صفحة 74 من 99 الأولىالأولى ... 24647273 74757684 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 731 إلى 740 من 990
الموضوع:

ماذا قرأت اليوم اقتبس منه الجزء الثاني ؟؟ - الصفحة 74

الزوار من محركات البحث: 2757 المشاهدات : 37975 الردود: 989
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #731
    صديق فعال
    نَائيةٌ جدًا !
    تاريخ التسجيل: August-2022
    الدولة: بين دفتيّ نجوى !
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 479 المواضيع: 0
    التقييم: 2082
    مزاجي: مطمئن !
    المهنة: باحثة عن المعاني !
    أكلتي المفضلة: فاكهة اليقين !
    آخر نشاط: 18/November/2024
    مقالات المدونة: 1
    ..



    (1)
    من غفلة الضياع إلى لعنة اليقظة


    في مرحلة الضياع الأولى، ظلّ “نيو” Neo في فيلم المصفوفة The Matrix يبحث عن الإشارات الخَلَاصية، بعدما كان إنسانًا عاديًا مُنهمِكًا في مستنقعٍ ضَحلٍ، يُدعى: الحياة اليومية.
    كان “نيو” تافهًا، بالرغم من أنّ تفاهته هذه كانت تمنحه الطمأنينة والاستقرار، لأنّ الحياة اليومية تخضع لقانون التكرار والرتابة، وهو شيء يمنح الأمانَ الخارجيّ، لكنّه في الوقت نفسه، يُكثّف الفراغ الداخليّ.
    فجأة يتلقّى نيو رسالة على شاشة حاسبه: “نيو.. استيقظ”

