و بكى من عجزه ، لأنه شيء مرَّ و حزين أن تدرك أنه في كل يوم جديد بدلاً من إضافة شيء لإثراء روحه يؤخذ شيء منه .
مكسيم غوركي...
حياة ماتفي سافيليفتش
و بكى من عجزه ، لأنه شيء مرَّ و حزين أن تدرك أنه في كل يوم جديد بدلاً من إضافة شيء لإثراء روحه يؤخذ شيء منه .
مكسيم غوركي...
حياة ماتفي سافيليفتش
هذا العالم يا صديقي مُخيب للآمال, مَا مِن تسلية عظيمة فيه إلا النوم .
شوبنهاور
....وأدركت أخيرا قصده ! كان يطلب مني أن أزيح ستار النافذة ، وان أفتح مصراعيها ...لعله كان يريد أن يلقي نظرة أخيرة ...على ضوء النهار ..
على خليقة الله .. على الشمس !
فأزحت الستارة !! ولكن ضوء النهار كان شاحباً حزيناً ....كالحياة التي تنطفئ في ذلك المسكين الذي يحتضر .
دوستويفسكي
الفقراء
“لا تصاحب إلا من يكتم سرك ويستر عيبك وينشر حسناتك ويطوي سيئاتك فإن لم تجده ؛ فلا تصاحب إلا نفسك !“ - علي الطنطاوي
لا يسأل عنك الا من يرى وجودك يسعده
آحبك لأنك وطن أبيض لأننآ معاً نبدو جميلتين جدآ لأنك تزرعين فيني بهجة بين الثآنية وَ الثآنية ولأنك صديقتي آلتي لآ تشبه أحدآ
التعلق بالروح صعب جداً .. حبك لروح شخص كفيل بأن يكون ملازماً لك طول حياتك .. ليس كحبك للشكل الذي يختفي انبهارك فيه بمجرد ماترى الاجمل منه .. ليس كحب التعود الذي تمل منه مع الوقت .. حين تحب روح احد ليس من السهل ان تراه في احد اخر .. لأن الروح دائماً واحده ليس لها بديل .
الذكريات تبقى عالقة في كل شيء. في عبق الماضي ثنايا الحاضر وآمال المستقبل. لا نراها!! ولكن هي موجودة على جنباتنا تحوم هنا و هناك. بنوتاتها الحزينة السعيدة تتسلل مختلسةً إدراكنا.. تزورنا دونما استئذان.. تأتينا وتغادرنا متى شاءت، تهمس في آذاننا أحيانا بما قد يسعد أعماقنا، وأحيانا أخرى بما يزعجنا ويكسر شيئاً من تركيبة زجاج كياننا. كالأسرى نحن قابعيين في سجونها. كالأسرى ننتظر قدوم سلة ألحانها إلينا. هكذا دواليك ونحن لا نراها!!. تبدأ الأيام والسنين بسرقتها وسرقة كل شيء جميل منا، رويدا رويدا تتوقف عن زيارتنا.. فنظن أنها مضت إلى حال سبيلها! مضت وانتهت !! والحقيقة هي أننا نحن من يمضي وينتهي.. وتبقى هي داخل دهاليزها متحدية المكان والزمان إلى آخر هذا الكون!! وكعادتها، و في الخفاء، ستعزف من جديد لغيرنا ِمنْ َمنْ هم مثلنا؛ أولئك الذين سيركبون دون إرادتهم قطار الحياة. أولئك الذين سيدخلون سجون عالمها. ستعزف لهم من جديد ألحان الضحك والبكاء.. السعادة و الشقاء.. كعادتها وفي الخفاء! ستعزف لهمُ الذكريات تماماً كما تعزف الآن لنا.. أحاسيس سمفونياتها بدون ملل وبكل سخاء... ستعزف لنا و لَهُم لحن المعاناة من الدنيا ووَهْم الحياة والبقاء. ستعزفُ لحن وفاء الأوفياء وخيانة من يسَمَّوْن بالأصدقاء.. لحن دفء لحظات اللقاء.. مرارة ساعات وداع الأحبة والأقرباء. ستعزفُ رغماً عنا وعنهم بكل كبرياء. ستعزِفُ وتعزفْ حتى يُسدَلَ الستار عن كل شيء!.. ستعزِفُ حَدَّ آهات الآلام على أوتار الموت والفناء...
“أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزله
أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفى موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
يا ليته يعلم أنى لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه
يا من توهم أنى لست أذكره
والله يعلم أنى لست أنساه
إن غاب عنى فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه”
كل عام كان والدا الطفل "مارتان" يصطحبانه في القطار عند جدته ليقضي عطلة الصيف. عندها يتركونه ويعودون في اليوم التالي.
ثم في إحدى الأعوام قال لهما:
أصبحت كبيرا الآن ...ماذا لو ذهبت لوحدي الى جدتي هذا العام؟
وافق الوالدان بعد نقاش قصير. وها هما في اليوم المحدد واقفان على رصيف المحطة يكرران بعض الوصايا عليه...وهو يتأفف ...
لقد سمعت ذلك منكما الف مرة!
وقبل أن ينطلق القطار بلحظة،
اقترب منه والده وهمس له في أذنه؛
"خذ، هذا لك إذا ما شعرت بالخوف أو بالمرض" ووضع شيئا بجيب طفله.
جلس الطفل وحيدا في القطار دون اهله للمرة الأولى،
يشاهد تتابع المناظر الطبيعية من النافذة ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله،
يخرجون ويدخلون إلى مقصورته...
حتى مراقب القطار تعجب ووجّه له الأسئلة حول كونه دون رفقة.
حتى إنّ امرأةً رمقته بنظرة حزينة..
فارتبك "مارتان" وشعر بأنه ليس على ما يرام.
ثم شعر بالخوف...فتقوقع ضمن كرسيه واغرورقت عيناه بالدموع.
في تلك اللحظة تذكر همس أبيه وأنه دسّ شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة.
فتّش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة...
*فتحها:" يا ولدي، أنا في المقصورة الأخيرة في القطار".*
كذلك هي الحياة، نطلق أجنحة أولادنا، نعطيهم الثقة بأنفسهم...
ولكننا يجب ان نكون دائما متواجدين في المقصورة الأخيرة طيلة وجودنا على قيد الحياة...
مصدر شعور بالأمان..لهم.
دوستويفسكي