لعتاب مهم بين الأصدقاء، ولكن ينبغي ألا يزيد عن حده ويكون كثيرًا، وينبغي للصديق إن كان صديقًا حقًّا أن يعاتب برفق، ويتطلب من الشخص المعاتَب أن يقبل العتاب أيضًا ولا يتكبر عن النزول عن الخطأ الذي قد يقع فيه الصديق مع صديقه، فكثير ما تقع المضايقات والمشاحنات بين الأحباب والأصدقاء، ولكن مع الحوار الهادئ والعتاب اللين تزول هذه المشكلات، ولكنها تكبر مع الكتمان وكثرة الأخطاء حتى تصير إلى حد لا يستطيع تحمله أي منهما.
تغير الناس ، ولم أعد بالنسبة له كبداية عهدنا ببعض، لا أعرف من فينا المخطئ ،هل أنت لكونك أهملتني ، أم أنا لكوني تعجلت في الحكم عليك؟. لكن يا صديقي ما بيننا عشرة سنوات لا أيام ، فبحقها كان يجب عليك السؤال ولو شغلتك الدنيا بأسرها! مابداخلي الأن من غضب أنت السبب فيه، لم أر يوما سعيدا هنا منذ أن افترقنا، ، إما صلح فسعادة، أو خصام فحزن فافتراق. أخاف علي نفسي أن يتملكني الشيطان بالغضب فلا أقبل لك عذرا.
وأخاف عليك أن تحكمك نفسك فتأبي عليك بالرجوع بحجة ألا تذل نفسك. وكلاهما خسارة يا صديقي. دعني تلك الأيام فروح لا تقبل أحدا ، وعقلي لا ينشغل بشئ ، ولساني يعجز عن النطق في شئ. دعني في هدنة أراجع فيها نفسي وأرجو منك فعل ذلك أيضا. واعلم أني لن أقبلك إلا بما أحب وبما أخبرتك به من ذي قبل . وإلا فلن تراني ولن تسمع صوتي إلا يوما شاءه المولي.