    هذه المرحلة تحديدًا ما سنسميها (الورطة الوجودية) وهو ما يحدث حين تعي شيئًا جديدًا، لَم يكن بالحسبان. السبب الرئيسيّ لـ (الورطة الوجودية) هذه، هو (الوَعي) والوَعي غالبًا ما يأتي على هيئة تعرية الذات من أوهامها، أو ما يحدث حين نستيقظ فجأة من بعد الغفلة والانهماك.
    كان ابن القيّم في مدارج السالكين قد وصفَ (اليقظة) بأنّها (انزعاج) حين عرّف اليقظة بقوله: هي انزعاج القلب، لروعة الانتباه، من رقدة الغافلين. واللافت هنا وصف ابن القيّم لليقظة بـ “الانزعاج” تمامًا مثل الصحو من النَوم، ومثل الاستيقاظ من حلمٍ كاذب، انزعاج لأنّك في لحظةٍ ما أدركتَ أنّ الذي كُنتَ تعيشُ فيه لَم يَكُن إلّا وَهمًا وغفلة. حتّى لو اتّخذ شكلُ غفلتك السابقة أشكالًا عدّة بإسم الحرّية والتحرّر والتقدّم والانفتاح، فكلّ ما يُسيطر على أصالتك وعلى عفويتك وعلى قدرتك على عدم الانخراط بما هو شائع، هو بحدّ ذاته استعباد لذاتيتك ولو سمّى نفسه حرّية.
    إنّ (خِداع الذات) قد يوفّر قدرًا من الراحة المُؤقّتة، لكن حين تسوء الأوضاع نتيجة صدمة أو فقد عاطفي، ستنهار عوامل الأمان المُؤقّتة والحياة المُتوهّمة. وما نسمّيه بـ (الأزمة الوجودية) هو شعور الفرد بأنّه لا يمكن لأحد أن يحميه من مواجهة الحياة. إنّ حجم الانهيار النفسيّ الذي يحدث للإنسان عند فقدان وظيفة أو فشل علاقة عاطفية يتناسب طرديًا، مع مقدار خداع الإنسان لذاته. وبالتالي ما نراه كإنهيار أو أزمة وجودية، هو فشل الفرد في خداع ذاته (الإنكار، الكبت، السخرية..) أمامَ حقيقةٍ صارخة أو كارثةٍ لا يُمكن تجاهلها.
    لذلك فإنّ الأزمة الوجودية: هي هذه المرّة التي لا تنفعكَ فيها حِيَلَك القديمة، ولا إجاباتك الجاهزة. وما لا تستطيع إنكاره أو تجاهله أو تشتيت نفسك بالانشغال عنه. إنّ الإزمة الوجودية، هي ما تضطّر لابتلاعه دفعةً واحدة دون أن تستطيع هضمه أو تفتيتَ زخمه، وما لا تستطيع الامتناع عنه بإغلاقِ فَمِك، إنّها تلكَ اللُقمة الإجبارية من مائدة الحياة. إنّها تلكَ الوجبة التي إمّا أن تستوعبها فتنضج أو تتقيّأها فتظلّ تائهًا في غياهب الوهم.
    عند هذه النقطة تحديدًا يملكُ الإنسان خيارًا ما، كما قال صاحب العلاج بالمعنى من قبل، حتّى السجين داخل السجن، يملك خيارات متعدّدة لكيفية قضاء وقته داخل هذا السجن (أحدهم ينتحر، وآخر يصيرُ أكثر تديّنًا، وآخر يتدرّب فيصيرُ رياضيًا، وغيرهم يُدمِن المُخدّرات). لا يملك الإنسان أن يمنع نكبات الحياة ومصائب الدهر، لكنّه يملك أن يمتصّ الصدمات بحكمة، وأن يستثمرها لإنضاج ذاته، أو أن يستوعب النكبة كضحيّة مع بقائه في وضعه الأوّلي بعد الصدمة. في الحالة الأولى يتعامل الإنسان معَ نفسه كمحارب يخوض معارك عدّة، ينتصر بأحدها ويخسر بأخرى لكنّه لا ينهزم وفي كلّ مرّة يكون قد صاغَ نسخة أفضل من نفسه.
    أمّا الحالة الثانية فهي حين تقرّر أنّ الأزمة التي تمرّ بها ليست ذا شأن فتتجاهلها أو تنكرها أو تكبتها في داخلك، أو أن تسخط دون أن تخوض رحلة مراجعة ذاتية لكلّ الأوهام التي أحطت نفسكَ بها، وناتج هذه الحالة أن تبقى حيث كُنتَ، من قبلُ ومن بعد، أنتَ حيث أنت.
    وأمام ثقافة عالمية تتمركز حول صناعة الضحايا، والترويج لفكرة الضحية بوصفها هُويّة وحيدة للاعتراف، فإنّنا سنقع في فِخاخٍ كثيرة وأوهامٍ عديدة إذا ما سمحنا لأنفسنا أن نتعرّف على أنفسنا بوصفنا ضحايا للخارج أو ضحايا لما يفعله الآخرون بنا. هذا كلّه قد يصحّ لدى العديد من الأفراد، لكنّه لا يصحّ لفئة أخرى مغايرة، فقد كان نيتشه على مقدرة عالية على كشف ألاعيب الذات وأوهامها، وكان الدرس الأهمّ الذي ينبغي أن نتعلّمه، إذا كان من خطرٍ حقيقيٍّ يتهدّدنا، فإنّه ولا شك سيكون من الداخل. فأخطر الأكاذيب هي تلكَ التي نُوجّهها لأنفسنا، وأدوى سقوط سيكون حين تتكسّر أوهامك الذاتية، لا أوهامك الخارجية.
    هذا يُعيدنا إلى “نيو” هذا المَلعون الذي حلّت عليه لعنة الصحوة، “نيو” الذي تورّط وجوديًا من الخارج، ففي المجلس الذي جلسه مع “مورفيوس”، أخرج “مورفيوس” حبّتين اثنتين، أحدها حمراء وأخرى زرقاء، تأخذ الزرقاء أخبره مورفيوس، فتنتهي كلّ هذه القصّة، كل هذا العنف الوجوديّ وكلّ هذا الصخب الحَربيّ للحياة، وقال: تستيقظ في فراشك، وتؤمن بما تريد الإيمان به أنّى كان.

    عند كلّ أزمة تمرّ بها، تملك خيار أن تعود لأوهامك، أن تعود لسَريرِك، أن تؤمن بما كُنتَ تُؤمنُ به سابقًا، أن لا ترى في نفسكَ أيّة مشكلة، فكلّ ما يجري لكَ من أذى هو من الخارج بطبيعة الحال، أمّا أنتَ فلا شيء يُعيبك، لَم تُخطئ، أنتَ كما أنت، ضحية لغدر الآخرين وفريسة لنوائب الدهر، إذ أيًّا كان التبرير الذي نتّخذه لأنفسنا، فإنّ أي تبرير يفي بالغرض، وكفيل بإبقائنا على قيد الحياة. لذلك فإنّ أخطر ما في الإنسان، هو قدرته الدائمة على تبرير نفسه، إذا فهمتَ هذا، ستعرف أنّه لا حدود للأفعال التي يمكن للإنسان أن يقوم بها، بحجّة مبرّرات كثيرة لا أساسَ لها، لكنّها تعمل بشكلٍ جيّد بطبيعة الحال.

