يحكى أنه كان هناك رجلا ذهب إلى بائع الدجاج وبيده دجاجة مذبوحة يريد أن يقطعها له، فأخبره بائع الدجاج بأن عليه أن يتركها ويأتيه بعد قليل وحينها سيجدها جاهزة، وذهب الرجل.
بعدها بلحظات بسيطة جاء القاضي يريد أن يشتري دجاجة لأهل بيته، فأخبره بائع الدجاج أنه للأسف الشديد لا يوجد لديه دجاج سوى هذه الدجاجة التي أمامه وأنها ملكا لرجل قد أتى بها مذبوحة ويريد أن يقطعها له؛ فأخبره القاضي أن يبيعها له وعندما يأتيه صاحبها يخبره بأنها طارت، ذهل بائع الدجاج من كلام القاضي وسأله: “وأي عقل يصدق هذا الكلام يا سيدي؟!”.
أخبره القاضي: “سيقاضيك عندي، تعاليا ولا تقلق من شيء”، وبعدها جاء صاحب الدجاجة ليأخذها، ولكن بائع الدجاج أجابه: “لا أعلم ماذا أقول لك، دجاجاتك قد طارت”، جن صاحب الدجاجة ودار بينهما نقاش تطور إلى شجار، ومن ثم اتفقا على أن يذهبان إلى القاضي ليحكما بينهما.
وفي الطريق كانت هناك مشاجرة بين مسلم وآخر يهودي، فتدخل بائع الدجاج ليفض المسألة القائمة بينهما، ولكنه للأسف الشديد دخل إصبعه في عين اليهودي ففقأت العين، وها هي قضية أخرى؛ وأول ما وصلوا جميعا قرب المحكمة لاذ بائع الدجاج بالفرار من شدة خوفه، ولكن كل القوم ورائه ليمسكوا به، فوجد بائع الدجاج حائطا أمامه فتسلقه ولكنه وقع على رجل عجوز والذي لاقى حتفه إثر وقوع بائع الدجاج فوقه، وها هي قضية ثالثة، فرآه ابنه فلحق ببائع الدجاج الذي قتل أباه، وأخيرا أمسكوا به وذهبوا إلى القاضي لينال عقابه الذي يستحقه.
وأول ما رآه القاضي ابتسم ظنا منه بأن صاحبه متورط بقضية الدجاجة المذبوحة فقط، ولكنه كان يجهل أن صاحبه أصبح متورطا بقضتين آخرتين غيرها؛ وعندما علم القاضي جلس يفكر ثم أمرهم بأن يأخذ قضية تلو الأخرى، لم يبق إلا بائع الدجاج وصاحب الدجاجة، فسأل القاضي صاحب الدجاجة في دعواه، فقال: “لقد أحضرت له دجاجة مذبوحة وطلبت منه أن يقطعها، وعندما أتيت لآخذها أخبرني بأنها طارت، هل كلامه يصدقه أي عقل؟!”
سأله القاضي: “هل تؤمن بالله يا هذا؟”
قال: “نعم أؤمن بالله وبرسوله الكريم”.
قال القاضي: “فما بالك بيحيي العظام وهي رميم؟”
قال الرجل: “سبحانه”، ورحل الرجل صاحب الدجاجة راضيا.
وبعدها أمر بدخول الرجل اليهودي والذي قال في دعواه: “لقد فقأ عيني يا سيدي القاضي وأريد أن أقتص منه بفقأ عينه مثلي”.
فقال القاضي: “ألا تعلم يا هذا أن دية المسلم للكافر هي النصف؟، أوضح لك لكي تأخذ عين بائع الدجاج فعلينا أولا أن نأخذ عينك الثانية، فماذا تقول؟!”
اليهودي: “أسامحه يا سيدي”.
والقضية الثالثة والتي قال فيها ابن الرجل العجوز المتوفى: “لقد قتل والدي يا سيدي بأن قفز فوقه من حائط مرتفع”، فأمره القاضي بأن يذهبا إلى الحائط فيصعد ابن الرجل العجوز ويقفز فوق بائع الدجاج، فسأله الابن: “وإن تحرك هو يا سيدي يمينا أو يسارا أموت حينها أنا؟!”
أجابه القاضي: “هذه مشكلتك أنت وليست بمشكلتي”.
الابن: “ولكنه كان سببا في قتل والدي”
القاضي: “ولم لم يتحرك والدك يمينا أو يسارا يا بني؟!”