"إذا جلس الإنسان فقط وفكّر في نهايته الوشيكة، وعدم أهمّيّته المرعبة ووحدته في الكون، فإنّه بالتّأكيد سيصاب بالجنون، أو يستسلم لشعور مخدّر من العبث. قد يسأل نفسه، لماذا يجب أن يكلّف نفسه عناء كتابة سيمفونيّة عظيمة، أو السّعي لكسب لقمة العيش، أو حتّى ليحب شخصًا آخر، في حين أنّه ليس أكثر من ميكروب مؤقّت على ذرّة غبار يحوم في الفضاء الشّاسع الّذي لا يمكن تصوّره؟ ... أولئك منّا الّذين أجبرتهم أحاسيسهم الخاصّة على رؤية حياتهم من هذا المنظور - الّذين يدركون أنّه لا يوجد هدف يمكنهم فهمه وأنّه وسط عدد لا يحصى من النّجوم يصبح وجودهم مجهول وغير مؤرّخ - يمكن أن يقعوا فريسة بسهولة. إلى الشّذوذ المطلق. ... أديان العالم، على الرّغم من ضيق أفقها، قدّمت نوعًا من العزاء لهذا الألم الكبير ... هذا الاعتراف المحطّم بفناءنا هو السّبب الجذري لمرض عقلي أكثر بكثير ممّا أعتقد أنّ حتّى الأطبّاء النّفسيين يدركونه."
- ستانلي كوبريك، مقابلة مع مجلّة پلاي بوي (أيلول ١٩٦٨)