    تأخذ الحبّة الحمراء، يقول “مورفيوس” للمسكين “نيو”، فتظلّ في أرض العجائب، وحينها سأُريك عُمق الحفرة. فكما أنّه لا حدود لقدرة الإنسان على تبرير نفسه، -وهذه مهارةٌ إبليسيّةٌ بامتياز- فإنّه لا حدود للإمكانات التي يقدر الإنسان على إطلاقها من ذاته، إذا ما أراد في كلّ مرّة أن يسمح لنفسه بالنماء والاتّساع. إذ ينضج الإنسان في كلّ مرّة يتمكّن فيها من احتمال تناقضاته، وهي عملية تستلزم الشجاعة في أصلها، وهكذا فإنّ الوجود بغير شجاعةٍ ولا مسؤولية، يؤول إلى العدم والغفلة والضياع. فالدّرس البليغ الذي تُقدِّمه لنا الحياة في تقلّباتها وتجاربها:
    ما لا تذهب إليه بكاملِ شجاعتك، سيُطاردُكَ كفريسة
    وما لا تذهب إليه بإرادتك، سيأتيك قاهرًا إيّاك
    والأشياء لا تختفي لمُجرّد رفضكَ النظر إليها
    وما ترفض أن تذهب إليه بفضول، سينهشُكَ كصَدمة
    وكثرة التصلّب أمام واقعٍ شديد التغيّر، سيتسبّب بتحطيمك!*


    يتبع في وقت لاحق ..



    ..

  2. #732
    صديق فعال
    نَائيةٌ جدًا !
    ..


    (2)


    هكذا تسير الأمور أحيانًا
    أحيانًا نكون مُوزَّعين بين اختيارين، ونَجد أنفُسَنا قد انجرفنا في طريق.. ثُمّ يُسلّمنا هذا الطريق لقرارٍ جديد.
    وهكذا.. بعدَ عام، نجد أنفُسَنا في مكانٍ لم نُخطِّط إطلاقًا أن نصلَ اليه.
    أحيانّا نتراجع، لكنّنا معظم الأوقات لا يُمكننا فعل ذلك.. فنُواصِل التقدَُم.
    وبعدَ عشرينَ عامًا.. ننظر خَلفنا ولا نتذكّر أصلًا لماذا فعلنا هذا كلّه.
    ― عزّالدين شكري فشير، عناق عند جسر بروكلين



    تجربة الوجود:
    قلق الحرّية ومعضلة البحث عن القرار الصائب




    في الفيلم العظيم، “السيّد لا أحد” Mr. Nobody يقف الطفل “نيمو” (بطل الفيلم) في محطّة القرار مُمسكًا بأيدي والدَيه، وهي أقدم نقطة لوَعي “نيمو” بذاته من حيث إجباره على ممارسة حرّيته منذ سنٍّ مُبكّرة، فهو يقف على مفترق الطُّرُق وعليه أن يختار بأن يُكمِل حياته مع أمّه أو أبيه، وكما هو معلوم لحضرتك عزيزي القارئ، من السهل أن تختار بين شيء تحبّه وتكرهه، لكن ماذا تفعل حين يجب عليكَ أن تختار بين خيارَات متكافئة من حيث الرغبة والصحّة؟
    بحسب علم النفس الوجوديّ، تُطاردنا في حياتنا على الدوام أربع مخاوف وجودية:
    • الخوف من الحرّية
    (أن تخشى أن تفقد السيطرة على حياتك)
    • الخوف من المَوت
    (أن تعرف أنّ ما يمضي لَن يعودَ أبدًا)
    • الخوف من الوحدة
    (أن تُدرك أنّك في نهاية المطاف، تواجه هذا الوجود وحدَك)
    • الخوف من الفراغ
    (أن تخشى أن تفقد قدرتَك على تعريف نفسك)
    إنّ الموقف الذي تعرّض له نيمو في محطّة القطار، يمثّل حالة نادرة يتعرّض الإنسان فيها في لحظة زمنية ضئيلة لزخم المخاوف الوجودية الأربع دفعةً واحدة، ولذلك ظلّ نيمو، طوال حياته عالقًا عند هذه اللحظة بوصفها لحظة غير قابلة للتجاوز، يُعطينا فيها ثلاثة مبادئ عامّة عندما نقف على مفترق الطرق:
    • طالما أنّك لَم تَقُم بالاختيار بَعد، فإنّ جميع الخيارات تظلّ مُمكنة ومتكافئة

