..
..
..
..
موت في العائله ..
لكارل اوفه كناوسغارد
..
من المُروءة، ونُبل التعامُل؛ أن تحفظ للإنسان قَدره حال الخِلاف معه، وأن تصون سِرّه، وتحمي ظهره، ولا تفجر بخصومته، وأن تُحَدِّد وتُحَيِّد الخلاف في محلّه، فلا يتجاوز إلى مساحات أخرى لا صِلَة له به، فإنّ في أوقات الخِلاف تتبَدّى الطبائع الحقيقيّة، ويُعرَف فيها سُموّ المَرء من عدمه.
شروق القويعي.
..
..
لو أنّ المرء ليس مسؤولًا إلّا عن الأمور التي يعيها، لكانت الحماقات مبرأة سلفًا عن كل إثم لكن الإنسان مُلزم بالمعرفة، الإنسان مسؤول عن جهله، الجهل خطيئة !
ميلان كونديرا
..
..
..
..
هذا الكتاب مهم جدًا وكنز حقيقي لكل راغب بتطوير إمكانياته في سرعة القراءة والاستيعاب، يُحدث في القارئ ثورة لما فيه من قلب للمفاهيم الشائعة حول نوع القراءة المنتجة وهو كتاب شيق محفز غير ممل يسحبك إليه بخفة ولذة، وهو بحق بمثابة معلّم بارع أنصح جدًا بقراءته ودفع الأبناء لقراءته أيضًا لأنه سيحدث فيهم نقلة نوعية مثمرة في أسلوب المذاكرة الفاعلة ..
وسأحاول بإذن الله نشر أهم الفوائد التي حصلت عليها من هذا الكتاب الرائع ..
..
..
في فترة مبكرة صافحت عيناي اسم بدر شاكر السياب، فتى "جيكور" النحيل، كنتُ في المرحلة المتوسطة حين قرأت له "أنشودة المطر"؛ لم ترق لي، لكنني أبديت إعجابي بها؛ ربما لأن الكاتب الذي عرضها أمسك بنقطة ضعف بشرية كامنة حين قال ما معناه: "في هذه القصيدة معانٍ يستحسنها الأذكياء"، وأيّنا يقبل أن يُجرّد من ثياب العبقرية والنباهة! خاصة في ذلك السن، فكانت قصيدةً تحتمي بدرع يحطم كل سهام النقد الذوقي للفتى آنذاك .
أحبّ السياب الشاعرة لميعة عباس عمارة، لكن ظروف اختلاف الأديان والأعراق حجبتهما عن اللقاء المقدس، ومضى كلٌ في حال سبيله منكسرًا . ومضيت حتى أنا دون أن أعرف تفاصيل ابتعادهما . وقبل أعوام مرت بي قصيدة للميعة اسمها "اللقاء الخالد"، ضمن ديوان "أغاني عشتار"؛ وتحت عنوان القصيدة كتبَت : "رأت ديوانه وديوانها متجاورين في إحدى المكتبات، فكانت هذه القصيدة"
لا أنكر أن الأبيات أدخلتني في موجة حزن طويلة، وبقيت زمنًا أرددها دون أن تبلى دهشة الوجع في داخلي؛ تقول:
وهكذا، بعد سنين النوى
وهربي حتى من الطيفِ
وقسوتينا إذ وأدنا الهوى
وإذ سترنا الحب بالعنفِ
إذا بنا، ورغمها نلتقي
هنا .. كتابين على رفِّ
هذه القصة أدلّ ما تكون على صفَة كامنة فينا؛ نحن نتعامل مع الأمنيات كما لو ملكناها بمجرد أننا نريدها، فإن فاتت بكيناها بكاء من نُزع منه بعض ما يملكه . ثم إن بها تذكرة لمن ظن أنه لن يرضى إلا بكل ما يحلم به، سيمضي الزمان ويفرحك فتات ما تتمنى؛ حتى لو التقيت مع حلمك -أياً يكن نوعه- كطيفين في منام، أو كتابين على رف .
.
.
- بدر الثوعي .
..
..
وأنا أقول :
أنت في العراق، لا علاج لذلك !
..
..
..
..
..