اكتشاف 100 من "الأقزام البنية" الباردة بالقرب من الشمس
تصور فني لاكتشافات الأقزام البنية القريبة من الشمس
اكتشف علماء الفلك وفريق من المتطوعين الباحثين عن البيانات في مشروع "عوالم الفناء الخلفي: كوكب 9" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ما يقرب من 100 من العوالم الباردة بالقرب من الشمس.
والعوالم الباردة هي أجسام أكبر من الكواكب، ولكنها أخف من النجوم، تُعرف بـ"الأقزام البنية".
والأقزام البنية تقع في مكان ما بين أكبر الكواكب وأصغر النجوم، نظرًا لافتقارها إلى الكتلة اللازمة للحفاظ على التفاعلات النووية في قلبها، ويشار إليها أحيانًا باسم "النجوم الفاشلة".
وتتميز الأقزام البنية بكتلة منخفضة ودرجة حرارة منخفضة ونقص في التفاعلات النووية الداخلية، وكل ذلك يجعلها باهتة للغاية، وبالتالي يصعب للغاية اكتشافها، لهذا السبب، عند البحث عنها يمكن لعلماء الفلك فقط أن يأملوا في اكتشاف مثل هذه الأجسام القريبة نسبيًا من الشمس.
وبمساعدة مرصد "دبليو إم كيك" في موناكيا بهاواي، وجد فريق البحث أن العديد من هذه العوالم المكتشفة حديثًا هي من بين أروع العوالم المعروفة، ويقترب عدد قليل منها من درجة حرارة الأرض، وهي باردة بدرجة كافية لإيواء السحب المائية.
وحسب العلماء، يعد اكتشاف وتوصيف الأجسام الفلكية بالقرب من الشمس أمرًا أساسيًا لفهمنا لمكاننا وتاريخ الكون، ولا يزال علماء الفلك يكتشفون جيرانا جدد بالقرب من مجموعتنا الشمسية.
ويعمل مشروع "عوالم الفناء الخلفي" على سد فجوة فارغة سابقًا في نطاق الأقزام البنية منخفضة الحرارة، وتحديد الرابط المفقود الذي طال البحث عنه داخل مجموعة الأقزام البنية.
ويقول المؤلف الرئيسي آرون مايسنر: "توفر هذه العوالم الرائعة الفرصة للحصول على رؤى جديدة حول تكوين أغلفة الكواكب خارج النظام الشمسي، وتتيح لنا هذه المجموعة من الأقزام البنية الرائعة أيضًا تقدير عدد العوالم الحرة العائمة التي تتجول في الفضاء بين النجوم بالقرب من الشمس بدقة".
ولتحديد العديد من أروع الأقزام البنية المكتشفة حديثًا، استخدم أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا الأمريكية آدم بورجاسر والباحثون من مختبر "كول ستار" أداة مرصد "كيك" الحساسة للأشعة تحت الحمراء القريبة والمعروفة باسم (NIRES).
ويقول بورجاسر: "استخدمنا أطياف (NIRES) لقياس درجة الحرارة والغازات الموجودة في الغلاف الجوي، وكل طيف هو في الأساس بصمة تسمح لنا بتمييز قزم بني بارد عن الأنواع الأخرى من النجوم".
وللمساعدة في العثور على أبرد وأقرب جيران شمسنا، تحول علماء الفلك في مشروع (عوالم الفناء الخلفي) إلى شبكة عالمية تضم أكثر من 100 ألف عالم من المواطنين المتطوعين.
ويفحص هؤلاء المتطوعون بجدية تريليونات من وحدات البكسل من صور التلسكوب لتحديد الحركات الدقيقة للأقزام البنية والكواكب القريبة.
وعلى الرغم من التقدم في التعلم الآلي والحواسيب الفائقة، إلا إنه لا بديل للعين البشرية عندما يتعلق الأمر بالعثور على الأشياء الباهتة والمتحركة.
واكتشف متطوعو المشروع بالفعل أكثر من 1500 نجم وأقزام بنية بالقرب من الشمس، تم تصفيتها إلى 100 يمثلون أبرد العوالم المكتشفة.