    وهذه العبارة، تنتمي إلى المصدر العميق للقلق: الخوف من الخطأ وذُعر ممارسة الحرّية، الخوف من تحرير طاقة الوضع الكامنة أو فقدانها لصالح طاقة الحركة. فالسكون بلا حراك لواقع نعرفه -ولو كان سيّئًا- يُعدُّ خيارًا آمنًا وأكثرُ رحمةً من رُعب المجهول الممكن. إذ يطمئنّ الإنسان للأشياء الثابتة في حياته حتّى وإن كانت سيّئة ومؤذية. ويخشى النّاس التغيير، لأنّه مجهول ومُقلِق وإن كان القادم أفضل وأجمل. يُحبّ الناس أن تبدو عوالمهم منطقية ومتناسقة، ومن هنا.. فإنّ كل تغيير جديد مُقلِق ومُربِك. أو كما يقول طمّليه: البارحة أجمل، لأنّنا نعرفها.



    • كلّ خيار في المُحصّلة هو خيار صحيح بأثَرٍ رجعيّ، إذا كُنّا على استعداد لأن نتعلّمَ الدّروسَ الكامنةَ فيه

    إذا تجاوزنا الصواب والخطأ الأخلاقيّ، فإنّ كلّ قرار بالنهاية هو قرار صحيح، وسيَعبُر وإن كان قرارًا خاسرًا أو سيّئًا، وستكون قصّته حينها أنّه قرار سيّء، لكنّه يظلّ صحيحًا من حيث إمكانه كخَيَار. ينتمي هذا المبدأ إلى الخوف من أن نفقد القدرة على إيجاد المَعنى في اختياراتنا. إذ لا أحد يُحبّ أن يقول لكَ أنّ ما أفنى حياته فيه، لا معنىً له، الكلّ سيُخبرُكَ قصّته كما لو أنّها مُكتملة الأركان، فالنّاس لا تفصل بينها وبين تجاربها، وحين تخبر أحدًا ما أنّ تجربته خاطئة أو فاشلة، فما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني فشله هو كذات. لذلك فإنّ النّاس تخشى من أن تصيرَ أسرى لخيارات خاطئة أو حياة خاوية من أيّ مَعنى.


    لَيس بإمكانك العودة إلى الوراء، ولهذا تجد صعوبة وجودية في كلّ مرّة يجب أن تقرّر فيها أو أن تختار

    تنتمي هذه القاعدة إلى الخوف من المَوت، تحديدًا من مَوت الماضي، وعدم القدرة على استعادة اللحظات الماضية، وهو نفسه ما يتشكّل على هيئة الخوف من النسيان، الخوف من الاندثار، الخوف من أن نصيرَ ماضٍ ككلّ الأشياء الأخرى. والأساس الفيزيائي لهذا الإدراك البشريّ، العُقدة التي تشكّلت في وَعينا البشريّ حين أدركنا سَير الزمن الحتميّ نحو الأمام، والذعر الذي يخلقه إدراكنا أنّ الزمن دائمًا يقهرنا وأنّه خارج سُلطتنا وسيطرتنا، وأنّه لا يعبَأ بنا ولا بتطلّعاتنا نحنُ الكائنات الفانية.



