقده
فبادرته بالسؤال لاول مرة
حجي وين ساكن
قال انا لست من بغداد انا من البصرة
فارتحت واعجبت به اكثر
تناوشنا الحديث لاثارته على مواصلة حديثه
ما عملك هل اتيت بسيارة ام بالقطار
خجلت بعد ثواني لان الذي اعرفه ان القطار يصل كربلاء وليس البصرة
قال اتيت بالسيارات
ثم قال انا ربان سفينة تجارية حديثة في الميناء
وذات يوم زار صدام الميناء هو وعائلته وكان عنده يخت كبير
فلم يجراء ضباط الميناء ومسؤلي الميناء لمقابلته
فاختاروني لهذه المهمة
فاستقبلته وتحدثنا عن امور الميناء واصطحبته في جولة وانتى الامر
قال صدكني يا عمو حجيت وياه مثل ما احجي وية احد موضفي سفينتي ثم ضحك بسخرية وشاركته الضحك اخيرا
ثم سئلني عن سيارات الكراج
فارشدته وصافحته مودعا
ورميت امامه باكيت السجائر
فهز راسه مشجعا
وصلت لمنطقتي واشتريت باكيت سجائر واخرجت واحدة وانا اختزل كل ما حكاه لي الرجل الحكيم
لقد حكى لي في الطريق قصة رائعة بالحكمة احكيها في مشاركة قادمة