..
(6)
والسبب الرابع لكون العلاقات الافتراضية مغرية أنها تعدّ آمنة نسبيًا، ومخاطرها النفسية محدودة، بالمقارنة مع الأذى المتوقع أو المخاطرة الكبيرة التي تحيط بالعلاقات الفعلية، فالرفض في التواصل الافتراضي لا يكسر القلب كما يمكن أن يفعله الرفض الواقعي، أولًا بسبب شيوع الرفض، والذي يعني زيادة توقّعه، ومن ثمّ الاستعداد له، وثانيًا بسبب وفرة الخيارات والبدائل الفائضة، وثالثًا بسبب إمكانية إخفاء الهوية، جزئيًا أو كليًا، فالرفض ينعكس سلبًا على تقدير المرء لذاته، لكون هذا التقدير يتولد جزئيًا على الأقل من تقدير الآخرين (برغم كل الأوهام المتعالية على آراء الآخرين)، فحين تخفى الهوية يمكن للفرد لملمة هذا الإخفاق بعيدًا عن أعين الجمهور المحيط.
الجزء السادس من مقالة (غراميات افتراضيّة) عبدالله الوهيبي.
..