    لكنّ “نيمو” قد تنبّه لهذا مُتأخّرًا، إذا كان هذا واقع الحياة، فلماذا لا نستثمره لصالحنا؟ لماذا لا نُوظّف هذه المآزق الوجودية في تخليق المعنى من وجودنا؟ كيف؟
    بالحُبّ والإرادة. فإذا كان الزمن يتقدّم في مسارٍ حتميّ نحو الأمام، فلماذا نقاومه؟ لماذا لا نحجز لنا فيه ذكريات ثابتة للأبد، أمسكَ بيدها وقال: أحبّ هذه الفكرة، بأنّنا في زمانٍ ما، في مكانٍ ما، قد كُنّا سَويًّا، لحظة زمنية خالصة لنا، وحدَنا، للأبد! بهذا تجاوز “نيمو” الذعر الذي يخلقه وَعيه بسطوة الزمان عن طريق توظيف الحتمية الزمنية إلى أداة لتخليد وتثبيت الذكريات الصادقة والجميلة للأبد.
    أمّا عن سطوة ذعر الحرّية والخوف من الوقوع في الخطأ، فقد كان الرعب الحقيقيّ في تهالك زوجته التي تدخل دوّامةً من الاكتئاب المُتتالي ومحاولات الانتحار التي لا تنتهي، قالت له: إذا بقيتُ معكَ هُنا، فإنّك ستغرق مَعي، سأسحبُكَ نحو القاع! كانت معضلةً وجودية أخرى وكان سيتعاظم دور الرجل الانسحابيّ الكامن في الداخل، لولا أنّ “نيمو” كان قد تجرّأ وتخطّى خوفه من الحرّية، فأجابها: لا بأس! سنتعلّم السباحةَ معًا.



    يتبع لاحقًا ..


    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة الخيزران ! ; 4/September/2023 الساعة 6:18 am

  3. #733
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: مدينة السياب
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,011 المواضيع: 131
    صوتيات: 29 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21263
    مزاجي: صامت
    المهنة: معلمة حاليا
    أكلتي المفضلة: السمك
    مقالات المدونة: 65

  4. #734
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2016
    الدولة: أّلَعرأّقِ-البصره الحبيبه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,106 المواضيع: 12
    صوتيات: 22 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 2183
    مزاجي: الحمدلله...
    المهنة: DEP: Mathematics
    أكلتي المفضلة: كلشي احب
    مقالات المدونة: 2
    ‏لكلِّ حاجةٍ سألتَها اللهَ مستغنياً عن النّاس
    لكلِّ أُمنيةٍ استودعتَها ربّك
    لكلِّ دعوةٍ دعوتَ بها ونسيتَها ولم ينسها الله
    لكلِّ حاجةٍ من فرط الرغبة بها دمعتْ عيناك
    لكلِّ هؤلاء قُلْ بيقين :
    "يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" ❤




    من كتاب السلام عليكم يا صاحبي

  5. #735
    صديق فعال
    نَائيةٌ جدًا !
    ..


    (3)

    عودةً للسؤال الأوّل: ماذا تفعل حين يجب عليكَ أن تختار بين خيارَات متكافئة ومتساوية من حيث الرغبة والصحّة؟
    بحسب هندسة المواد الساكنة Statics: إنّ الأجسام تكون ساكنة، حين تكون محصّلة القِوى الواقعة عليها تساوي صِفرًا، أي أنّنا كبشر نصير عالقين وساكنين بلا حراك، حينما نجدُ أنفُسنا مشدودين باتّجاهات متعاكسة بنفس المقدار من القِوى. وقد يكون نفس المقدار من الرغبة أو نفس المقدار من الكراهية أو نفس المقدار من الألم.
    هكذا تصير ذاتك موضوعًا لمُحصّلة القِوى، وحين يكون ناتج القِوى التي تتجاذبك تساوي صفرًا، فإنّكَ تظلّ واقفًا وعالِقًا في الوَسَط بلا حراك. يحدث هذا حينما نكون مُبَعثرين من الداخل، وحين نجدنا نَميل إلى كلّ الخيارات بنفس الطريقة، مشدودين إلى جميع الاتّجاهات، وحين تكون كلّ الخَيَارات المُتاحة أمامنا، خَيَارات مؤلمة أو مَرغوبة. يُشبه هذا ما يحدث في لعبة الشطرنج، وهي حالة تُسمّى Zugzwang حينما تكون مُكرهًا على اتّخاذ خطوة خاسرة، فتبقى عالقًا بلا حراك.
    تبدو الحياة بمُجمَلها كما لو أنّها وَرطة إجبارية أو فوضى من الخيارات التي لا تنتهي. لقد جيءَ بِكَ إلى هُنا، في زَمَنٍ مُحدّد ومكانٍ مُحدّد. لَم يكُن قدومَك إلى هنا، قرارك الشخصيّ. أمّا الطريق فإنّه مليءٌ بالمخارِج والأسهم الإرشادية على رأسِ كُلّ مُفتَرَقٍ من الطُرُق. فلسفات عدّة وتنظيرات متعدّدة وأنتَ وحدَكَ عالقٌ هنا، تنهشكَ الحيرة. كان “غيورغي غوسبودينوف” الشاعر والكاتب البلغاري في روايته الكثيفة “فيزياء الحزن” قد قال شيئًا مماثلًا حين قال: إنّنا مصنوعون من متاهات.. الأمر الأكثر كآبة في المتاهة هو أنّك دومًا في حالة اختيار. ما يُربكك ليس غياب المَخرَج وإنّما: وَفرةُ المخارج.


    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة الخيزران ! ; 4/September/2023 الساعة 5:14 pm

  6. #736
    صديق فعال
    نَائيةٌ جدًا !
    ..


    (4)

    لقد تقرَّر في مكانٍ ما ، أن تنبثق من رحم هذه العائلة الطيّبة، ذات الموجودات التي كانت قد تورّطت بهذا كلّه من قبل. مقدار شفقتك على نفسك يتناسب طرديًا مع قسوة الحياة وبرائتِكَ الداخلي. تنظر في عين أهلكَ تارةً فترى اعتذراهم لكَ يتوارى خلف نظراتهم. عن ماذا يعتذرون؟ يتساءَل الطيّبُ الآخر.. عن الإتيان بك، وعن توريطك بهذا كلّه، على الأقلّ إقحامك بهذا المكان الملعون المَدعو وجودًا، يقول الشيطان الذي يختبئ خلف التساؤلات. وأمام فخ الوجود هذا، أتذكّر أنّ بول إيلورا قال ما معناه، أنّ أحدُنا لا يُمكنه أن يتخيّل واقع الحياة، دون أن تمتلئ عيناه بالدموع.
    تدخل في مرحلة التيه أو الضياع، لكن ما المشكلة في أن نتوه وجوديًا؟ تكمن الخطورة في حالة التيه، أنّك تصير فريسة سهلة لإغواءات كثيرة، أيّ أنّك في محاولة تعويضك عن الشعور بالفراغ والضياع، تبدأُ تلتهمُ بشراهة كلّ تجربة تساعدك على الامتلاء المُؤقّت، هذا يعني أنّك لا تنظر فيما تريد حقًّا، لأنّك تائهٌ بالأساس، وحين تكون تائهًا ولا تعرف ما تُريد فإنّ كلّ الطرق ستؤدّي الغرض في نهاية المطاف. فقد قالت الفيلسوفة والمتصوّفة “سيمون فايل” من قبل: كلّ مَعصية، هي مُحاولة لتعبئةِ فراغٍ ما.






    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة الخيزران ! ; 4/September/2023 الساعة 5:14 pm

  7. #737
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2012
    الدولة: العماره
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,693 المواضيع: 1,198
    صوتيات: 18 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9019
    المهنة: operator
    أكلتي المفضلة: اي شي من بره البيت ..
    موبايلي: Not9
    آخر نشاط: منذ 19 ساعات

    مخالب المتعه للكاتبه المغربيه فاتحه مرشيد . .

  8. #738
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge

  9. #739
    من أهل الدار
    بــقايا .. حُلــم
    تاريخ التسجيل: June-2015
    الدولة: قلب أمي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18,809 المواضيع: 250
    صوتيات: 33 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 25945
    مزاجي: مثل وضع العراق كل لحظة بحال
    أكلتي المفضلة: خبز يابس
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    الإختلافات الحقيقية بين الناس والمجتمعات والأنظمة السياسية ليست في الغايات، وإنما في الوسائل.

    لذلك لاتسألوا كثيرا عن الغايات، لأن الغايات المعلنة ستكون دوما رفيعة وحسنة، اسألو عن الوسائل،
    أو تأملوا بها، فهذا لايخدع أبداً ..

    من كتاب هروبي إلى الحرية

  10. #740
    من أهل الدار
    بــقايا .. حُلــم
    ولما كان المثقف هو الذي يستعمل اللغة معولا للبحث عن الحقيقة، لا رفشا لحفر قبور للآخرين، ولما كان يبرع في استخدام هذه الأداة (اللغة)، فهي تتحول في يده إلى سلاح فتّاك حين يخلو قلبه من المحبة، وتخلو نظرته إلى ضعف الآخرين (وربما سقطاتهم) من الحنان

    غادة السمّان
    كتابات غير ملتزمة

صفحة 74 من 99 الأولىالأولى ... 24647273 74757684 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال